تل ابيب تحشد لمواجهة طهران: المقاربة الدولية للجمها موحدة

لورا يمين

المركزية- المطاردة الاسرائيلية للفصائل الايرانية المنتشرة على مقربة من الكيان العبري، مستمرة. فجر الثلثاء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل شخصين يرجح أنهما يعملان مع حزب الله، نتيجة ضربات إسرائيلية قرب مطار دمشق الدولي ومحيط دمشق. وأوضح المرصد أن الغارات استهدفت مستودع أسلحة ومواد لوجستية لحزب الله اللبناني، ضمن مزرعة تقع ما بين السيدة زينب والبجدلية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، وسط معلومات عن وجود العديد من القتلى في الموقع. كما أشار إلى أن إسرائيل استهدفت بأربع ضربات على الأقل مواقع للميليشيات الإيرانية في محيط مطار دمشق ومزارع في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.

من جانبها، أعلنت وكالة أنباء النظام (سانا) أن الدفاعات الجوية السورية تصدت فجر الثلثاء، لصواريخ إسرائيلية في سماء دمشق، وأدت إلى إصابة عسكريين اثنين وبعض الخسائر المادية.

في موازاة العمليات "العسكرية" المتوالية فصولا ضد الاهداف الايرانية في سوريا، تحشد اسرائيل دبلوماسيا وسياسيا ايضا، لتطويق النفوذ الايراني في المنطقة ولمنع تطوير الجمهورية الاسلامية قدراتِها العسكرية والصاروخية وايضا "النووية". في الساعات الماضية، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى استغلال الأوضاع الراهنة في إيران لممارسة "ضغوط جدية" عليها تُفضي إلى التوصل إلى اتفاق نووي "جديد ومعدّل". وقال في بداية المؤتمر السنوي "قمة الإعلام اليهودي" الذي ينظمه المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، إن "إيران في المقام الأول تحدٍ عالمي وإقليمي، وعندئذ فقط تشكل تهديداً لإسرائيل. ومثلما يتصرف الناتو (حلف شمال الأطلسي) بشكل منسَّق تجاه أوكرانيا (في ظل حرب مع روسيا منذ 24 شباط الماضي)، يجب أن ندفع شركاءنا في المجتمع الدولي إلى التعامل مع إيران بشكل منسق". واذ حذّر من أن "تتجاوز إيران نقطة اللاعودة في الجانب النووي"، تابع غانتس "الوقت حاسم، إيران تعاني حالياً من مشكلات داخلية (احتجاجات شعبية) وصعوبات اقتصادية ورد فعل دولي على إمدادها (لروسيا) بالسلاح للهجمات على أوكرانيا. الآن يجب تعميق التعاون العسكري والاستخباراتي والسياسي". واعتبر أن "الآن هو الوقت المناسب للضغط على إيران للتوصل إلى اتفاق نووي محسًن يوقف تقدمها النووي". وإذا فشل هذا الجهد، وفق غانتس "فيجب الجمع بين استخدام القوة واستعراض القوة في مواجهة العدوان الإيراني. يجب أن يركز النشاط الآن على الوقاية قبل فوات الأوان".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التنسيق قائم بين تل ابيب من جهة والقوى الدولية الكبرى وأبرزها واشنطن من جهة ثانية، في الشأن الإيراني. وتلفت الى ان ثمة إجماعا على مفاقمة الضغوط الاقتصادية وايضا "العسكرية" التي تتولاها اسرائيل اليوم، على النظام الإيراني وأذرعه، وعلى اعتماد هذه السياسة حتى اشعار آخر، وانتظار نتائجها، وسط رهان على انها ستقود طهران في نهاية المطاف الى طاولة المفاوضات من موقع الضعيف، فيتم التوصل الى اتفاق نووي معها، يكون مريحا للغرب ولتل ابيب في آن، ويبدد هواجس الاخيرة من اي تهديد قد تشكّله ايران لأمنها القومي مستقبلا، وذلك من دون الحاجة الى اي تدخّل عسكري ضدها. لكن في حال واصلت طهران تحدياتها ومكابرتها، فعندها لكل حادث حديث والمجتمع الدولي منفتح على كل الخيارات بما فيها العسكرية، تختم المصادر.

***