Dec 20, 2022 7:49 PM
اقليميات

مؤتمر "بغداد 2"... تشديد على حاجة المنطقة للأمن والاستقرار

اختتم "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" اعماله بدورته الثانية، التي استضافها الأردن في منطقة البحر الميت، وشدد في بيان ختامي، بحسب وكالة الانباء الاردنية "بترا"، على "دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة". ووفق البيان فإن "قطاعات التعاون تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ".

وجاء في نص البيان الختامي: "في ضوء قرار مؤتمر بغداد الذي التأم في 28 آب عام 2021، وبدعوة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبعد التنسيق مع فخامة الرئيس ايمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، ودولة السيد محمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق، استضافت المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت في 20 كانون أول 2022. وأعرب المشاركون في المؤتمر عن شكرهم للمملكة الأردنية الهاشمية لاستضافة المؤتمر وحسن تنظيمه. كما ثمن الأردن والعراق دور الجمهورية الفرنسية التنسيقي في إطلاق مؤتمر بغداد ومشاركتها في دورتيه".

وأكد المشاركون "استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية". كما أكدوا "وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصرا تاريخيا عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي".

وجددوا "إدانتهم التطرف والإرهاب بكل أشكاله، ودعمهم للعراق في جهوده ترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه"، مشددين على "دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ"، مؤكدين في هذا السياق "أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق والمشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها في سياقها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بينها"، كما أكدوا "أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وخصوصا في مجالات الربط الكهربائي والنقل، وغيرها من المشاريع الاقليمية التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية، وبناء الجسور مع الأسواق العالمية، وبما ينعكس إيجابًا على المنطقة برمتها".

وشدد المشاركون على أن "انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الاقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك"، مؤكدين  "أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الاقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء".
واستعرضوا "انعكاسات الأزمات الاقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاونا إقليميا شاملا، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في عملية التنمية الاقليمية".

كما اكدوا "أهمية عقد الدورة الثالثة للمؤتمر الذي انطلق بتنظيم عراقي - فرنسي  وتشارك فيه المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومملكة البحرين، والجمهورية التركية، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي. واتفقوا على عقد الدورة الثالثة للمؤتمر العام القادم وتحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بينهم".

وعبّرت المملكة الأردنية الهاشمية عن "تثمينها للمشاركة الفاعلة لقادة وممثلي الدول والمنظمات الاقليمية والدولية المشاركة في مؤتمر بغداد، والحرص الواضح على تعزيز التعاون في ضوء التحديات التي جعلت من العمل المشترك الممنهج ضرورة أكثر الحاحاً تفرضها المصالح المشتركة، وسبيلا ناجعا لتحقيق طموحات الشعوب في بناء مستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار".

عبدالله الثاني

وفي مستهل الكلمات، قال العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين إنّ "أمن العراق ركن أساسي في أمن منطقتنا".

وأضاف: "نؤمن بحاجة المنطقة إلى الاستقرار والسلام العادل والشامل".

السوداني

وفي كلمته، قال رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني: "لا نسمح باستخدام أراضينا لانطلاق أي تهديد لدول الجوار"، مشدداً على أن "العراق ينأى بنفسه عن سياسات المحاور ودعوات التصعيد".

ودعا "تركيا وإيران إلى ضمان أمن العراق المائي"، مشيراً إلى "تهديد وجودي بسبب شح المياه".

وحث رئيس وزراء العراق على "مواصلة العمل المشترك لمحاربة الفكر المتطرف".

ماكرون

من جانبه، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ "العراق أصبح مسرحا لانتهاكات وتدخلات تزعزع استقرار المنطقة كلها".

وذكر أنّ "العراق أحد ضحايا غياب الاستقرار الأمني في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "منطقة الشرق الأوسط تمتلك كل المقومات لتكون في مقدمة الأجندة الدولية"، ولكنه "تعاني من انقسامات وتدخلات تؤثر على استقرارها".

السيسي

كما أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمام المؤتمر أن "مصر ترفض أي تدخلات خارجية في شؤون العراق".

وأشار إلى أن "انتشار الإرهاب والفكر المتطرف أثقل كاهل العراقيين"، مبدياً عزم القاهرة على "المضي في تنفيذ المشروعات المشتركة مع العراق".

عبداللهيان

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنّ طهران ستدعم إحياء اتفاق 2015 النووي طالما يتم احترام خطوطها الحمراء.

وأضاف أنّه يتعين على بقية أطراف الاتفاق النووي أن تكون "واقعية"، مشدداً مرة جديدة على "سلمية" البرنامج النووي الإيراني.

بوريل

كذلك، طالب مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بضرورة "احترام وحدة أراضي العراق من جميع الأطراف". وقال إن "الاتحاد الأوروبي يسعى إلى عراق مستقر وأكثر قوة".

وبحث المؤتمر سبل دعم العراق والجهود التي يقوم بها من أجل تعزيز أمنه وسيادته وضمان استقراره وتحقيق التنمية والرخاء لشعبه، بالإضافة إلى تطوير آليات التعاون الإقليمية مع العراق في عدد من المجالات التي تشمل مكافحة الإرهاب والأمن الغذائي والأمن المائي والطاقة وغيرها من المجالات التي تسهم في دعمه.

وأخيراً سيبحث آليات التعاون الإقليمية التي تحقّق التكامل والأمن والاستقرار في المنطقة.

وينعقد مؤتمر "بغداد 2" في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار".

ويهدف المؤتمر، وفق الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".

ويشكل المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه رئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي استمر لأكثر من عام.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o