Dec 20, 2022 12:47 PM
خاص

بغداد 2 تمهّد لعودة ايران الى الحوار اقليميا ودوليا؟

لورا يمين

المركزية- جملة مواقف دولية واقليمية لافتة أطلقها في الساعات الماضية، وزيرُ الخارجية الايرانية حسين امين عبداللهيان، اذ حملت كلّها نفحةَ تهدئة وايجابية، ودلت على استعدادٍ للتحاور ووقف التصعيد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

ففي الشأن الأوكراني، قال عبد اللهيان إن سياسة بلاده قائمة على حلّ الصراع من خلال الحوار والطرق السياسية، ورفض استخدام القوة وضرورة مراعاة القلق الأمني المشروع للجانبين. وفي كلامٍ فيه محاولة لمسايرة الغرب والولايات المتحدة وأوروبا، أكد أن اتهام بلاده بتسليم الطائرات المسيّرة لروسيا لا أساس له، وأن الغرب يسعى لتبرير دعمه للحرب بالاتهامات.

وفي ما يتعلق بالملف النووي، أشار عبد اللهيان إلى استعداد بلاده للتوصل إلى الاتفاق النووي إذا كانت واشنطن تنوي الوصول إليه "بشكل عملي وحقيقي".

على الصعيد الاقليمي، هنأ أمير عبد اللهيان قطر على النجاح الكبير في تنظم كأس العالم لكرة القدم 2022، وشكر الدوحة على حسن ضيافة المنتخب الإيراني لكرة القدم... الى ذلك وعلى خط العلاقات بين ايران والسعودية التي تلعب قطر منذ اشهر، دورا في ترطيبها وترتيبها، أكد عبداللهيان أن طهران مستعدة لعقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع والخارجية لدول الجوار والدول الخليجية. وأضاف عبد اللهيان خلال "منتدى حوار طهران"، أن إيران ترحب بإعادة بناء الثقة والتعاون البناء مع دول الجوار، خاصة الدول الخليجية. وأشار إلى أن إيران مستعدة لاستئناف العلاقات مع السعودية وإعادة فتح سفارتي البلدين إذا كانت الرياض مستعدة لذلك، مضيفا أن على الرياض اتخاذ القرار بشأن انتهاج سياسة بناءة مع طهران، على حد قوله.

وأتت مواقف الدبلوماسي الايراني قبيل توجهه إلى العاصمة الأردنية عمّان، للمشاركة في القمة الإقليمية الثانية لدول جوار العراق التي تعقد اليوم، في الأردن.

ووفق المصادر، يبدو ان الضغوط الغربية على طهران، بدأت تؤتي ثمارها، بحيث تبدّلت نبرة الجمهورية الاسلامية، من خطابٍ فيه كثير من التحدي والمكابرة، الى خطاب فيه نسبة أعلى من العقلنة والروية. ومع ان فرضية اعتماد سياسة "اللغتين" من قِبل القيادات الايرانية، واردة، حيث قد يتحدّث مسؤولوها بلغتين واحدة خشبية تهويلية واخرى هادئة، أو قد يُعلنون شيئا فيما أداؤهم على الارض يعكس توجها آخر، الا ان المصادر تشير الى ان النظام الايراني سيعود من جديد، عاجلا ام آجلا، الى طاولة الحوار مع خصومه الاقليميين والدوليين، أكان في فيينا او في بغداد (حيث الحوار الثنائي بين الرياض وطهران)، بعد ان حاصرته ثورة الشعب في الداخل والعقوباتُ في الخارج.. وتُعتبر قمة بغداد 2، محطةً في مشوار التمهيد لهذه العودة..

يُذكر في السياق، ان السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني كان ألمح في نهاية الاسبوع الى أن من المحتمل أن تشهد القمة لقاء ثنائيا بين ممثلي إيران والسعودية، وتكون منطلقا لعودة المحادثات الثنائية، وفق تعبيره.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o