Dec 16, 2022 6:07 AM
صحف

الجلسات في إجازة على زغل

لا يتورع اصحاب الشأن عن وصف الجلسات النيابية بالعبارات المتداولة في الاوساط السياسية، وحتى الشعبية، لكثرة الهزال الذي يحيط بها، وبملابساتها، وبالنتائج غير التوافقية التي تنتهي اليها كل مرة، مع تزايد الشرخ بين الكتل النيابية والتيارات والاحزاب التي تقف وراءها، وزرع «اليأس» من العجز المستحكم في الداخل، بانتظار ما ستؤول اليه معطيات الحراك الخارجي، سواء في الدوحة، او عمان، او العواصم ذات التأثير، مع معلومات تتجمع في افق الوقت المستقطع، ان لا آمال بانتخاب قريب او حتى بعيد نسبياً لرئيس جديد للجمهورية، مع تزايد التشكل الجديد بين الأحلاف والتفاهمات بانتظار امر اقليمي، او عربي او دولي كان مفعولا، بعد أن دخلت الجلسات في إجازة الأعياد على زغل.

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن دخول جلسات الإنتخاب في استراحة لا يعني تعليق الدعوة لانعقادها،فهي تنطلق في العام الجديد.

ولفتت المصادر الى أن هذه الاستراحة ستكون كفيلة لتنفيس الأحتقان وتدارس بعض الخطوات من قبل عدد من الكتل النيابية ، موضحة أنه من خلالها أيضا سيصار إلى تفادي تكرار السيناريو الذي يتحكم بهذه الجلسات، مع العلم أنه أحكم قبضته على هذه الجلسات.

ورأت هذه المصادر أنه لا بد من ترقب بعض التحركات الخارجية وانعكاساتها على ملف الأستحقاق الرئاسي الذي ما زال ينتظر المسعى الجاد لتحريكه.

إلى ذلك لفتت المصادر إلى أن اللقاء التشاوري الوزاري الذي دعا إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور الوزراء المقاطعين يتناول ملفات اجتماعية ومناقشة كيفية معالجتها ولا يعني «ميني مجلس وزراء»، مؤكدة أن اللقاء سيتجنب الدخول في مسائل تحمل طابع الاستفزاز.

إذاً، اقفل المجلس النيابي ابوابه حتى مطلع العام المقبل بعد آخر جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية، تصديقاً للتسريبات النيابية والسياسية التي كانت تقول منذ اكثرمن شهر ان انتخاب الرئيس متعذر قبل نهاية الفصل الاول من العام 2023، وسط مراوحة في جميع الملفات المتعلقة بإدارة الدولة الى حدّ الفشل في بعضها كمعالجة الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية والاستشفائية والتربوية ما يُعمّق نزيف الادمغة بهجرة الشباب والكفاءات بحثاً عن مستقبل افضل.

كما راوحت المساعي السياسية الداخلية والخارجية مكانها في وقت ينتظر اللبنانيون الفرج من الخارج المتلهي عن لبنان بكثيرمن المشكلات العالمية ويدير ظهره للبنان نتيجة فشل مسؤوليه. ومع ذلك ما زال البعض يراهن على نجاح مساعي الرئيس نبيه بري بعد فترة عيدي الميلاد ورأس السنة في إطلاق الحوار للتوافق على انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.

وافادت معلومات مصادر نيابية وسياسية ان تواصلاً يجري بين بعض القوى السياسية التقلدية وبين بعض نواب قوى التغيير من اجل التوصل الى اتفاق على بعض الملفات المطروحة. فيما ذكرت مصادر اخرى ان التفاهم والتوافق المسبق الداخلي على رئيس يحظى بقبول عربي ودولي شرط اساسي لإنتخاب اي مرشح على ألّا يكون مرشح تحدٍ لأي طرف وهذا ما يجري العمل عليه في اتصالات بعض القوى السياسية.

من جهتها، أشارت "نداء الوطن" الى ان مجلس النواب أسدل الستارة على عروض مسرحية الانتخاب الرئاسي للعام الجاري ليعود إلى استئنافها في العام الجديد بعد عشر جولات مستنسخة، استأصلت خلالها قوى 8 آذار الاستحقاق الرئاسي من رحم الدستور وأسرته في بيئتها الحاضنة للشغور، فتعمّدت تقزيم الاستحقاق وتحقير الموقع الأول في الجمهورية بأساليبها التعطيلية الممجوجة التي جعلت من العملية الانتخابية محطّ "مسخرة" أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي.

بدورها، اعتبرت "الانباء الالكترونية" ان لا تبديل في صورة المشهد السياسي في الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية التي انتهت بتعطيل فريق الممانعة نصاب الجولة الثانية كالعادة، وكان اللافت تعادل الأصوات التي نالها مرشح الفريق السيادي النائب ميشال معوض مع أصوات الورقة البيضاء، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يحدد موعداً للجلسة الحادية عشرة، التي ستكون بعد الأعياد.

في هذا السياق، لفت مسؤول التواصل والاعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور الى عدم وجود أية مستجدات تتعلق بالاستحقاق الرئاسي خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، مشيراً إلى "الخلافات العميقة داخل فريق الممانعة، ما يجعله غير قادر على الخروج من أزمته من خلال التفاهم على مرشح واحد، ويترافق ذلك مع اصرار هذا الفريق على إيصال رئيس للجمهورية، خلافا لكل المعطيات السياسية والشعبية والوطنية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية".

جبور وفي حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية، رأى أن "الوضع السياسي وسط هذه الأزمة مستمر على ما هو عليه، ولا خروج من المراوحة إلّا من خلال تمسك المعارضة بوصول مرشح انقاذي سيادي إصلاحي وإصرارها على تطبيق الدستور"، مشدّداً على وجوب أن تكون جلسات مجلس النواب مفتوحة الى حين انتخاب الرئيس. 

وعن الحراك الذي يقوم به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اعتبر أن "الأخير بعد ان تيقّن استحالة ترشحه الشخصي وإدراكه بأن حظوظه في الوصول الى الرئاسة توازي صفر، يحاول اليوم البحث عن صفقة تمنحه مكاسب سلطوية يستطيع من خلالها الاستفادة من السلطة، وهو يبحث عن صفقة تضمن له مواقع وزارية على مستوى السلطة".

وختم جبّور مؤكداً أن "لا بارقة أمل في المرحلة المقبلة لجهة تحقيق اختراق في الملف الرئاسي، إذ هناك فريق معارض يرفض الابتزاز والخضوع والقبول بشروط الفريق الاخر". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o