Dec 13, 2022 4:43 PM
خاص

طريق عنايا ما بدا صور سياسيين...انها درب القديسين!

جوانا فرحات

المركزية – هي في الأساس طريق يسلكها حجاج ومؤمنون من كل الأديان والطوائف والجنسيات للوصول إلى دير مار مارون عنايا حيث ضريح القديس شربل.  لكن ثمة من أراد أن يحولها إلى معبر سياسي من لون واحد: الأصفر،  وصور أمين عام حزب الله حسن نصرالله وقياديين في الحزب . الهدف؟ لا يحتاج حتما إلى تفسير لأن المقصود بالمباشر إستفزاز الحجاج أو أقله فئة معينة تماما كما حصل في المرات السابقة.

في العام الماضي وتحديدا في 25 أيلول انطلق حوالى 10 آلاف شخص في المسيرة الإيمانية - الشعبية بعنوان "طريق عنايا ما بدا بنزين" التي تضم الحجاج الذين توافدوا للسنة الثانية من كل المناطق والطوائف عدا عن المغتربين الذين جاؤوا خصيصا إلى لبنان للمشاركة فيها.وعند وصول المسيرة إلى قرية راس أسطا، توجه أبناء المنطقة وهم من الطائفة الشيعية بكلام ناب إلى وليم نون، شقيق جو نون الشهيد في انفجار مرفأ بيروت، ورد عليهم هو ايضا بالمثل، وتطور الإشكال الكلامي الى اشتباك جسدي. فتدخل الجيش وحل الاشكال.

خلفية الإشكال كانت إحراق صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، المرفوعة على الطريق العام في قرية راس أسطا، وهي من القرى الشيعية التي تقع على الطريق الممتد من جبيل الى دير عنايا. وكرد فعل عمد أبناء قرية رأس أسطا الى رفع صور إضافية لنصرالله.

ما حصل يومها لم يكن وليد الصدفة. هكذا تم تبريره وتفسيره. لكن الأكيد أن حوادث وإشكالات مماثلة تحصل من حين إلى آخر لكن من دون ضجة إعلامية كما حصل في المسيرة الإيمانية-الشعبية. فهل ثمة من يسمع ويتعظ من المسؤولين والمرجعيات السياسية والروحية أصداء ما يجري على طريق عنايا؟

رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان النائب السابق فارس سعيد يروي عبر "المركزية" أن مسنين من بلدة راس أسطا من آل حيدر كانوا يخبرون بأن الراهب مار شربل كان يسلك طريق راس أسطا-عنايا ذهابا وإيابا وأحيانا كان يضطر إلى البقاء والنوم في منازل عائلات شيعية "وبالتالي فإن المشكلة ليست إسلامية – مسيحية، أو شيعية-مارونية، إنما تحمل طابعاً سياسياً نظراً إلى تعمد بعض الأشخاص رفع صور لحسن نصرالله على الطريق العام، مما يولد حساسية خصوصا لدى العابرين للوصول إلى دير مار مارون -عنايا".

في الأرقام الموثقة يصل عدد زوار ضريح مار شربل سنويا إلى حوالى 4 ملايين و500 ألف شخص من كل الأديان والطوائف والدول والقارات ويؤكد رهبان دير مار مارون أنهم يمنحون القربان المقدس لحوالى المليونين سنوياً. إنطلاقا من ذلك، يجدد سعيد دعوته إلى كل المرجعيات السياسية والروحية والمخاتير ورؤساء البلديات بتحويل طريق عنايا إلى طريق للسياحة الدينية والطلب من وزارة الأشغال اتخاذ قرار بنزع كل الصور التابعة لشخصيات سياسية أو حزبية وتحريرها من كل هذه المظاهر حتى لا تتحول إلى نقطة للصراع السياسي".

عند حصول أي إشارات قد تؤدي إلى أي فتنة ،على أهالي المنطقة معالجتها حتى لا تتطور الأمور، يقول سعيد ويؤكد أنه سبق وناشد المرجعيات الروحية في الماضي وعقد لقاء ضم الشيخ غسان اللقيس عن الطائفة السنية ومرجعيات روحية شيعية ومسؤول عن الحزب  وأطلق دعوة في حينه لتوسيع هذه المبادرات لكنها انتهت عند هذا اللقاء واستمرت الإشكالات والإستفزازات. ويستغرب ألا يكون المسؤولون السياسيون في جبيل مدينة التعايش، والمرجعيات الروحية قد لا حظوا أن استمرار هذه الممارسات على طريق راس أسطا – عنايا قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

وتفاديا للأسوأ يطالب سعيد المرجعيات السياسية والروحية بتحرير طريق راس أسطا –عنايا من السياسة وإطلاق تسمية طريق القديسين عليها لتكون مقصدا للحجاج وطالبي الشفاء من طبيب السما مار شربل.

في الإشكال الماضي، طرحت مصادر متابعة مسألة انتشار السلاح والمسلحين وصور حزب الله ونصرالله في المنطقة خصوصاً على طريق أحد أهم المزارات المسيحية في الشرق. هذه المرة المسألة لا تقتصر على طرح المشكلة وحسب،  إنطلاقا من ذلك، يقول سعيد "عندما تنهار حماية الدولة من الطبيعي طرح ضمانة رديفة لحماية الناس ، لكن استخدام عبارة الأمن الذاتي خطير  "الأمن الذاتي نتيجة قرار سياسي ورديف لأمن الدولة والأمن الشرعي، وهذا غير وارد ومطروح من قبل أي حزب سياسي إلا حزب الله الذي يستخدم الأمن الذاتي. وحده يملك شرطة داخلية ومؤسسات يتم تمويلها من قبل حزب الله ،أما الكلام بأن هناك أمنا ذاتيا في الأشرفية وزحلة وطرابلس وسواها من المناطق فغير دقيق .هناك ضمانات رديفة لحماية الناس وممتلكاتهم" يختم سعيد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o