Dec 12, 2022 5:06 PM
خاص

الأمن الذاتي حاجة في دولة الدويلات...غزوة الأشرفية انتهت ولكن "ما بقا تجربونا"!

 المركزية- خاص

المركزية – شئنا أم أبينا ما حصل في الأشرفية ليل السبت 10 الجاري لم يكن وليدة الصدفة ولا مجرد تعبيرعن فرحة جمهور "رياضي" بفوز فريق المغرب في مونديال 2022 ووصوله للمرة الأولى إلى نصف النهائي، وقد فرح لهم كل لبنان.

ما حصل كان بالمباشر عملية جس نبض واستكشاف أرض الأشرفية الصامدة وساحة ساسين تحديدا، تمهيداً ربما ل"غزوة" جديدة، وهذه المرة ب"الموبيلات" والسلاح بدل الشعارات السياسية والشعائر الدينية والطائفية. فهل تعلّم الغزاة "الزعران" ومعهم المضَلّلون بأن عيون شباب وحراس الأشرفية واستبسال عناصر الجيش اللبناني ساهرة وتحت سقف الدولة وما حصل ليس إلا البداية وعساه النهاية وإلا...الله يستر!

قد يكون إسم الأشرفية ورمزيته كافيين لتحريك "نعرات" المستفزين، فكيف إذا ما فكر أبناء الأشرفية بما ومن يحميهم في هذه الأيام التي يسرح فيها الغزاة واللصوص والزعران من دون حسيب ورقيب، وبادر نواب وأصحاب الأيادي البيضاء إلى تلبية النداء؟ وهنا لا نتكلم حتما عن أمن ذاتي كما حاولت بعض الأقلام الصفراء توصيفها بهدف التصويب على الأشرفية وحجب النظر والحقيقة عن "جزر أمنية "مزروعة في قلب بيروت وضاحيتها وسلاح غير شرعي مرفوع في وجه الدولة!.

أكثر من ذلك،من حق أبناء الأشرفية كما كل لبناني يعيش بالقوة ويتنفس قهرا في هذه الأيام السوداء أن يفكر بالأمن الذاتي أقله ضمن حدود منطقته أو ربما منزله ،بعدما تفشت ظاهرة السرقات في ظل انقطاع التيار الكهربائي 24 على 24 ، وصارت الطرقات الفرعية وزواريب الأحياء مرتعا للنشالين وصولا إلى القتل بهدف السرقة، وتحولت البلديات إلى مجرد مؤسسات عامة تابعة للدولة من دون أن تقوم بأدنى واجباتها ألا وهي الحراسة والكناسة.

أبناء الأشرفية الصامدين مطمئنون اليوم وأكثر من أي يوم مضى في ظل مبادرة " ساعة الحيّ" التي تتألف من شبكة من 120 شاباً من الأشرفية يقومون بدور "الملاك الحارس" من الساعة السادسة عصراً حتى الساعة السادسة صباحا.  فهل فقدت الأشرفية ثقتها بوجود الدولة التي نادى بها الرئيس الشهيد بشير الجميل عندما قال نريد دولة لا مزرعة فقررت أن تحمي ذاتها بذاتها؟ فهل نجلد باقي المناطق التي بدأت تتخذ نفس المنحى وبالتنسيق مع أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية؟

الأمن الذاتي مرفوض. كما في الأشرفية كذلك في زحلة التي بدأت في وضع خارطة طريق لتأمين الحماية لأبنائها من خلال شبكة حراس تسهر على أمن أبنائها. "لا للأمن الذاتي. نعم للدولة"، هكذا يبادرالنائب جهاد بقرادوني عند سؤاله عن تقاطع ما حصل ليل السبت في الأشرفية ودور عيون الأشرفية في ردع "الغزاة" ويوضح ما جرى عبر "المركزية": " بعد انتهاء مباراة المغرب والبرتغال ليل السبت وفوز الفريق الأول وتأهله إلى دوري النصف نهائي وصلت جماعة من الزعران على دراجات من نوع موبيلات إلى ساحة ساسين، والكل يعلم رمزية هذه الساحة، ووقفوا أمام شجرة الميلاد التي وُضعت لمناسبة الأعياد وبدأوا بإطلاق شعارات إستفزازية تحت شعار فوز فريق المغرب. ولولا تدخل الجيش سريعا الذي عمل على فض الإشكال لذهبنا إلى مكان آخر".

كلام بقرادوني يؤكد المؤكد. الركون أولا وآخرا إلى أجهزة الدولة عملا بمقولة" بدنا دولة" إلا أنه لا يخفي خشيته من تكرار ما حصل" هذه المرة انتهت على خير أما في حال تكرر ذلك فلا أحد يعرف". ويؤكد بأن شبكة الحراس هم مجموعة من الشبان المنظمين ويملكون تراخيص ويعملون بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بحيث يتم تبليغ القوى الأمنية التي تتولى عملية توقيف اللصوص على الأرض وهذا يؤكد أننا بعيدون تماما عن فكرة الأمن الذاتي إنما حريصون على حماية أهلنا من اللصوص الذين يتجولون في الشوارع ويزرعون الرعب في قلوب الأهالي والتجار.

ما قبل شبكة "عيون الأشرفية" ليس كما بعدها بدليل انها خلقت نوعا من الطمأنينة لدى الأهالي "يختم بقرادوني.

مرجع أمني يؤكد ل"المركزية" أن الجمهور الذي دخل منطقة الأشرفية ليل السبت هو جمهور رياضي والغالبية من فريق الأنصار الرياضي وكان يجول في شوارع بيروت عقب فوز فريق المغرب وتأهله إلى نصف نهائي مونديال 2022 وهو يحمل العلمين المغربي والفلسطيني ولا دخل له بالسياسة. في هذه الأثناء اخترقت مجموعة من سرايا المقاومة الموكب وكانوا يحملون علم سوريا واخترقوا منطقة الأشرفية وصولا إلى ساحة ساسين وبدأوا يإطلاق الشعارات من دون أن يدركوا خلفيات ما يحصل، أو أهداف تلك المجموعة التي اندست وهذا ما يعرف في علم النفس "ببسيكولوجيا الحشود".ويلفت المرجع الأمني إلى أن الغاية من ذلك خدمة مشروع  يتعمد دائما نبش القبور وهو حصول مواجهة سنية -مسيحية.أما عناصر سرايا المقاومة فأرادت القيام باختبار على أمن الأشرفية بعد اعتماد مجموعات من الحراس الذين يسهرون على أمنها وسلامة أبنائها.

وتختم المراجع الأمنية "بالتأكيد على ضرورة التنبه من أن تكون هذه الحادثة التي مرت على سلام هذه المرة مؤشراً لجر المناطق نحو الأمن الذاتي وبذلك نكون وقعنا في المحظور وتحقق مشروع دويلة حزب الله.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o