النظام الإيراني مخنوق: تكتيكات مكشوفة لإرضاء شعبه والغرب!

لورا يمين

المركزية- أعلن محمد جعفر منتظري إلغاء شرطة الأخلاق من قبل السلطات المختصة، كما أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) الأحد. وقال منتظري مساء السبت في مدينة قم "شرطة الأخلاق ليس لها علاقة بالقضاء، وألغاها من أنشأها".

ليس هذا التصريح صدفة او وليدَ مراجعاتٍ ذاتية قامت بها السلطات الايرانية، بل هي دليل على مدى الضغط الذي تشعر به، من الداخل ومن الخارج،  وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فبعد ان كان مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق السببَ خلف الاحتجاجات التي انفجرت في الشارع الإيراني ضد النظام منذ أشهر، ارتأى الاخير اعلانَ حل هذا الجهاز، علّ هذه الخطوة ترضي الشارع وتحتوي غضبه بعض الشيء.. كما ان النظام يرى ان إجراءه، يجب ان يرضي الغرب ايضا. فعواصمه فرضت عقوبات على شرطة الأخلاق وضاعفت ضغوطها على السلطة في طهران ككل، بسبب قمعها الوحشي للمتظاهرين.

هي اذا رسالة حُسن نية يتوخى النظام إرسالها الى شعبه والى العالم عبر الغاء "الشرطة"، لكن هي بطبيعة الحال لن تؤتي ثمارها. فالمطلوب منه أكثر بكثير من هذا الاعلان اللفظي الذي لا يقدّم ولا يؤخر، فما نفعُه بينما يُقتل المتظاهرون كما ولا تزال أحكام الإعدام تصدر في حق المعارضين الذين يتم إلصاق تهم العمالة والخيانة بهم؟ 

ولتأكيد هذا الواقع الدموي، أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أن 200 شخصاً لقوا مصرعهم في الاضطرابات التي شهدتها  البلاد. واعتبر المجلس في البيان، أن هناك "حرباً مشتركة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بهدف إضعاف التضامن الوطني وعرقلة تقدّم البلاد، والتي تقود المطالب الحقيقية للشعب إلى أعمال الشغب". وأضاف البيان أن الاحتجاجات تحوّلت إلى "أعمال غير قانونية وأعمال شغب في الشوارع، بسبب تحريض وسائل الإعلام الإرهابية (بي بي سي) و(إيران إنترنشنال) المدعومة سعودياً".

تكتيكات النظام مكشوفة اذا، تتابع المصادر، والتدابير الاحتوائية التي أعلن عنها، تُعتبر صغيرة جدا قياسا الى ما هو مطلوب منه. فهل سيقتنع بأن لا هدوء في الشارع ولا عودة الى مفاوضات فيينا قبل ان يرتدع ويحترم حقوق الإنسان والرأي الآخر، وقبل ان يوقف تدخلاته المزعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط وتخصيبَه اليورانيوم وتطويره الصواريخ والمسيّرات في معامله؟ تختم المصادر.

***

...