Nov 20, 2022 8:35 AM
صحف

"الإخفاق" الرئاسي مستمر بغياب التفاهم الخارجي والداخلي.. إحتمال الوصول إلى تسوية بعد رأس السنة

الإخفاق مــازال سمـــة الجلســــات الانتخابيــــة الرئاسية التي يعقدها مجلس النواب اللبناني، في ظل السيناريوهات التعطيلية التي يعتمدها فريق الممانعة من خلال سلاح الورقة البيضاء، أو الأسماء المرمزة، على الرغم من وصول البلد، كوطن ودولة، إلى حافة التفكك والانهيار.

وثمة رهان معقود على الجلسة السابعة المقررة يوم الخميس المقبل في حال تبلورت المساعي والاتصالات الخارجية خصوصا.

أما عن حركة المشاورات الداخلية، فليس من جديد، سوى ما يشار إليه عن قرب إعلان ثنائي «أمل» وحزب الله وحلفائهما عن اسم مرشحهم للرئاسة، وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتشمل المشاورات تولي باريس ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مراجعة الدول العربية المعنية بتقبل هذا الاسم إسهاما في إنقاذ لبنان، خصوصا انه بات من المسلم به في موازاة المواقف المتصلبة ان إمكانية التوافق الداخلي التي يشترطها بري وحلفاؤه على مرشح معين باتت مستبعدة كليا.

ومعنى ذلك بحسب المصادر المتابعة، فإن حزب الله بات على قناعة بأن مفاوضاته مع حليفه النائب جبران باسيل فقد مبرره بعد إعلان الأخير ان بناء الدولة اللبنانية أولى من حماية سلاح حزب الله، بحسب "الأنباء" الكويتية.

تقول مصادر ديبلوماسية دولية، بحسب "الأخبار" إن هناك فرصة جدية للوصول إلى بعض التفاهمات التي يمكنها أن تنسحب على ساحات مختلفة ومن بينها لبنان. لذلك يتحدث المسؤولون اللبنانيون عن احتمال الوصول إلى تسوية بعد رأس السنة.

وتتجاوز التطورات الخصوصية اللبنانية رويداً رويداً، وهو ما يتجلى في السياقات الاقليمية والدولية ، خصوصاً تصاعد حركة الإحتجاج الإيرانية. ينظر حزب الله كما إيران إلى هذه الاحتجاجات بأنها محاولة خارجية لتطويق طهران وإحراجها، وهذا ما يستدعي التصعيد من قبلها ومن قبل حلفائها في الساحات المختلفة،. كذلك لا يمكن إغفال معادلة عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وإعادة تنشيط عملياته العسكرية في سوريا والتي يمكن أن تكون قابلة للتطور والتوسع باتجاه أهداف أخرى قد تطال الداخل الإيراني، مما سيعقد الوضع اكثر.

هذه الوقائع دفعت حزب الله إلى إعادة تحديد أولوياته الرئاسية بطريقة تصاعدية بعد إصراره طوال الفترة الماضية على مسألة التوافق والتسوية والحوار.

لا يعني ذلك أن التصعيد هو الخيار الأوحد، لا بل هو تصعيد يأتي على وقع الذهاب باتجاه المنحى التفاوضي، والجميع يريد أن يفاوض من موقع القوة.

 وهذا ما بدأ حزب الله بفرضه من خلال معادلته الرئاسية ومن خلاله تشديده على باسيل بضرورة توحيد موقف قوى الثامن من آذار خلف ترشيح فرنجية. وهو ما لا يقبل به باسيل على الإطلاق، إذ يبدو أنه مصر على موقفه في رفض فرنجية ويسعى للوصول إلى مرشح توافقي ؛ وقد حاول أن يكرس ذلك في زيارته الباريسية من خلال استنباط أسماء لمرشحين وسطيين يمكن قبولهم من جهات متعددة.

 تعود المصادر الديبلوماسية إلى الإشارة بأن فرصة الشهر هذه يمكنها أن ترسي بعض النقاط المشتركة بين القوى المختلفة حيال الملف اللبناني. أما في حال عدم إمكانية تحقيق أي تقدم فإن مؤشرات التصعيد ستتزايد وسيصبح الملف اللبناني معرضاً أكثر فأكثر للإرتباط بسياقات التطورات الإقليمية والدولية وحينها لا بد من انتظار مآلات حوار فيينا الذي سيتم تجديده.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o