جلسة رئاسية سادسة دون رئيس وجدل دستوري حول النصاب
بري يحسمها بالثلثين وعدوان يؤيده مع الزامية الحضور
باسيل يعمم للمحازبين: نمدّ الجسور وممنوع مهاجمة احد

المركزية- وسط "نحيب" جماعي على الديموقراطيةاللبنانية تتقاسم التناوب عليه القوى السياسية مبرئة نفسها من تهمة ايصال البلاد الى نكسة هي الاكبرللديموقراطية، بفعل العجز عن التوصل الى انتخاب رئيس، بدت اطاحة النصاب القانوني للجلسة الانتخابية السادسة التي عقدها مجلس النواب اليوم أشد وطأة على المشهد السياسي والانتخابي من الجلسات الخمس، ولو تكرر السيناريو نفسه.ذلك ان فريق 8 اذار كرّس رسميا المعادلة التي اراد ان تتحكم بالجلسات الانتخابية حتى اشعار آخر مستندا الى إبقاء تطيير النصاب بعد الدورة الاولى إلى حين بت موضوع مرشحها المستور المعلوم ،غير آبه بمصير البلاد والعباد. اما الحضور الدائم لنواب كتل المعارضة، فلن يكفي لتأمين اي نصاب للجلسات المقبلة حتما، بعدما حسم الرئيس نبيه بري الجدل اليوم بالثلثين، قاطعا الطريق على "الاكثرية".

جدل دستوري: فجلسة انتخابات رئاسة الجمهورية اليوم تميزت عن سابقاتها، بجدل دستوري حول نصابي الحضور والانتخاب، حسمه رئيس المجلس نبيه بري بالتمسك بنصاب الثلثين في كل الدورات، في وقت لم تتبدّل النتائج وتوزعت بين الاوراق البيضاء والنائب ميشال معوض وبعض الشعارات. ولم تسفر عن انتخاب رئيس فحدد موعد جديد لجلسة سابعة يوم الخميس المقبل في 24 تشرين الثاني الحالي .

وشهدت جلسة اليوم سجالات ومداخلات حادة بين عدد من النواب، وبخاصة بين نواب من كتلة "الكتائب" وكتلة "التنمية والتحرير".  ففي بداية الجلسة سأل النائب سامي الجميل رئيس المجلس "إلى أي مادة تستند عندما تقر بأننا نريد الحفاظ على نصاب الثلثين في الدورتين؟". وقال إن "المادة 49 لا تتحدث عن نصاب، بل عن انتخاب رئيس بالثلثين في الدورة الأولى، وانتخاب بالنصف زائدا واحدا في الدورة الثانية". 

بري يحسمها: فرد بري قائلا "الدستور اللبناني ايها الزميل الكريم ينص على أكثريتين، أكثرية نصاب الجلسات شيء، والدورات شيء آخر، فالجلسات دائما يجب ان تكون بنصاب الثلثين، هذا الامر كان دائما موضع نقاش منذ العام 1927 وحتى الآن وأكبر دليل على ذلك ان الشيخ سامي الجميل نفسه في 1 ايلول 2007 قال حرفيا: ندعو المسيحيين الى المشاركة بجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية وعدم ضرب نصاب الثلثين، وأن الخطر الاكبر في تخطي المؤسسات".  وأضاف بري: هذا تصريحك في واحد ايلول 2007، اولا: ورجاء لا تقاطعني "بيك الله يطول بعمرو طيب روح إسالو شو بيقول انا بقبل بدك اكثر من هيك؟  وتابع: ثانيا البطريرك صفير رحمه الله إتخذ موقفا حادا وجازما ونهائيا في هذا الامر، النص واضح هو بأكثرية الثلثين للنصاب، في الدورة الاولى ينتخب الرئيس بأكثرية الثلثين، وفي الدورة الثانية بالاكثرية المطلقة، فهل المطلوب إنتخاب رئيس في 33 صوتا؟ 

مشادة: وحصلت مشادة كلامية بين النائب علي حسن خليل ونواب الكتائب، بعد مداخلة الجميل، وتدخل النائبان الياس حنكش ونديم الجميل، وتدخل النائب قبلان قبلان وقال "في العام 1982، أتوا بالنواب إلى المجلس بالملالات "ليعملوا نصاب لبشير الجميل. فرد عليه النائب نديم الجميل: "خلصنا من طق الحنك ومن الملالات تبعكن". فأجابه قبلان بالقول: "نحن من زمان خلصنا، بس إنتو ما عم تخلصوا". 

عدوان للثلثين والحضور: من جانبه، تمنى رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان،  "التعاطي مع موضوع دستورية نصاب الجلسات بهدوء حتى نوضح الأمور كما هي وكما حصل من قبل". وأعلن ان " لا مانع إطلاقا من عقد جلسة تفسير للدستور وهذا حق للنواب، ولكن سواء حصلت الجلسة أم لا يجب أن نميز بين موضوع النصاب وموضوع الانتخابات". وأشار الى ان "الدستور تحدث عن عملية الانتخاب وليس عن النصاب، وحدد أن انتخاب الرئيس يحصل بثلثي عدد النواب، وبالتالي فسر من يتحدث دستوريا  الأمر بأن النصاب بشكل دائم يكون بالثلثين". واوضح ان "في المجلس النيابي وفي النظام الداخلي هناك مواد تتحدث عن عدم جواز غياب النواب ووجوب تقديم عذر عن الغياب، وبالتالي النظام يقتضي على النواب أن يحضروا ويقوموا بمسؤولياتهم". واكد "اننا مع نصاب الثلثين، ولكن نتمنى على النواب أن يمارسوا دورهم ومسؤوليتهم في صندوق الاقتراع".

تطيير النصاب: وكان حضر 112 نائبا في الدورة الأولى، وجاءت نتيجة فرز الأصوات على الشكل الآتي: 46 ورقة بيضاء، 43 ميشال معوض، 9 "لبنان الجديد"، 7 عصام خليفة، 3 زياد بارود، 1 سليمان فرنجية، 1 ميشال ضاهر و2 ملغاة، واحدة باسم "دستور جديد للبنان جديد"، والثانية "فالج لا تعالج".  وبعد الدورة الاولى، انسحب نواب لبنان القوي و8 آذار فطار النصاب.

لبننة الاستحقاق: عقب الجلسة، أوضح المرشح النائب معوض "أننا تراجعنا اليوم مقارنة بأسبوع الماضي نتيجة تدخلات حصلت أمس الأربعاء مع بعض النواب المستقلين”، مضيفا “سنذهب نحو معالجة الوقائع وحصل توافق مبدئي مع مارك ضو ونجاة عون بانتظار ترجمة سياسية.” وأضاف “معركة الخنادق” التي نخوضها اليوم هي بين لبننة الاستحقاق وبين من ينتظر كلمات سر خارجية.” إذ شدد على "أننا لن ننتظر الخارج بل نريد خوض معركة لبنانية نحو الانقاذ ونريد تحمل مسؤوليتنا تجاه اللبنانيين”، لافتا إلى أن “المعركة اليوم بين من يريد محاولة منع تراكم دينامية داخلية للتغيير وبين من يخوض معركة للبننة الاستحقاق نحو التغيير الفعلي".

تعميم التيار: وليس بعيدا من الرئاسة، وبعد تسريب كلام لرئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يهاجم فيه، من باريس، رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، صدر عن باسيل تعميمٌ داخلي جاء فيه: توضيح داخلي موجّه للتيار ومطلوب تعميمه داخلياً: التيار في مرحلة مدّ جسور وتواصل مع كل القوى الراغبة، ولذا مطلوب عدم مهاجمة أحد في اللقاءات الداخلية وعلى الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وان رئيس التيار لم يتهجّم على أحد بل اوضح في اجتماع داخلي للتيار في باريس اسباب عدم تأييد فرنجية بأن التيار لا يرغب بالعودة داخلياً الى زمن ١٩٩٠-٢٠٠٥.

قاسم: رئاسيا ايضا، قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، "تعلمون ان اكثرية النواب في المجلس النيابي الحالي يتوافقون معنا على مواصفات الرئيس، لكن هناك اختلافا في تطبيق هذه المواصفات على بعض الافراد، مع ذلك الامر يحتاج الى المزيد من النقاش والحوار وكذلك مع الذين يختلفون معنا علنا نجد قواسم مشتركة حول الاقتصاد.. اضاف "اننا كحزب الله لم نعلن حتى الان المرشح الذي سنصوت له رغبة منا لاعطاء المزيد من الوقت للحوار مع القوى السياسية المختلفة والكتل النيابية المختلفة، علنا نستطيع اختيار الرئيس المناسب بالتعاون والتشارك والورقة البيضاء التي نضعها في صندوق الاقتراع هي اشارة ايجابية وفتح الطريق للاتفاق ونحن لا نريد المناورة كما فعل بعضهم بطرح اسم للحرق كمعبر للخيار الحقيقي الذي يريدونه. لا نريد ان نلعب باعصاب اللبنانيين نريد ان نعمل بوضوح. وبصراحة ونريد ان نحقق هذا الهدف في اسرع وقت اي نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت شرط ان يملك المواصفات التي تجعله صاحب خيار سياسي واقتصادي ينسجم مع لبنان القوي المستقل الذي لا يكون تابعا ثم  نعالج المشاكل الاخرى بالتفاهمات المختلفة".

القوات عند كويل: من جانبه، زار وفد من تكتل الجمهورية القوية موفداً من رئيس حزب القوات سمير جعجع، سفير المملكة المتحدة هاميش كويل. الوفد الذي ضم النائب غسان حاصباني ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان وعضو المجلس المركزي مارك سعد، ناقش مع كويلالمستجدات المتعلقة بالمناقشات الحاصلة في لجان مجلس النواب والخطة الاقتصادية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وشدد الوفد على ضرورة ان تترافق اي خطة انقاذية مع عملية انتاج سلطة جديدة بنهج اصلاحي بدءاً من رئاسة الجمهورية، كمدخل لأي حل يؤدي الى تغيير جذري يريده اللبنانيون .

تعرفة النقل: وفي ظل الشلل السياسي، الاسعار ترتفع والازمة المعيشية تشتد غداة صدور موازنة 2022 في الجريدة الرسمية. في هذا الاطار أعلن رئيس الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان مروان فياض، "أنّنا سعّرنا تعرفة السرفيس للراكب بـ80 ألفا من أجل مصلحة السائقين، مع ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع أسعار قطع الغيار"، لافتاً إلى أنّ "الحكومة أخلّت بالاتفاق الذي أبرمناه معها". وأشار رئيس إتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس في حديث اذاعي إلى أنّ "التعرفة تصدر بقرار من وزير الأشغال بناءً لدراسة من الوزارة بالتشاور مع النقابات"، مشدّداً على "ألا حسيب ولا رقيب لما يقوم به السائق العمومي من ناحية تعرفة السرفيس".

موازنة 2023: وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رأس في السراي إجتماعا شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل، وتم خلال الإجتماع استكمال البحث في موضوع موازنة العام 2023.  وقال الخليل: "خصص هذا  الإجتماع لبحث موازنة عام 2023 وتم التطرق  للبنود الإصلاحية التي سيتم اعتمادها لتأتي الموازنة اكثر توازنا." 

رد طعنين: على صعيد آخر، ردّ المجلس الدستوري الطعون الإنتخابية في مراجعة واصف الحركة ضد فادي علامة وسيمون صفير ضد نعمة افرام وفريد هيكل الخازن.