التشكيل الى مربع التعقيد والثلث المعطّل يواجه جهود تذليل العقبات
حرب سجالات بين حليفي "تفاهم معراب" و"الكتائب": تواصلنا لمصلحة لبنــان
8 قتلى لحزب الله في اليمن...ايران تهدد قصور السعوديين وعبدالله في واشنطن
المركزية- الى ايطاليا يطير رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال ساعات، ومعه الآمال التي عُقدت على ولادة الحكومة الحريرية قبل السفر. فجأة سقطت كل الرهانات على التشكيل خلال نهاية الاسبوع وحلّت مكانها حرب سجالات "داحس والغبراء" بين حليفي "تفاهم معراب" من جهة وبين التيار الوطني الحر وحليف العهد تيار المستقبل من جهة ثانية، ولكل اسبابه.
الاشتباك مستمر: فقد تواصلت فصول الاشتباك بين التيار والقوات، وازدادت حدة وعنفا اليوم. وفيما انتقد رئيس القوات سمير جعجع مفهوم الوزير جبران باسيل للشراكة، غرد امين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم على "تويتر" قائلا "نية الاستئثار عند تيار الافساد والتسلط هي المسؤولة ليست فقط عن تأخير التأليف لكن ايضا عن عرقلة العهد، ففجعهم للاستفادة من موارد الشعب اللبناني لا حدود لها وآخرها ما يجري في مؤسسة كهرباء قاديشا. هدفهم واضح، ازاحة كل من يعترض حساباتهم المزرعية. مسلسل فضائحهم مستمر".
خليل- الديموقراطي:ووسط الاجواء الملبّدة، سُجلت حركة "خجولة" على خط التأليف. اذ استقبل وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل وفداً من "اللقاء الديموقراطي" عرض معه الأوضاع العامة من جوانبها كافة، لا سيما المستجدات على صعيد تشكيل الحكومة.
الكتائب يوضح: في المقابل، أعلن مجلس الاعلام في حزب الكتائب أن بعض وسائل الإعلام والمواقع يتناقل الكثير من الكلام والتحليلات عن مفاوضات ومبادرات ما بين التيار الوطني الحر والكتائب على خلفية المشاركة في الحكومة، لاسيما بعد اللقاء الاخير الذي جمع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بالنائب الياس بو صعب في الصيفي. وفي هذا الاطار، أكد الحزب أن التواصل مع جميع الفرقاء بمن فيهم التيار الوطني الحر طبيعي ومستمر وتمحور حول كيفية وإمكانية العمل المشترك لمصلحة لبنان في هذه الظروف الدقيقة على الصعيد السياسي والاقتصادي بغض النظر عن المشاركة او عدمها في الحكومة. وشدد الكتائب على ان "لقاء الجميل بوصعب يصب في هذا الاطار اي من باب التواصل المعهود مع الجميع وليس من باب حمل اي مبادرات محددة.و يبقى الجزء الأكبر مما يقال مجرد تحليلات وأقاويل".
وفي هذا المجال قالت مصادر متابعة لمسار التشكيل لـ"المركزية" ان الرئيس المكلف لمس في الساعات الماضية، أن ثمة أهدافا مضمرة لـ"اللاءات" الكثيرة التي ترفع في وجه تركيبته، تتخطى الصراع على الاحجام، الى ما هو أبعد، وتحديدا الى محاولة قوى سياسية انتزاع ثلث معطّل في الحكومة "مواربةً".
القائد يغادر: على صعيد آخر، غادر قائد الجيش العماد جوزيف عون بيروت إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية تستمر أياما، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين والمدنيين للبحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين.
المساعدات ثابتة: في هذا المجال، ووسط خشية من تقليص حجم المساعدات الخارجية بقرار من الكونغرس ، بنسب متفاوتة، اكدت مصادر سياسية غربية لـ"المركزية"، ان القرار لن يؤثر على برنامج المساعدات العسكرية الثابت للبنان ولن يطاله التخفيض هذا العام، فأجندة المواعيد المعدة لتسليم المساعدات العسكرية ستنفذ وفق الخطة المرسومة، وما تسليم لبنان طائرات "سوبر توكانو"منذ نحو اسبوعين سوى الدليل الى مواصلة الولايات المتحدة الاستثمار في الجيش اللبناني والرهان عليه في مجال مواجهة الارهاب وضبط الامن والحفاظ على الاستقرار. واوضحت ان لبنان يكاد يكون الاستثناء الابرز من قرار خفض المساعدات، وهذا تحديدا، ما سيلمسه القائد عون خلال لقاءاته المتشعبة اضافة الى ثبات الاستراتيجية الاميركية حيال الجيش اللبناني الذي يحظى باحترام وتقدير عاليين في البنتاغون شكلا السبب الاساس في دعمه ورفع مستوى جهوزيته عبر تزويده بالسلاح المتطور.
زيارة فرنسية: وليس بعيدا من الشقّ الامني، تسلم اللواء اللوجستي اليوم عبر مرفأ بيروت، كمية من الصواريخ المضادة للدروع، مقدمة من السلطات الفرنسية، إضافة إلى كمية من الأعتدة والأسلحة والذخائر، مقدمة من السلطات القبرصية لمصلحة الجيش اللبناني. وفي السياق علمت "المركزية" ان وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي تعتزم زيارة لبنان في النصف الاول من تموز المقبل، غير ان الموعد لم يحدد في شكله النهائي بعد في انتظار المسار الحكومي وامكان بلوغه خط النهاية، حتى اذا ما حضرت الى بيروت تجري محادثات مع نظيرها الاصيل وليس مع وزير في حكومة تصريف اعمال، خصوصا ان ملفات البحث ستتركز في شكل خاص على برنامج المساعدات الفرنسية للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية في ضوء نتائج قمة روما 2 التي اتخذت قرارات بدعم الجيش وسائر الاجهزة الامنية. واستبعدت اوساط دبلوماسية مطّلعة عبر"المركزية" ان تكون الزيارة الفرنسية على صلة بهبة المليارات السعودية الاربعة للبنان المجمّدة منذ سنوات او في وارد البحث مع المسؤولين السعوديين في امكان احيائها، مؤكدة انها تهدف الى الاطلاع على الحاجات العسكرية والامنية لتمكين الاجهزة اللبنانية من استكمال مهمة مراقبة وضبط الحدود الشرقية مع سوريا.
بعلبك-الهرمل: في غضون ذلك، حضرت أوضاع بعلبك – الهرمل مجددا في قصر بعبدا، حيث ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نواب المنطقة الذين استقبلهم قبل الظهر، ان الاجراءات الامنية التي تتخذ لتعزيز الامن والاستقرار فيها، "سيواكبها عمل انمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية". وشدد "على ضرورة تعاون الاهالي مع الجيش والقوى الامنية لوضع حد للفلتان الامني الذي يحصل في المنطقة ولاسيما في مدينة بعلبك"، مؤكدا "ان لا تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق في نفوس الاهالي ويلحق الضرر من خلال ممارساته بالحياة الاقتصادية في المنطقة".
معركة ثلاثية: في المقابل، كانت الاوضاع الصناعية في البلاد، محور بحث بين الرئيس عون ومجلس الادارة الجديد لجمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة فادي الجميل. وفي المناسبة، قال عون: "اننا مدركون تماما حقيقة الامر، ومعركتنا واضحة المعالم وثلاثية الاوجه، وهي لمواجهة: مشاكل الاقتصاد والنازحين والفساد. نحن سنركّز عليها معا، وستكون نتائجها لمصلحة الجميع". وتم التداول في خطة التنمية التي ستنجز خلال الاسابيع القليلة المقبلة التي تهدف الى خلق وظائف جديدة من خلال تشجيع المستثمرين على اقامة المشاريع في لبنان.
خليل- سلامة: وليس بعيدا، عرض وزير المال مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الوضعين النقدي والمالي بكل جوانبهما، وكان تأكيد على أن الأمور المالية مضبوطة بشكل عام. كما ناقشا في اجتماع عُقد في مكتب وزير المال، الإجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز الاستقرار وتحصينه، ما يتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة.
8 قتلى من الحزب: اقليميا، أعلن التحالف العربي في اليمن، استهداف رتل عسكري حوثي في عقبة مران بمحافظة صعدة معقل الحوثيين شمالي اليمن، مؤكدا أن بين القتلى عناصر من "حزب الله" اللبناني. ونقلت وسائل إعلام سعودية عن التحالف تأكيده أمس، استهداف 41 مسلحا حوثيا بعقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم، مضيفا أن بين القتلى المستهدفين في الغارة 8 عناصر من "حزب الله" اللبناني، أحدهم برتبة قائد.
تهديد ايراني: الى ذلك، شنّ المستشار الأعلى، لمرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، هجوما هو الأعنف على السعودية، مرسلا تهديدات غير مسبوقة. ونقلت وكالة "تسنيم"، عن مستشار خامنئي الأعلى للشؤون العسكرية، اللواء سيد يحيى رحيم صفوي، قوله إن السعودية في حال اعتدت على إيران، سيتم إرسال ألف صاروخ إلى القصور الملكية في الرياض، بأقل من 24 ساعة.
الملك عبدالله وترامب: على صعيد آخر، يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن الملك الاردني عبدالله الثاني لمتابعة البحث في مشروع السلام الفلسطيني – الاسرائيلي. وتحدثت مصادر مطلعة عن مسعى يقوم به الاخير لترتيب الاوضاع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وادارة الرئيس دونالد ترامب لان مشروع السلام، في رأيه، لا يمكنه ان ينطلق الا بموافقة فلسطينية.