القمة الفرنكوفونية في تونس...الشغور ينسحب على مشاركة لبنان؟

يولا هاشم

المركزية - تستضيف تونس يومي 19 و20 تشرين الثاني 2022 في جزيرة جربة المؤتمر الثامن عشر للرؤساء ورؤساء الحكومات في الدول التي تشترك في استخدام اللغة الفرنسية. وسيلتئم هذا المؤتمر لتدارس موضوع رئيسي هو "التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني". وسيكون اجتماع القمة مسبوقا باجتماع وزاري يوم 18 تشرين الثاني. ومن المنتظر أن يشارك في هذه القمة 88 من رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في منظّمة الفرنكوفونية، واكد سفير فرنسا في تونس أندريه باران، أن الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، سيشارك في فعاليات القمة الفرنكوفونية. فماذا عن مشاركة لبنان؟ 

الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية اللبنانية لدى "المنظمة الدولية الفرنكوفونية" جرجورة حردان يؤكد لـ"المركزية" ان "لبنان شارك بكامل مؤسساته الفرنكوفونية بالرغم من كل الاوضاع المتردية، المرافق العامة المعنية التي لها علاقة بالقمة عملت بتعاون بدءا من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ووزارة الثقافة التي ما زالت مسؤولة عن الفرنكوفونية بالتعاون مع بعثتنا الى المنظمة الدولية للفرنكوفونية والسفيرة سحر بعاصيري. 

كما شارك لبنان من خلال البعثة الموجودة في باريس في كل الجلسات التحضيرية للمؤتمر، والذي سيكون مؤتمرا مهما جدا، نظرا للتحول على كل الصعد، خاصة وأنه جاء بعد غياب أكثر من عامين بسبب جائحة كورونا، كما سيصار الى انتخاب الامينة العامة وسيتم التجديد للأمينة الحالية لويز موشيكيوابو بما أنه لم يترشح أحد غيرها والتي مضى على تسلمها المنصب أربع سنوات". 

أما عن الوفد الذي سيشارك من لبنان، فيقول: "لم تتضح بعد الامور، من جهتي فإن وضعي خاص، بما أنني أمثل رئيس الجمهورية ومبدئياً انتهت مهامي في المجلس الدائم للفرنكوفونية مع انتهاء ولاية الرئيس في 31 تشرين الاول الماضي، ولكن فعلياً بوجود الفراغ الرئاسي ولتسيير الأمور القائمة ما زلت في منصبي، وشاركت منذ يومين في المجلس الدائم للفرنكوفونية عن بعد وقدمت مداخلة باسم لبنان. 

أما المشاركة الفعلية في قمة جربة، وبسبب الشغور الرئاسي، من المفترض ان يرأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوفد اللبناني، إلا إذا انتدب أحدا عنه".  

ويضيف حردان: "في القمة الفرنكوفونية عادة ما يحضر رئيس الجمهورية والوزير المسؤول عن الفرنكوفونية اي وزير الثقافة وممثل رئيس الجمهورية في المجلس الدائم للفرنكوفونية. كما ان المجلس الدائم الذي هو بمثابة المجلس النيابي للمنظمة، ويضم ممثلين عن رؤساء الدول الـ 88 المنضوية في المنظمة، فيحضر ألاعمال  تمهيدا للقمة التي تجتمع فيها هيئتان،  اجتماع وزاري، يمثل لبنان فيه وزير الثقافة محمد المرتضى، واجتماع رؤساء الدول اي القمة. في 18 الجاري يعقد الاجتماع الوزاري الذي يُثبّت المقترحات التي أرسلها المجلس الدائم للفرنكوفونية، ويرفعها الى القمة التي تضم رؤساء الدول ويجتمعون يومي السبت والاحد 19 و20 وعلى أثر الاجتماع يصدر بيان ختامي". 

ويتابع: "الدولة الاولى الفعالة والتي تساهم في الميزانية هي فرنسا تليها كندا وبلجيكا وسويسرا الذبن يساهمون بإمكانياتهم مساهمة فعالة بميزانية المنظمة والتي تضم 88 دولة بينها 66 عضوا كاملي الحقوق، إضافة الى المراقبين، لبنان ومصر أعضاء منذ زمن بعيد، قطر والامارات مراقبين او مشاركين. لذلك فإن ماكرون هو من الشخصيات الاولى في المنظمة سياسيا. كما ان فرنسا وكندا هما القطبان الاساسيان في المنظمة. الجدير ذكره ان لبنان في المنظمة من الدول ذات الثقل المهم، ويأتي في مرتبة متقدمة خاصة وان الفرنكوفونية من صلب الهوية اللبنانية، وصوته فعّال. والدليل تدشين مقر المنظمة الدولية الفرنكوفونية للشرق الأوسط في آخر يوم من عهد الرئيس ميشال عون، والذي هو بمثابة سفارة.  بالرغم من أوضاع لبنان المأزومة ما زال هناك إقرار بلبنان كمركز إشعاع ثقافي، وحدث مهم لأنه حدث جامع بين كل اللبنانيين بكافة طوائفهم ومشاربهم وكان ثمرة تعاون بين اللبنانيين. ولاقيت تجاوبا وتسهيلات من الجميع، فجاء ثمرة جهد كبير ومتابعة من الرئيس عون، كما ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قدّم الطابق المخصص للمركز، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أبرم الاتفاقية، إذ لا خلاف على الفرنكوفونية واللغة الفرنسية بل اتفاق".