بعد تجربة فيول ايران.. هل من مصلحة لبنان التطبيع مع نظام معزول؟

لارا يزبك

المركزية- رغم الصفعة التي تلقاها العهد من "بيت أخيه" حين رفض النظام السوري استقبالَ الوفد اللبناني الذي كان شكّله الرئيس السابق ميشال عون للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية، لا يزال الفريقُ السياسي "العوني" يصرّ على زيارة الشام.

امس، دعا نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى التواصل "مباشرة وعلنا" مع دمشق من أجل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا. وقال في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "يجب أن يكون هناك تواصل من جانب الحكومة اللبنانية بطريقة مباشرة وعلنية مع الحكومة السورية، ومن دون خجل، ومن دون أن نُدخل الخلافات السياسية الإقليمية في هذا الملف".  وأضاف  "علينا أن نتواصل مع الدولة السورية علناً وأن نرسم الحدود البحرية علناً (...)، وعلى أي حكومة قادمة أن تقوم بهذه المهمة". 

لكن القضية التي تستوقف مصادر سياسية معارضة في هذا الموقف، ليست ما قاله بوصعب تحديدا، بل توقيت كلامه. ففي الساعات الماضية، تحدّث الاعلام السياسي الذي يدور في فلك حزب الله و8 آذار، عن ضغوطات اميركية مورست على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وعلى الاخير شخصيا، لثنيها عن استيراد النفط الايراني ولو كان على شكل "هبة" لان المحروقات الايرانية في شكل عام، تخضع لعقوبات اميركية، ومحظور التداول التجاري بها عبر العالم وإلا تعرّض مَن يتعامل بها، للعقوبات ايضا.

وفق المصادر، المعلومات عن ضغوطات مورست قد تكون صحيحة ام غير صحيحة، لكن ما هو مؤكد هو ان التعاون مع ايران نفطيا سيكشف ظهرَ لبنان وقد يُخضعه لعقوبات ولعزلة غربية، خاصة في هذا التوقيت حيث تثير ممارسات النظام في طهران موجة غضب عالمي، تبدأ في اوروبا وتصل الى واشنطن مرورا بالخليج.

وللمفارقة، تتابع المصادر، يعاني النظام السوري اليوم، شريك طهران في محور الممانعة، من العزلة العالمية الدولية ذاتها، وهو مُقاطَع من الدول العربية حيث فقدت سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، ومن المجتمع الدولي الاوروبي والاميركي ومن اكبر العواصم وأهمّها في العالم. انطلاقا من هنا، تسأل المصادر، هل ان الاصرار على تواصل لبنان معه وعلى التعاون معه مفيد لبيروت اليوم؟ وهل من الجيد ايضا، ان يتم الطلب الى الحكومة التي ستتشكل اي الى الحكومة التي ستبصر النور بعد اتمام الانتخابات الرئاسية التي من غير المعروف متى ستتم، ان تذهب نحو التواصل المباشر والصريح مع هذا النظام، كما قال بوصعب؟! الجواب سلبي طبعا، اللهم الا اذا كان هذا التواصل سيشمل ايضا ضبط الحدود البرية وتحديد هوية مزارع شبعا واقفالَ الحدودَ الشرقية التي منها يتدفق السلاح والنفط والمقاتلون من والى الدويلة (وقد تعرّضت احدى القوافل التي قيل انها تنقل سلاحا ومحروقات الى حزب الله، في الساعات الماضية، لقصف اسرائيلي عند الحدود العراقية السورية)، والتي منها ايضا يتم تسريب الادوية والدولارات والبضائع المدعومة من جيوب اللبنانيين، الى سوريا.

***