Nov 05, 2022 3:54 PM
تحليل سياسي

حضور عابر للاصطفافات في الاونيسكو: المملكة تثبّت باسم العالم أُسسَ "الطائف"
إجماع على أولوية تنفيذه.. والبخاري: البديل منه المجهول ولا نية فرنسية لتغييره
جنبلاط: لا أقبل بفرنجية رئيسا... والاخير: مشاركتي في المنتدى لا تزعج حلفائي

المركزية- وسط انسداد الافق السياسي والرئاسي اللبناني في واقعٍ يُخشى ان يؤدي، خاصة اذا ما ترافق مع فوضى اجتماعية وأمنية وانهيار اقتصادي، الى أزمة داخلية لا تنتهي إلا بـ"مؤتمرٍ ما" يضع النظامَ اللبناني بمجمله، تحت المجهر، كان تثبيتٌ اليوم لأُسس "الطائف" في الارض اللبنانية، وتأكيدٌ عربي، على لسان السعودية، وأممي، وفرنسي ايضا وفق ما قال سفير المملكة في بيروت وليد البخاري، على ان لا بديل من الاتفاق هذا، الذي تحوّل دستورا للبنان.. فهل سيُقصّر هذا الإجماعُ الخارجي على نهائية "الطائف"، مِن عمر الفراغ، ويَقضي على رهانات البعض على الشغور لتحقيق مآربهم السياسية والشخصية، أم لا؟ الجواب في قابل الايام، مع ترجيح كفّة الاستمرار في التعطيل حتى إشعار آخر "إلا اذا".

تثبيت الطائف: في الذكرى الثالثة والثلاثين لتوقيعه، تم تكريسُ اتفاق الطائف من جديد اذاً، كحاكِمٍ للعبة الدستورية في لبنان. وفي مؤتمرٍ مهيب شكلا ومضمونا، نظّمته سفارة السعودية، راعيةِ الاتفاق، في الاونيسكو، شاركت فيه شخصياتٌ سياسية، وقانونية وروحية لبنانية، من الصف الاول ومن مختلف المشارب أصرّت الرياض على دعوتهم حيث لفتت مثلا مشاركة "المرشح" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والمرشح النائب ميشال معوض، وبعض نواب التيار الوطني الحر، كان إقرارٌ بأن لم يتم تطبيق الطائف بعد، معطوفٌ الى تحذير من نسفه والى دعوة الى تنفيذ بنوده كاملة، مع اصرار على ان هذا المسار يجب ان يسبقه انتخابٌ لرئيس الجمهورية.

اهتمام وتحذير: في المواقف التي تخلّلت اللقاءَ الحاشد  - والذي يؤكد ان المملكة حاضرة بقوة في الوضع اللبناني، وانها راغبة بتطوير العلاقات بين الجانبين إلا ان تحقيق ذلك، في ملعب اللبنانيين - شدّد البخاري على أن "مؤتمر اتفاق الطائف يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره والميثاق الوطني". وقال "نعوّل على حكمة القادة اللبنانيين، ونعرف تطلعات الشعب الذي يسعى للعيش باستقرار. نحن بأمس الحاجة الى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته"، محذرا من ان "البديل عن "الطائف" لن يكون إلّا المزيد من الذهاب نحو المجهول". وبرز اعلان السفير السعودي ان "فرنسا أكدت لنا أنه لن يكون هناك أي نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف"، مشيرا الى ان الاتفاق محط اجماع دولي ويؤكد نهائية الكيان اللبناني.

لتطبيق الطائف: من جانبه، شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من "الأنيسكو"، على أن "الأهم اليوم انتخاب رئيس للجمهورية". وقال "المعركة الكبرى الآن ليست في صلاحيات الرئاسية الواضحة دستوريا وسياسيا، بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية، تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي". أضاف " الطائف أساسي جدا لأنه كرس إنهاء الحرب التي شهدها لبنان على مدى 15 عاما. وقبل البحث في تعديل الطائف، علينا تطبيقه أولا للوصول الى إلغاء الطائفية السياسية. من قال انني كوريث لكمال جنبلاط أعارض إلغاء الطائفية السياسية".

رئيس يؤمن بالطائف: من جهته، شدد الرئيس فؤاد السنيورة على أن "الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من التجربة تفيد بأن لبنان يقوم على قوة التوازن المستدام، الذي يحقق الاستقرار". وقال "لا حل طائفيا أو فئويا، بل هناك حل واحد فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم، ويكون للجميع أو لا يكون". وختم "حسن النوايا هو المبدأ الذي يجب ان تبدأ به أي مبادرة أو حل، والأهم اليوم الوصول الى رئيس للجمهورية يؤمن باتفاق الطائف ويرعى العودة إليه ويسعى الى تثبيته والالتفات إلى الممارسة الصحيحة لتطبيقه".

للحوار: وفي موقفٍ يُظهر الالتفافَ المسيحي – الاسلامي حول "الطائف"، اعتبر المطران بولس مطر، ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من "الأونيسكو" أن "المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف، ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية، فنرجو من اللبنانيينوضع خلافاتهم تحت سقف الأخوة وليس فوقها". ورأى أن "عودتنا إلى الطائف فرصة للبنان، فالنظام السياسي خاضع للتبديل ضمن حوار يجب ألا يتوقف"، مشددا على أن "الحوار واجب علينا بمحبة وأخوة".

دعوة أممية: اما امميا، فدعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا إلى "شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان". وأشارت إلى أن "الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني".

ميقاتي: الى ذلك، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان "المؤتمر المنعقد يؤكد مجددا ان المملكة العربية السعودية لم تترك لبنان، والحضور الكبير هنا يشيرُ إلى تثبيت مضامين اتفاق الطائف الذي لا يزال الاتفاق الأصلح للبنان".

جنبلاط - فرنجية: واذا كانت درب تحصين الطائف تبدأ بالانتخابات الرئاسية، فإن الاخيرة لا تزال بعيدة المنال، في ظل الشرخ العمودي بين المكونات السياسية عموما، وحتى داخل فريق 8 آخر. وعشية جلسة انتخاب او "لا انتخاب"، محددة الخميس المقبل، قال جنبلاط ردا على سؤال على هامش مؤتمر الاونيسكو: لا اقبل بفرنجية رئيسا ومرشحنا هو النائب ميشال معوض. من جانبه، أكّد فرنجيه في دردشة على هامش مشاركته في المؤتمر عينه "اننا "طول عمرنا" كنّا مع الطائف ولم نكن يومًا خارجه ونحن جزء منه". وعن تأثير حضوره ايجاباً بعلاقته مع السعودية قال "نحن لبينا الدعوة ولم نأت من أجل الرئاسة ولا من أجل أي أمر آخر ونحن دُعينا الى مناسبة وطنية". وردًّا على سؤال حول تأثير ذلك على علاقته مع حلفائه قال فرنجيه : هل حلفائي ضد الطائف؟ حلفائي مثلي مع الطائف.

الاتصالات مستمرة: رئاسيا ايضا، وبينما يحاول عدد من الاطراف المعارِضة توحيدَ الموقف من الاستحقاق، ترشيحا وبرنامجا، لمحاولة كسر المراوحة السلبية القائمة، وذلك انطلاقا من لقاء النواب الـ27 الذين اجتمعوا في الصيفي منذ اسبوع، اشار النائب بلال الحشيمي في حديث اذاعي الى ان "المحاولات مستمرة مع المستقلين السنة والقوى أجمع، لرفع الأصوات وانتخاب المرشح للرئاسة ميشال معوض". واذ شدد على أن "قائد الجيش في الوقت الحاضر لا يقبل به التيار الوطني الحر وحظوظه مع حزب الله لم تتبلور بعد"، قائلا "أما باسيل وفرنجية فلم يجلسا معنا أصلا"، رأى ان "كانت هناك من نية للقوى الإقليمية بانتخاب رئيس، يتم إنجاز الاستحقاق خلال أشهر".

الراعي ينتقد: ووسط الاجواء المحلية الملبدة على الصعد كافة، انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مرة اخرى، أداءَ الطبقة السياسية. فقال من البحرين: البحرين عرفت كيف تفتح قلبها وتجمع كل الناس، وهذه دعوة لبنان التاريخية التي وللأسف هدمها المسؤولون في لبنان، لكنّها لن تموت لأنّها في صميم طبيعتنا". وأضاف في حديث تلفزيوني قبيل مشاركته في القداس الإلهي يترأسه البابا فرنسيس: الشعب اللبناني الطموح لا يموت، وعاهل البحرين أكّد لي أنّ لبنان في قلبنا ولا نتركه أبداً.

لا تقاعس: اقتصاديا ومعيشيا، الانهيار على حاله، بينما تتولى حكومة تصريف اعمال، مهمّة إدارة هذا الانهيار. في السياق، قال رئيسها نجيب ميقاتي الذي يغادر الى مصر غدا للمشاركة في قمة المناخ: الدستور والقوانين ينصان على القيام بتصريف الأعمال وسنقوم بها لأننا سنُحاكم إن لم نفعل ونحن حريصون على القيام بواجباتنا ولا اعتقد أن أي وزير سيتقاعس عن هذا الدور الوطنيّ.

كابيتال كونترول: واذ عاود الدولار ارتفاعه، تعقد اللجان النيابية جلسة مشتركة الاثنين لبحث رزمة قوانين ومشاريع قوانين منها الكابيتال كونترول.

رواتب العسكريين: وليس بعيدا من الملف المعيشي، تابع وزير الدفاع الوطني موريس سليم مسألة تأخر وزارة المال في دفع رواتب العسكريين المتقاعدين، والتقى لهذه الغاية وزير المال يوسف الخليل مستوضحاً الاسباب التي أدت الى التأخير الحاصل في دفع رواتبهم. واوضح الوزير خليل مان هذا التأخير يعود الى عدم توفر الاعتمادات اللازمة لدفع كامل الحقوق في وقتها، وأن هذا التأخير لن يتعدى عشرة ايام حيث تكون اصبحت الموازنة نافذة، ليتم حينها صرف كامل الحقوق المالية  للمتقاعدين وللخدمة الفعلية من دون اي عقبات، مؤكداً ان هذا التأخير  لن يحصل بعد الآن لأن الاعتمادات مرصدة في الموازنة.

عودة نازحين: من جهة اخرى، انطلقت اليوم الدفعة الثانية من رحلة العودة الطوعية للنازحين السوريين من نقطة  التجمع في وادي حميد في عرسال ضمن قافلة تضم 330 نازحا، في اتجاه معبر الزهراني على الحدود اللبنانية السورية الى قرى القلمون الغربي. وانطلقت رحلة العودة بمواكبة أمنية من مخابرات الجيش والامن العام اللبناني وفريق من الصليب الأحمر اللبناني والمنظمات الدولية. وأشرف على عملية العودة الطوعية، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور الحجار الذي دعا المجتمع الدولي الى تشجيع هذه العودة. كما انطلقت فجرا قوافل جديدة من النازحين السوريين، من سرايا طرابلس، في اتجاه بلداتهم.

                                      ***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o