"الرابعة" كعقم سابقاتها واتفاق الترسيم يطيّر موعد الخامسة الرئاسية
مشاورات فرنسية- سعودية حول لبنان ومعوض: لن اقدم اوراق اعتماد للحزب
عون يشكل وفد لبنان الى سوريا وحسن خليل يشتكي رئيس مجلس القضاء
المركزية_ ستة ايام بالتمام تفصل لبنان عن لحظة مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا،عائدا الى الرابيه، مخلفا وراءه فراغا قاتلا، يشبه ذاك الذي دخل على اثره الى قصر بعبدا على مدى عامين ونيف انهكا اللبنانيين الذين اعتقدوا لحظة الانتخاب ان الأمل آت وسيترجم انفراجا لكنهم صُدموا لكثرة ما عاينوا من ويلات ومآس لم يألفوها في تاريخهم الحديث. ستة ايام ستشهد الكثير. توقيع اتفاق ترسيم الحدود، كلمة للرئيس عون، خطاب للسيد حسن نصرالله الخميس، عودة جزئية لبعض النازحين. ولكن لا انتخاب لرئيس يقود جمهورية لبنان المُشلعة الى خشبة خلاص تضعه في بداية مسيرة انقاذ باتت اشبه بالحلم.
فالجلسة الرابعة لانتخاب رئيس لم تحمل اي جديد يذكر من حيث "عقمها" الا انها سجلت تصدعا في صف نواب التغيير وتراجعا في سكور المرشح النائب ميشال معوض، في حين لم يحدد موعد جديد لتزامن اقتراح بري عقدها الخميس المقبل مع موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل اثر وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، كما ذكّره نائبه الياس بو صعب.
جلسة عقيمة: الجلسة الرئاسية الرابعة في عدّاد الجلسات المفتوح ،عقدت عند الحادية عشرة من قبل الظهر مع تسجيل غياب النواب: حسن مراد، نديم الجميل، طوني فرنجية، الياس الخوري، زياد الحواط، جورج عقيص وحسين الحاج حسن. وسجل حضور 116 نائبا. وفي نتائج الدورة الأولى: حصل ميشال معوض على 39 صوتا وعصام خليفة على 10، وأحصيت 50 رقة بيضاء، و2 حملتا عبارة لأجل لبنان ، و13 حملت عبارة لبنان الجديد، وورقة "العوض بسلامتكم"، وضعها النائب جميل السيد.وبعد الدورة الاولى تم تطيير النصاب من قبل نواب 8 آذار واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيحدد موعد الجلسة المقبلة في وقت لاحق بعد ان لفت نائبه الياس بوصعب انتباهه الى ان عقدها قبل ظهر الخميس صعب لتزامن هذا الموعد مع موعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود في الناقورة.
لا اوراق اعتماد: بعد الجلسة، أوضح المرشح رئيس “حركة الاستقلال” النائب معوض، أن “مشهد الخميس الفائت يتكرر، ولدي خريطة طريق واضحة، وحصلت على 39 صوتا، مع العلم أنه تم تسجيل غياب". وأشار معوض إلى “حفلات تخوين تُقام بين جلسات انتخاب الرئيس”، متوجها إلى “حزب الله”، بالقول “هذا المنطق “ما بيمشي”، وهذا المنطق يخاض ضد أي مرشح ضد الحزب، ولن نخضع”. ولفت إلى أن “حزب الله يريد رئيسا رماديا خاضعا له، ويستمر بعزل لبنان”، مشددا على" أنني لن أقدم أوراق اعتماد للحزب والتيار الوطني الحر من اجل أن “يرضوا عليي”. وكشف عن أن “هناك سلطة مهيمنة تعمل على ابتزاز النواب واللبنانيين للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات في الدورة الثانية”. إلى ذلك، قال “المعارضة لم تتوحد بعد، وأنا سمعت أسبابهم، وأقول لهم أننا أمام انهيار خطير، فلنتوحد”، مجددا مطالبته بـ”جمع المعارضة من أجل انتخاب رئيس ينتشل البلد من الدمار والانهيار الذي نعاني منه”. وأضاف “لنخض سويا معركة سياسية شعبية، تحت سقف الاصلاح، وأدعو لألا نذهب إلى منطق الخضوع وأنا مع الحوار، والأساس هو وحدة المعارضة”، رافضا أن “يكون الحوار بديلا عن الانتخاب”. كما سأل رئيس “حركة الاستقلال”: “أمام حساسية الوضع في لبنان والإنهيار، هل المهمّ “مين رايح عند مين” أو توحيد المعارضة؟”. واعتبر أن “إذا المعارضة تريد فعليا التغيير فعليها التكاتف والوصول إلى انتخاب رئيس”، داعيا “اللبنانيين للخروج من موازين القوى والذهاب تحت سقف الدولة اللبنانية التي تجمعنا”. وفي السياق، أفاد بأن “70% من المعارضة اتفقت على ترشيحي، وأمد يدي لباقي النواب”، موضحا أن “النواب الذين لم يصوتوا لي، ليس لديهم مشكلة ضد اسمي، بل لديهم مقاربات أخرى”. وتابع “تراجعت أصواتي بسبب غياب بعض النواب، والفرق هو صوت واحد و”مش مشكلة”.
لتحديد الخيارات: من جانبه، أكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان باسم تكتل الجمهورية القوية، أن “هناك ضعضعة عند أكثرية الكتل النيابية بينما خيارنا واضح وهو ميشال معوّض”. وأضاف “نحن اليوم في عملية ديمقراطية لا تحتاج حواراً، نحن اتخذنا خيارنا وعلى الجميع اتخاذ خيارهم". وقال ردا على سؤال عن استعداد القوات لتلبية دعوة حزب الله الى الاتفاق على رئيس للجمهورية أن “نقطة الاختلاف مع حزب الله قائمة على الدستور والقانون والسلاح خارج الدولة. وكل المستحيل يصبح ممكناً إذا سلم حزب الله بمبدأ الدولة والدستور والقانون وألا سلاح خارج الدولة.
صادق: وفي وقت رفض الدكتور عصام خليفه ترشيحه، طالبا من النواب عدم تسميته، أصر عدد من النواب التغييريين على ذلك. في المقابل، اعلن النائب وضاح الصادق اثر الجلسة انه صوّت لميشال معوض وقال انا نائب تغييري ولكن خارج تكتل التغييريين. من جانبه، اعلن النائب ميشال الدويهي انه صوت لعصام خليفة.
لبنان الجديد: الى ذلك، اشار النائب محمد سليمان الى "اننا صوّتنا ككتلة الاعتدال لـ"لبنان الجديد" لأنّنا مؤمنون به ونريد "أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور" والأمور لم تنضج بعد"، علما ان نائبين من التكتل كانا صوتا لمعوض في الجلسة الاخيرة.
مشاورات فرنسية – سعودية: وفي ظل هذا الفشل، لا جديد حكوميا ايضا، بينما الملف اللبناني حاضر في الاهتمامات الفرنسية. في السياق، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا صباح اليوم، مع سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو .وأعلنت السفيرة غريو بعد اللقاء: استعرضنا خلال اللقاء اللمسات الأخيرة على اتفاق ترسيم الحدود، وتناولنا الأوضاع الاقتصادية والمالية والحاجة الملحة لتنفيذ الإصلاحات وضرورة السير قدما في وضع اتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما ناقشنا الاستحقاقات الدستورية المقبلة التي تؤمن حسن سير المؤسسات." وردا على سؤال عن وجود مشاورات فرنسية- سعودية لانتخاب رئيس للجمهورية قالت "لدينا حوار مع المملكة العربية السعودية بشأن مواضيع عديدة".
الى سوريا: اما على خط الترسيم، فالاستعدادات الرئاسية مستمرة لاستقبال الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وتوقيع الاتفاق الخميس في الناقورة على الارجح. هذا مع اسرائيل. أما مع سوريا، فكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون، "نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق يوم الأربعاء المقبل لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا بهدف مناقشة مسألة الترسيم البحري بين البلدين الشقيقين". ويضمّ الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، ووزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، والمدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، وعضوي مجلس إدارة هيئة قطاع النفط وسام شباط ووسام ذهبي.
اقتحام مصرف: على الصعيد المصرفي – المالي، واصل الدولار هبوطه غداة تعميم مصرف لبنان الذي اعلن فيه انه سيقوم فقط ابتداء من الثلثاء ببيع الدولار. اما على الخط الامني – المصرفي، فاقتحم مودع مصرفا في صيدا مطالباً بوديعته لإجراء عملية جراحية لابنه، وأقدم على احتجاز رهائن داخله فيما طوقت القوى الأمنيّة المكان. وبعد مفاوضات بينه وادارة المصرف، اقتنع المودع وفيق كالو باخراج الموظفين. وقرابة الثانية، انتهت عملية الاقتحام بخروج المقتحم كالو بعد حصوله على مبلغ 280 مليون ليرة لبنانية.
شكوى ضد عبود: قضائيا، تقدّم النائب علي حسن خليل بشكوى إلى هيئة التفتيش القضائي، بحقّ رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، "لشلّه عمل المجلس ورفضه تطبيق القانون".
جثة مواطن: على صعيد آخر، غداة فيضان الطرق عند اول شتوة، تمكنت وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني بمؤزارة من وحدات الجيش والمراكز البرية المجاورة في الدفاع المدني من العثور على جثة المسن المقعد ر.م. ( 80 عاما) الذي جرفت سيول الأمطار الغزيرة امس سيارة إبنه في منحدر في منطقة معامل زوق مصبح كسروان وهي على بعد كيلومتر من مكان سقوطه مطمورا بالردم والأتربة الموحلة وانتشلت الجثة في حضور الأجهزة الأمنية.
الوزارة ترفع النفايات؟ ليس بعيدا، أشار وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة، إلى أن "تكرير المياه ليس من مهام وزارة الأشغال، وتدفّق المياه جرف معه النفايات، وعلى المواطن أن يُحاسب كلّ مسؤول وفق مسؤولياته". وقال في مؤتمر صحافي "بدأنا بتنظيف مجاري الأنهر منذ شهر، وتحوّلت الوزارة إلى شركة لرفع النفايات، وقبلنا بهذا الأمر لأنّ هذه الشركات لا تعمل وتواصلنا مع البلديات". كما لفت إلى أنّ "هذه الشتوة "قطعت" ولكن في المرّة المقبلة إذا لم تتحرّك شركات رفع النفايات وبعض البلديات سيتكرّر مشهد الأمس"، مشدّداً على أنّه "في العواصف، ليس هناك يوم سبت أو أحد، ونحن وزارة متضرّرة من أداء وزارات أخرى". وتساءل "هل بات قانون الشراء العام حجّة؟"، مضيفاً "لا يمكن التحجّج بالقانون وأنا جاهز لأيّ مساءلة، فمنذ شهر لم يؤازر أحد وزارة الأشغال لجمع النفايات ورفعها والشركات المعنيّة لا تقوم بما هو مطلوب منها من منطقة الدورة إلى جونية".