Oct 19, 2022 11:21 AM
خاص

النظام الايراني: بين مطرقة شعبه وسندان العقوبات

لارا يزبك

المركزية- ليست ايران في موقع تُحسد عليه. فالعقوبات تنهال عليها من كل حدب وصوب، بفعل ممارساتها على اراضيها مع مواطنيها، وخارجها ايضا، وتحديدا في اوكرانيا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وهي لا تكاد تستفيق من "ضربة" عقوبات حتى تُسدّد في وجهها "صفعة" جديدة.

مطلع الاسبوع، أقرّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد مسؤولين إيرانيين، من بينهم مسؤولون في شرطة الأخلاق ضالعون في حملة القمع التي يشنّها النظام على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني. وتشمل قائمة العقوبات التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، 11 مسؤولاً إيرانياً، من بينهم وزير التكنولوجيا والمعلوماتية والاتصالات عيسى زاربور، وأربع أجهزة بينها شرطة الأخلاق. وسيُمنع المُستهدفون من الحصول على تأشيرات لدخول الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول. كذلك، تشمل العقوبات التي وافق عليها سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في بروكسل، قائد شرطة الأخلاق الإيرانية محمد رسمتي جشمه كجي.

في الموازاة، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في الساعات الماضية، الى "فرض ​عقوبات​ أوروبية على ​إيران​، بعد ساعات على استهداف كييف بمجموعة مسيّرات ايرانية أسفرت عن سقوط عدد من القتلى. وأشار عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الى أنه "طلب المزيد من الدفاعات الجوية والذخيرة"، ودعا ​الاتحاد الأوروبي​ إلى "فرض عقوبات على إيران لتزويدها روسيا بالمسيّرات"، في إشارة إلى الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا. وفي وقت سابق، أفادت وكالة "​رويترز​"، بأن "​الإتحاد الأوروبي​ يناقش موضوع نقل طائرات مسيرة إيرانية الى ​روسيا​".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الخناق يضيق على الجمهورية الاسلامية الا انها تُواصل تحدي المجتمعَ الدولي بتصرّفاتها. فمنذ انطلاق الاحتجاجات في ايران، والتي قمعها النظام مستخدما العنف، تم فرض عقوبات اميركية عليه وقد اتّخذ عدد من الدول القرارَ عينه في حقه. غير ان النظام لم يرتدع، وها هو الاتحاد الاوروبي يعتمد السلوك العقابي ايضا، علّه يفيد مع الجمهورية الاسلامية.

لكن حتى الساعة، تتابع المصادر، السلطاتُ في طهران تكابر، وقد قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن فرض الدول الأوروبية عقوبات على طهران "خطوة غير بنّاءة وغير عقلانية"، مضيفا "إذا كانت أوروبا مستعدة للتعامل من موقع الاحترام المتبادل، إيران مستعدة أيضاً للتعاون. إذا تم اعتماد سياسات مزدوجة، إيران ستبدي ردّ فعل متناسباً ومتبادلاً".

ووفق المصادر، اذا لم يوقف النظام الايراني تصعيدَه ضد المحتجين، واذا لم يوقف مدَ روسيا بالمسيّرات، فإن الطوق سيشتد اكثر عليه، وسيُصبح مفاوضوها في فيينا، الاوروبيون والاميركيون، اكثر قناعة بأن خيار الدبلوماسية لا ينفع معها. وبالتالي، فإن مصير المحادثات النووية على المحك. هي معلقة منذ اسابيع الا انها قد تتوقف نهائيا في حال لم تبدّل ايران سلوكياتها... ايران اذا بين مطرقة شعبها وسندان العقوبات!

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o