تهانئ دولية بانجاز الترسيم...ماكرون لعون:ادارتك للملف حكيمة
هوكشتاين: الاتفاق أمّن امن اسرائيل وحزب الله: اقرب لتفاهم نيسان
رعد: لتشكيل حكومة تمارس الصلاحيات عند الفراغ والشرعي الاعلى يحذر
المركزية- بنشوة الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود وآمال انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة، اقفل اسبوع الانجاز اللبناني، متوجا باتصالات تهنئة رئاسية من كبريات دول العالم. ولكل مصالحه. فالتهنئة الرئاسية الاميركية، اعقبتها اليوم اخرى فرنسية هنأت ووعدت بالوفاء بالتزامات باريس بالتنقيب عن النفط والغاز.
اما التنقيب عن رئيس جمهورية تجمع عليه القوى السياسية ويوضع في الاطار التوافقي، فلم ينتج حتى الساعة ما يؤشر الى وجوده ،لانتخابه، ما دام كل فريق يرابض على جبهته في انتظار كلمة السر الخارجية وحتى ذلك الحين يستمر االضغط لاستيلاد حكومة يدفع في اتجاهها بقوة حزب الله الذي قال رئيس كتلته النيابية محمد رعد اليوم انها ضرورية لملء الفراغ الرئاسي.
ماكرون يهنئ عون: ترسيميا، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هنأه فيه على الموافقة على الصيغة النهائية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية منوهًا بإدارته الحكيمة لهذا الملف ومؤكدًا وقوف فرنسا الى جانب لبنان ووفائها بالتزاماتها في موضوع التنقيب عن النفط والغاز.
هوكشتاين وامن اسرائيل: من جهته، أكد الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، أن "الاتفاق البحري بين الجانبين مفيد لأمن إسرائيل".وأضاف في تصريحات لقناة 13 الإسرائيلية، نقلتها "روسيا اليوم"، "لم تحصل إسرائيل على كل ما تريده، ولم يحصل لبنان على كل ما يريده. هكذا تجري المفاوضات عادة"، متابعاً "كانت مفاوضات استمرت لما يقرب من 11 عاماً، وقررت تغيير المعادلة. غيرنا المحادثة حتى يخرج الجميع منتصرين".وأشار إلى أن "إسرائيل تريد حصتها الاقتصادية بالطبع، لكنها تريد حقا استقرارا في البحر الأبيض المتوسط، وهيمنة إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط هي نتيجة لنجاحها الهائل في تطوير مثل هذه الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي".وتابع "خط الحماية لم يكن الحدود الرسمية بين إسرائيل ولبنان، والآن وافق لبنان على الاعتراف به كوضع قائم بينه وبين إسرائيل، وهذا يتيح لإسرائيل القيام بدوريات على طول هذا الخط وإمكانية الإشراف عليه. هذا أمر عظيم بالنسبة لإسرائيل". وعن تأثير تهديدات حزب الله على المفاوضات البحرية، قال هوكشتاين، "أوضحت لي إسرائيل أنه لن تكون هناك مفاوضات تحت التهديد". وفي إشارته إلى انتقاد إسرائيل لتوقيت الاتفاق قبل الانتخابات مباشرة، علق هوكشتاين قائلاً، "كانت لدينا فترة زمنية حرجة، لو انتظرنا لما تم الاتفاق".
لا مصلحة في الحرب: بدوره، كشف العقيد في الجيش الإسرائيلي والخبير في التنقيب عن الغاز يوسي لنغوتسكي، عن أن "إسرائيل في وضع خطير جداً من ناحية الحرب المستقبلية".وقال: "نحن في الحرب المقبلة سنتلقى ضربات، أي بجملة واحدة، كميات للصواريخ الضخمة التي يمتلكونها، هناك 2000 صاروخ دقيق يمكنها إصابة الهدف بخطأ 5 امتار، عبوة بمئات الكيلوغرامات من المواد الناسفة".وأضاف: "كل هذه الأمور خلقت وضعًا فيه مصلحة عليا لإسرائيل بألا تندلع الحرب حاليًا مع حزب الله". ورأى العقيد الإسرائيلي، أن "التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان هو الدفاع الأمثل عن حقول الغاز، وهذا سيكون أفضل دفاع لدينا، ونحن في وضع سيء إلى حدّ أننا يجب أن نشكر الله أننا وصلنا إلى الاتفاق".
"موديز" والترسيم: من جهتها، أكّدت وكالة التصنيف الدوليّة "موديز"، أنّ "حل نزاع الحدود البحرية القائم منذ فترة طويلة بين لبنان وإسرائيل يفتح الطريق أمام استكشاف المحروقات في البحر".
عون يأمل: وفي السياق، أمل رئيس الجمهورية ميشال عون "بعدما أنجزنا مسألة الترسيم، ان ننطلق بإستخراج النفط والغاز، الامر الذي سيمدنا بالاموال اللازمة لكي نعود ونساهم في رفع مستوى جامعاتنا ومعاهدنا العليا، وموقعنا العلمي".وأكد خلال استقباله وفد المشاركين في المؤتمر الدولي الثلاثين لاطباء الاسنان الذي انعقد في بيروت، ان “لبنان احتل على الدوام موقعا متقدما وطليعيا في النواحي العلمية المختلفة، وكان رائدا في استضافة المؤتمرات والمنتديات العلمية المختلفة”، مشيرا الى ان "الظروف الصعبة التي اجتازها، وإن كانت لها تأثيرات سلبية الا انها لن تفقد الطموح الذي عند أبنائه للحفاظ على موقعه المتقدم هذا".
اقرب الى تفاهم نيسان: اما موقف حزب الله من الترسيم وتصنيفه فعبّر عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال: "واكبنا كل ما حصل، وامتلكنا الفهم العميق والدقيق لهذا التفاهم، ونحن نتعاطى معه بحجمه لا أكثر ولا أقل، ولا يتصوّرن أحد أن ما حصل هو معاهدة، وإنما هو أقرب ما يكون إلى تفاهم نيسان الذي حيّد المدنيين من الاستهداف، وهذا التفاهم الحالي يحيّد مناطق استخراج الغاز، لأن هناك تقاطع مصالح أفضى إلى ذلك، والتفاهمات تحصل حتى أثناء ووسط الحروب، ولا تحتاج إلى اعتراف متبادل، حتى لا يشوّش أذهان الكثيرين بعض سخيف بدأ يطبّل ويزمّر للسقوط في التطبيع والتخوين والإقرار بمشروعية العدو الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، علماّ أن كل هذه الهمروجة وللأسف تصدر عمّن يريد أن يصافح العدو الإسرائيلي، ويتأسّس منهجه السياسي على أن الخلاف مع الإسرائيليين هو خلاف حدودي وليس خلافاً وجودياً، ولكن طبيعة الضعفاء من البشرية كلها، أن يتعاطوا بمزايدة في سوق العكاظ الذي يفتح".وأضاف رعد: "نحن لا زلنا حتى الآن نتحفّظ عن إطلاق موقفنا النهائي من هذا التفاهم رغم معرفتنا بكثير من تفاصيله، والسبب بسيط، أننا لا نثق بهذا العدو ولا بأسياده، ونعتبر أن كل تفاهم أثناء وخلال الحرب يحصل معه، إنما يحصل بضغط سلاح المقاومة، وهذا لا يخفف من أهمية حذاقة المفاوض في السلطة اللبنانية وحرصه على السيادة، ولكن يجب أيضاً أن نعترف بأن سلاح المقاومة هو الضمانة لعدم ذهاب الفرقاء إلى أبعد مما ينص عليه مضمون التفاهم وجوهره، مشيراً إلى أننا ننتظر توقيع العدو على هذا التفاهم، وعندما يوقّع عليه، نذهب إلى البديل الثاني لضمانة تنفيذه، ويبقى البديل الثاني يعتمد على خيار جهوزية المقاومة".
احدث لاعب: الى ذلك، لبى وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام دعوة غرفة التجارة الاميركية للاجتماع مع القطاع الخاص الاميركي، في سياق زيارته واشنطن للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي السنوية.حضر الاجتماع الشركات الاميركية الكبرى من كل القطاعات الاقتصادية، لاسيما الطاقة والاتصالات والتكنولوجيا والصحة.واستعرض المجتمعون مع سلام وضع القطاعات في لبنان. كما تمت مناقشة امكانات الاقتصاد اللبناني وفرص الاستثمار في مختلف القطاعات وسبل النهوض والمبادرات واعادة الثقة وجذب الاستثمارات، بخاصة في قطاع النفط والغاز المستجد الذي يعول لبنان على نموه وازدهاره. وأطلع سلام الحاضرين على تصميم لبنان الخروج من ازمته واستعادة الثقة داخليا وخارجيا، والعمل الجدي على الاصلاحات البنيوية للاقتصاد، تحسين بيئة الاعمال وتعزيز فرص الاستثمار في القطاعات الانتاجية. وشدد على "انضمام لبنان الى الدول النفطية كأحدث لاعب، من شأنه أن يوفر منصة أعمال استثنائية". ودعا الشركات الأميركية الى "النظر في هذه الفرص والإستثمار في قطاع الطاقة".
خوف من فراغ: على ضفة "الرئاسيات" كان كلام لمحمد رعد ايضا اعتبر فيه أن "هناك خوفا من أن يحدث فراغ في موقع رئاسة الجمهورية...مؤكداً أننا "نريد للاستحقاق الرئاسي أن يحصل ضمن المهلة الدستورية رغم المهلة القصيرة لانتهائها".ودعا إلى "تشكيل حكومة كاملة المواصفات الممنوحة الثقة من المجلس النيابي، تستطيع أن تأخذ القرارات وأن تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية عندما يشغر موقع الرئاسة، وبذلك، نقفل ثغرة الخلاف حول إمكانية أن تتصرف حكومة تصريف الأعمال بصلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا منطق عاقل ولا يهدف إلى تأجيل انتخاب الرئيس، وإنما يهدف احتياطياً إلى تلافي ثغرات قد نواجهها إذا شغر لسبب من الأسباب موقع الرئاسة، علماً أن النقاش حول صلاحيات حكومة تصرف الأعمال قد بدأ منذ الآن، وسيضج في البلد عندما يحصل الفراغ الدستوري".ورأى أن "البلد معرّض للاهتزاز طالما أن الحكومة لم تشكّل".
"الشرعي الاعلى" يحذر: وليس بعيدا، وعقب جلسة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى،حذر المجلس في بيان من تجاوز الثوابت الدستورية الوطنية على النحو الذي حدث أكثر من مرة في الآونة الأخيرة، يجب مجابهته والتصدّي له بتضامن وطني شامل، حفاظا على وحدة الدولة وعلى شرعة مؤسساتها وعلى رسالة لبنان في العيش المشترك، ومع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يعرب المجلس عن أمله في أن تساعد الدروس والعبر التي دفع اللبنانيون ثمنها غالياً، على انتخاب رئيس جديد يكون جديراً بحمل الأمانة الوطنية لإخراج لبنان من الهوّة التي وصل اليها نتيجة الفساد وسوء الإدارة....كما حذّر من محاولات وضع العصي في دواليب الحركة الإنتقالية الدستورية، عن طريق تعطيل انتخاب رئيس جديد للدولة، ووصف الحكومة الحالية بأنها غير ميثاقية وبالتالي غير مؤهلة لملء الفراغ الرئاسي إن حصل. وختم: " يرفع المجلس الشرعي الصوت عالياً محذراً أصحاب المصالح الشخصية من ارتكاب مزيد من المزايدات في دولة تعاني من الفشل والانهيار. ويناشد المجلس أصحاب الضمائر الوطنية - وهم الأكثرية بحمد الله - التكاتف والعمل معاً من أجل إنقاذ لبنان وخلاصه".