Oct 15, 2022 6:32 AM
صحف

الريحاني: ترشّحت للرئاسة إيماناً بلبنان وبمطلب اغترابيّ

تعكس مقاربة المرشّحة الرئاسية مي الريحاني اهتماماً بموقع الرئاسة الأولى ليس من باب اتخاذها قراراً بخوض غمار التجربة الترشيحية فحسب، بل انطلاقاً من اعتنائها بالاستحقاق والخشية عليه من الذبول في "موسم فراغ" تتوجّس من إمكان اقترابه. تريد أن تسكب على طريقتها قطرات مياه فوق الانتخابات المؤجّلة وسط قحولة الجلسات، فإذا بها تتمسّك بالمعطى التفاؤليّ رغم يباس النصاب في الجلسة الماضية. وتنبع هذه الإيجابية في مواقفها من تغليب رهانها على العبور إلى حلول رئاسية ممكنة. وهي لم تتردّد في الانتقال من ساحة النجمة بعد إرجاء جلسة الخميس الماضية إلى جارتها ساحة الشهداء، فحضرت إلى مبنى "النهار" مصطحبةً برنامجاً معبّراً عن رؤيتها تحت عنوان "إنقاذ الكيان واسترداد الدولة". ووزّعت كتيّبات كأنّها أرادتها نبذة عن سنابل تريد زرعها في التربة الرئاسية في حال تحقّق طموحها. فمن أين استمدّت بذار حماستها للانتقال إلى المنافسة على الموقع اللبناني الأوّل؟

تروي الريحاني لـ"النهار" الأسباب التي دفعتها إلى "القول نعم" للترشّح حيث تبلورت الخطوة "نتيجة إيماني العميق جدّاً بأنّ للشعب اللبناني حقوقه. ومن حقوقه العيش بارتياح. ويمكن أن أستطيع إعادة لبنان إلى مكان معيّن يؤمّن هذا الحقّ للبنانيين في ظلّ علاقاتي العربية والدولية وإمكان توظيف خبرتي في الإنماء العالمي مع مؤسسات كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والدول المموِّلة". ويتمثل السبب الثاني "الحسّيّ الملموس" لاتّخاذ القرار، وفق تعبيرها، في أنّ "الاغتراب اللبناني الذي بدأ في الولايات المتحدة وتوسّع، طلب مني الترشح بما يشمل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كأكبر مؤسسة للبنانيين وأهمها خارجياً في العدد والفعل. وشكّل هذا الطلب فخراً لي لكنني طلبت إعطائي الوقت لدراسة الوضع وما إذا كان باستطاعتي التغيير في حال وصلت إلى الرئاسة. درست الفكرة بجديّة تامة وقلت إنّه عن طريق توظيف علاقاتي وخبرتي بإمكاني التغيير. وهنا، بدأت القول نعم للترشّح. وعملت قبل الإجابة بنعم على تشكيل لجنة مستشارين لبنانيين مقيمين ومغتربين من اقتصاديين وخبراء حيال صندوق النقد ومحامين يفقهون الدستور؛ وهم أيضاً شجّعوني على اتّخاذ هذه الخطوة".

إذاً اجتمعت الأسباب المشجعة فوافقت الريحاني على الترشح، لكنّ زوجها لم يكن راضياً في البداية بعدما اتّفقا على الانتقال إلى مرحلة الراحة واستكمال مشوار الكتابة بعد نشرها 11 كتاباً؛ لكنّها ارتأت أنّ "هذه المسائل جميعها تكون جانباً إذا كان باستطاعتي خدمة لبنان". وتبني سلّم وصولها وأولوياتها على أساس طموح لـ"أكثرية داعمة قوامها 65 نائباً مع الاشتراط عليهم اختيار رئيس حكومة واضح ومنسجم مع رؤيتي خارج المحاصصة، بل استناداً إلى تعيين وزراء متخصّصين بعيداً عن التعيينات العائلية أو التوظيف الزبائنيّ". وتعوّل على "قدرتها تحقيق تطلعات الدول العربية". وتؤيد معطى أنّها "محسوبة على القوى السيادية ونهج 14 آذار، ولدي الأمل بالكتل السيادية والنواب المستقلين عند انتقالهم إلى تبنّي خيار آخر. ويكمن الفارق الكبير بيني وبين أيّ مرشح سيادي آخر بأنني درست كيفية حلّ المشاكل عن طريق الإيجابية بعيداً عن الصدامية والتحدّي وأريد الوصول إلى حلول".

وتكشف الريحاني عن لقاء جمعها بداية بممثلٍ لـ"حزب الله"، في قولها: "كان أعرب عن نيته اللقاء، فجلسنا مطوّلاً وأشار إلى رغبة للاجتماع بـ"حزب الله"، فوافقت انطلاقاً من تأكيدي في المؤتمر الصحفي أنني لا أستثني أحداً. وإذا وصلتُ الى رئاسة الجمهورية سأكون رئيسة لكلّ الشرائح اللبنانية. وقلت نعم للقاء، لكنني طلبت مطلبين اثنين: أن يعقد الاجتماع مع نائب باعتبار أنني أجتمع مع الكتل النيابية، وأن يحصل اللقاء في مكان محايد. وافقوا، واجتمعت بالنائب ابراهيم الموسوي بعدما أرسلوا إليّ سيرته الذاتية. كان الاجتماع جيّداً جدّاً وقرّر الموسوي تحويل الحديث إلى اللغة الانكليزية وطرح عليّ الكثير من الأسئلة فأجبته بصراحة. وسألني كيف سأتعامل مع الناس الذين يفكّرون بشكل مغاير عنّي، فأكّدت على الحوار الإيجابي والبنّاء القائم على اعتبار أنّ هناك مساحات مشتركة وإن صغيرة يمكن البدء منها... وأعتقد أنّه احترم ذلك".

وعن كيفية تعاملها مع مسألة السلاح، تشير الريحاني إلى "توجّهها نحو المباشرة في بحث حلّ موضوع سلاح "حزب الله" من اليوم الأوّل وعلى امتداد السنوات الستّ. نحن في مرحلة "عدم تكسير رؤوس" ويتناسب أن تأتي رئيسة للجمهورية تؤمن بالوصول إلى حلّ عن طريق حوار إيجابي وبنّاء وجديّ وعمل متواصل وتراكم إيجابيات، مع وضع وقت للتوصّل إلى مساحة مشتركة خلال سنة ونصف سنة، أو تبديل الطريقة والتذكير باستراتيجية دفاعية مفصّلة تحت سقف الدستور".

لا يغيب الخوف الكبير من الذهاب إلى الفراغ في انطباعات الريحاني بعدما كان أملها بإمكان انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية، مع تأسّف تبديه من إمكان أن تدخل البلاد إلى فراغ لا علم إلى أيّ مدى يمتدّ. وماذا بعد الترشّح في حال عدم الوصول إلى منصب الرئاسة؟ تجيب بـ"أنني لم أترك لبنان أبداً بسبب عملي الانمائيّ العالمي والسفر إلى أفريقيا والعالم العربي وآسيا. كنت أقصد لبنان دائماً وأخدم أبي وأمي وأزور موطني مرّتين أو ثلاث مرّات سنوياً ولا أشعر أنني تركت البلد. واستمرّت علاقاتي مع مؤسسات المجتمع المدني والجامعة الأميركية في بيروت واستمررت بنشر كتاباتٍ في النهار"، لافتةً إلى أن "كلّ حياتي كانت مع هذه المؤسسات اللبنانية ولا أزال مرتبطة بلبنان وإن لم أصل إلى رئاسة الجمهورية سأستكمل العمل للبنان مع 8 مجالس إدارة، وعبر العمل الاغترابيّ من خلال LACC التي تشمل 6 مؤسسات حملت مطلب رفع ميزانية الجيش اللبناني إلى الكونغرس الأميركي، واستمرّت جهودها مدى أشهر وكانت من المؤثرين في المساهمة برفع الميزانية. كذلك، سأكمل عملي من الولايات المتحدة وفي الجامعة الثقافية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o