Oct 14, 2022 1:50 PM
خاص

خطأ الصدر "الاستراتيجي"... قلب المعادلة في العراق

يولا هاشم

المركزية – بعد عام من التعطيل وأشهر من المساومات والمفاوضات والمعارك الكلامية والصفقات العلنية والسرية تم انتخاب عبد اللطيف رشيد رئيساً لجمهورية العراق خلفا للرئيس برهم صالح، والذي بدوره عيّن محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء، الذي يتعيّن عليه تشكيل حكومته خلال ثلاثين يوماً.

وجاء انتخاب رشيد بعد أن وافق الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على سحب مرشحه وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد من السباق الرئاسي مما افسح المجال لانتخاب رئيس جديد. علماُ ان منصب الرئيس في العراق شرفي إلى حد كبير، لكن التصويت على اختيار رئيس خطوة مهمة في العملية السياسية، لأنه هو الذي يدعو مرشح أكبر كتلة برلمانية إلى تشكيل حكومة.

وجاء انتخاب عبد اللطيف بعد أن شهد العراق منذ العام الماضي أزمة سياسية محتدمة بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر و"الإطار التنسيقي" (الذي يضم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالي، وتحالف الفتح، وفصائل أخرى موالية لإيران)، حالت دون انتخاب رئيس للجمهورية أو تشكيل حكومة، ودفعت بالصدر الى إعلان انسحابه من الحياة السياسية، بعد أن طلب من نوابه الـ 73 الانسحاب من البرلمان وتقديم استقالاتهم.

وتأزم الخلاف أكثر منذ تموز 2022 مع نزول طرفي الخلاف الأبرز إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد. ليبلغ أوجه لاحقا مع بدء مطالبة التيار الصدري بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات في ظل رفض خصومه هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة بمرشحهم وانتخاب رئيس قبل أي انتخابات جديدة.

وتتجه الأنظار حالياً إلى زعيم التيار الصدري الذي أثبت في الأسابيع الأخيرة قدرته على زعزعة المشهد السياسي عبر تعبئة عشرات الآلاف من مناصريه للنزول إلى الشارع. فما هي الخطوة التي سيتخذها الصدر في مواجهة خصومه؟ هل سيلجأ الى التصعيد والعنف ويستعمل الشارع للردّ ام سيوافق ضمنيا بعد حصوله على عدد من الوزارات بينها وزارتان سياديتان كما يتردد في الأوساط العراقية؟ ولكن السؤال الأهم المطروح اليوم، كيف انقلبت المعادلة وتمكّن حلفاء ايران من الفوز؟

مصادر مطلعة على الملف العراقي تؤكد لـ"المركزية" ان ما حصل جاء نتيجة تطور طبيعي للخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه مقتدى الصدر بانسحابه من مجلس النواب من دون استشارة حلفائه السنّة والاكراد الذين أوصلهم الى حائط مسدود. ما ساعد على حصول انقلاب أداره فيلق القدس وتحالف "الاطار التنسيقي" وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من أجل اعادة العراق الى ما قبل 2019.  فهل سينجح هذا الانقلاب؟ الايام حبلى بالدماء"، تحذر المصادر. 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o