Oct 13, 2022 2:08 PM
خاص

مصير هدنة اليمن في يد ايران: تمديد ام سقوط؟

لينا يونس

المركزية- يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومعه المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ، وسفراء الدول الراعية للسلام، مساعيهم واتصالاتهم بالأطراف اليمنية، في محاولة للخروج باتفاق لتجديد الهدنة التي انتهت في الثاني من تشرين الأول الحالي. غير ان جهودهم لم تتمكن بعد من تحقيق الهدف في ظل شروط قديمة - جديدة عاد الحوثيون، الى رفعها.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الجماعة المدعومة بالمال والسلاح من ايران، طلبت صرف رواتب الموظفين المدنيين من دون ربطها بإيرادات النفط القادم عبر ميناء الحديدة.  وبعدما وافق الجانب الحكومي والتحالف على هذا الطلب، يشترط الحوثيون اليوم صرف رواتب القوات العسكرية والأمنية التابعة لهم، بحجة صرف رواتب موظفي وزارتي الدفاع والداخلية في مناطق سيطرتهم.. هذا البند، اعلنت الرياض موافقتها عليه ايضا، مقترحة تغطية تكاليف الرواتب، الا ان الحوثيين ما لبثوا ان طلبوا صرفها بعملتهم، المُعترف بها في صنعاء من دون ان تمر عبر الحكومة...

حتى الساعة، يناور الحوثيون ويماطلون في الموافقة على تمديد الهدنة، محاولين انتزاع مكاسب اضافية تُريحهم ماليا وميدانيا، وذلك لإدراكهم ان المجتمع الدولي لا يحبّذ العودة الى مرحلة التصعيد والمواجهات العسكرية في اليمن، بل يطلب الهدوء والاستقرار فيه، بأي ثمن.

ويستخدم هؤلاء سلاح تهديد السعودية ايضا علّه يفيدهم في تحقيق مطالبهم. في الايام الماضية، وغداة انتهاء مدة الهدنة أطلقت جماعة أنصار الله تهديدات جديدة وتوعدت بقصف "أهداف حساسة". وقال "وزير الدفاع" في حكومة الحوثيين محمد ناصر العاطفي "نجدد التحذير للقوى الداعمة للعدوان (يقصد التحالف الذي تقوده السعودية) أننا سندير مواجهة ذات بعد تكتيكي واستراتيجي، ولن نتردد لحظة في قصف أهداف غاية في الحساسية". وأضاف في تصريح نقلته وكالة "سبأ": في بنك أهدافنا القادمة ليس فقط العمق السعودي والإماراتي ومنشآتهما العسكرية والاقتصادية الحيوية، بل أبعد من ذلك بكثير.

اليوم، تقف الهدنة عند مفترق طرق. ووفق المصادر، تحديد مصيرها سلبا ام ايجابا في يد الجمهورية الاسلامية. ففي حال اعتبرت ان اشعال الميدان اليمني من جديد مفيد لها في ظل مفاوضاتها المتعثرة مع الغرب ومع الولايات المتحدة في فيينا، فإن سقوط الهدنة سيكون محتوما. اما اذا اعتبرت طهران ان تمديدها مربح اكثر لها، كورقة "تبيعها" الى المجتمع الدولي، وتخفف عنها تكاليف مواجهة عسكرية جديدة سيتعين عليها تحمّل مصاريفها بينما هي بالكاد قاردة على معالجة امورها الاقتصادية والمعيشية والميدانية بفعل التظاهرات والاضرابات التي تشهدها، فإنها ستدفع بالحوثيين الى القبول بتمديد الهدنة.. فأي قرار ستتخذه الجمهورية الاسلامية يمنيا؟

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o