Oct 13, 2022 5:56 AM
صحف

جلسة الانتخاب 2: هل ستبقى الورقة البيضاء هي الغالبة؟

أشارت "نداء الوطن" الى ان  الجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي ستكون بمثابة "كمالة عدد" لتمرير الوقت و"تمريك" جلسة جديدة في سجلّ عدّاد دعوات رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بانتظار انقضاء المهلة الدستورية والعبور نحو الشغور. ولعل الفائدة الوحيدة من هذه الجولة أنها ستسقط "الأوراق البيضاء" التي يواري رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل خلفها عورة العرقلة الرئاسية لألف حجة وحجة وآخرها التحجج بذكرى 13 تشرين للدفع باتجاه تطيير نصاب انعقاد جلسة الانتخاب الثانية، الأمر الذي رجحت مصادر نيابية أن تجاريه فيه قيادة "حزب الله" عبر إيعازها إلى كتلتها النيابية بالوقوف "على خاطر باسيل" ومؤازرته في لعبة تطيير النصاب، لكن لحسابات تتصل في جوهرها بعدم رغبة "الحزب" في المشاركة بجلسة انتخاب يغيب عنها نواب "التيار الوطني" وستفضي بنتيجتها إلى تقليص "Score" الورقة البيضاء في صندوق الاقتراع مقابل ارتفاع حاصل أصوات مرشح المعارضة.

وإذ بدت معظم التقديرات السياسية مساءً تصب في خانة ترجيح فقدان النصاب اللازم لانعقاد الهيئة العامة اليوم، أكدت المعلومات على ضفة كتل وتكتلات قوى المعارضة أنها ستشارك بكامل عديدها النيابي في الجلسة الرئاسية الثانية "بمن في ذلك النواب الأربعة الذين اضطروا إلى التغيّب في الجلسة الأولى"، لترتفع حصيلة الأصوات لصالح مرشح المعارضة النائب ميشال معوّض إلى 40 صوتاً، على أن تبقى الأنظار متجهة إلى إمكانية رفع هذه الحصيلة في ضوء ما سيقرره عدد من النواب السنّة الذين تم التواصل معهم بغية نيل تأييدهم لترشيح معوّض، سيّما وأنّ الاتصالات والمشاورات التي جرت مع "النواب التغييريين" بيّنت أنهم حسموا خيارهم بعدم التوافق مع المعارضة على التصويت له.

من جهتها، أشارت معلومات «اللواء» من مصادر نيابية مستقلة الى ان التواصل استمر قائماً امس، بين كتلة «الاعتدال الوطني» و«نواب التغيير» وبعض المستقلين كالنائبين الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور اسامة سعد، وقد ينضم اليهم النائب نعمة افرام وزميله جميل عبود، في محاولة للتوافق على اسم او التصويت بورقة تحمل شعاراً معيناً اذا لم يحصل التوافق، حيث يتم التداول بشعار «لبنان الجديد»، مع إن نواب التغيير اعلنوا ان لديهم ثلاثة مرشحين هم زياد بارود وناصيف حتّي وصلاح حنين، فيما ما زالت كتل اللقاء الديموقراطي والجمهورية القوية والكتائب وبعض المستقلين متمسكة على ما تقول بحضور الجلسة وتوفير النصاب وبالتصويت للنائب ميشال معوض. ولكن بعض التقديرات تشير الى احتمال زيادة التصويت لمعوض بحيث يحصل على اكثرمن 36 صوتاً ويتجاوز41 صوتا مع حضور بعض النواب الذين غابوا الجلسة الماضية مثل ستريدا جعجع وغيرها. كما سيقل عدد الاوراق البيضاء نحو 20 صوتاً بغياب كتلة التيار الوطني الحر (18 نائبا) من دون الطاشناق (3 نواب). كما عُلم ان النائبين في مجموعة التغيير الدكتور الياس جرادة ووضاح الصادق سيغيبان عن الجلسة بداعي السفر. وقد يغيب غيرهم من النواب المستقلين والتغييريين» بعذر المرض».

كما اعلنت كتلة اللقاء الديموقراطي بعد اجتماعها امس، «مشاركتها في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية والتصويت للمرشح الرئاسي ميشال معوض، وحثّت مختلف الكتل على المشاركة لانتخاب رئيس إلتزاماً بهذا الاستحقاق الدستوري ومنعا للشغور الرئاسي».

وتركت كتل اخرى قراراها الى صباح يوم الجلسة لا سيما مع قرار كتلة التيار الوطني الحر مقاطعتها بسبب رمزية توقيتها بالنسبة للتيار.

وبقي السؤال هل ستبقى الورقة البيضاء وورقة «لبنان» هي الغالبة، ام قد يتراجع عدد الأوراق البيض لمصلحة اسم أو شعار معين؟ لكن كل الكتل النيابية تعي انها ذاهبة الى جلسة لا انتخاب وبعضها يقول ان الفراغ الرئاسي حتمي. وثمة تقديرات لدى بعض المصادر النيابية والمرشحين للرئاسة بأن يستمر الى نهاية الربع الاول من العام المقبل.

وتشير المصادر الى ان حصول الفراغ الرئاسي لا سيما اذا طال امده، وسقوط المهل اذا عاد الرئيس نبيه بري الى اعتماد فتوى الوزير الاسبق بهيج طبارة، يعززان حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون. وقد يستدعي الامر تدخلاً عربياً – دولياً لعقد تسوية كبيرة ما كما حصل في تسوية الدوحة عام 2014. وقد يتم الاتفاق على مرشح تسوية آخر كزياد بارود او من يشبهه.

من جهة أخرى، توقعت مصادر نيابية عبر "الانباء الالكترونية"  أن يكون النصاب مؤمّناً لأنّ المقاطعة ستقتصر على نواب تكتل لبنان القوي دون سواه، ما يعني أنّ أكثرية الثلثين أصبحت تحصيلاً حاصلاً، لكنّ أياً من المرشّحين لن يتمكن من تأمين الغالبية المطلقة لضمان الفوز والوصول إلى رئاسة الجمهورية.

وأشارت المصادر إلى أنّ الاصطفافات النيابية ستبقى على حالها، وأنّ التصويت للمرشحين سيقتصر فقط على اسم النائب ميشال معوّض والمتوقع أن يتجاوز عدد مؤيديه 40 صوتاً. أما فريق 8 أذار فهو سيقترع كالعادة بالورقة البيضاء، ليبقى تكتل الاعتدال على خياره التصويت بورقة "لبنان"، بانتظار موقف النواب التغييريين.

وفيما أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مشاركة تكتل "الجمهورية القوية" بالجلسة، أكّدت كتلة اللقاء الديمقراطي بدورها مشاركتها اليوم في جلسة انتخاب الرئيس والتصويت لميشال معوّض، وحثّت مختلف الكتل على المشاركة لانتخاب رئيس، التزاماً بهذا الاستحقاق الدستوري ومنعاً للشغور الرئاسي.

وفي هذا السياق أكّد عضو تكتل الجمهورية القوية، نزيه متّى، أنّ النائب ميشال معوض مرشّحنا الدائم، والتصويت دائماً لصالحه، وسنكمل معه إلى النهاية نحن واللقاء الديمقراطي، والكتائب، وكتلة التجدّد، وبعض النواب السنّة المستقلين.

متّى وفي حديثٍ مع "الأنباء" الإلكترونية توقّع أن يكون النصاب مؤمّناً لأنّ المقاطعة ستقتصر فقط على نواب تكتل لبنان القوي، وأنّ نواب كتلة التنمية والتحرير لن يقاطعوا لأنّ الرئيس نبيه بري هو الذي دعا لعقد الجلسة، أما حزب الله فقد عوّدنا ترك خياره لآخر لحظة.

وعن مجموع الأصوات التي سينالها معوّض، توقّع أن تزيد عن الأربعين صوتاً، وهذا الأمر متوقف على تكتل الاعتدال.

وعمّا إذا كان يخشى فراغاً في الرئاسة بعد 31 تشرين الأول، قال: "عاجلاً أم آجلاً سيُنتخب رئيس جمهورية"، لكنّه يخشى من التسوية كلما اقتربنا من 31 تشرين، وهذا سيكون أكبر نسف للديمقراطية، فبعد أن كنا البلد الوحيد الذي يتميّز بنظامه الديمقراطي وكنّا أمثولة للآخرين، أصبحنا نشبه بعض الأنظمة التي تأتي فيها نتيجة الانتخاب 99 فاصل 99 في المئة، متمنياً لو يُنتخب رئيس الجمهورية في 13 تشرين أول لكان هو الرد على ما جرى في مثل هذا التاريخ سنة 1990. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o