Oct 12, 2022 10:41 AM
صحة

الأبيض يجول في مخيمات عرسال: العمل جدي لاحتواء الكوليرا والعناية بالنازحين واجب المجتمع الدولي

المركزية - جال  وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض في مخيمات النازحين السوريين في  بلدة عرسال على رأس وفد من المنظمات الدولية. شملت الجولة بئر وادي السويد المعطل في البلدة، مطّلعاً على الوضع الوبائي والإجراءات المتخذة لتفشي الكوليرا في البلدة بعد تسجيل 4 اصابات فيها. 

وعقد الأبيض اجتماعا في مركز بلدية عرسال في حضور النائب ملحم الحجيري، رئيس البلدية باسل الحجيري، رئيس جهاز استخبارات البقاع الشمالي العميد ملحم حدشيتي، زاهي شاهين ممثلا رئاسة الحكومة وخلية الازمة. 

وأكد الوزير أن "وزارة الصحة كشفت عن أربع إصابات إيجابية، وكان من الأهمية ان نأتي ميدانيا لنرى ما يحصل على الارض، في حضور النائب ملحم الحجيري، رئيس البلدية باسل الحجيري والجمعيات الأهلية والمحلية وفرق الصليب الأحمر اللبناني والمستجيب الأول، كي نفهم الأوضاع". 

 وأضاف "المحطة الأولى كانت بئر وادي السويد في عرسال، وجدنا المحطة متوقفة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى عدم وصول المياه النظيفة لأهلنا في عرسال والى المخيمات. مواجهة الكوليرا تحتاج إلى مياه نظيفة وشبكة مياه سليمة وصرف صحي جيد، وغير ذلك من الصعوبة السيطرة عليها". 

وتابع "من عرسال نرفع صوتنا مع الأهالي من أجل النظر في وضع المحطة وادراجها على سكة الحل. هناك مشاريع عدة للمياه النظيفة. اليونيسيف رفعت مشكورة كميات المياه التي تقدم إلى النازحين، ورفعت نسبة كميات الشفط من الحفر الصحية وعلينا أن نكثف نشاطات التوعية، والمواجهة بالتوعية واستخدام المياه السليمة. هناك خطة وضعت لإدارة الكوارث، ومعنا هنا زاهي شاهين من رئاسة مجلس الوزراء، وهناك خطة وضعت بالتعاون مع الاهالي والجمعيات ومتطوعين والصليب الأحمر وlost  والهلال الأحمر القطري لتقديم الخدمات ومتابعة الحالات والاستجابة، اذا احتاجت بعض الحالات إلى العلاج في أماكنها، وتعمل المستشفيات ووزارة الصحة من أجل تأمين الامصال للناس الذين ليسوا بحاجة للعلاج في منازلهم". 

وشدد على "أهمية التوعية من الجمعيات في المدارس من أجل عام دراسي جيد برفع الجهوزية، عبر مستوصف نقال ومتابعة صحية للأزمة". 

واكد الأبيض ان "الازمة نتيجة للغياب الرسمي الطويل عن استكمال بعض المشاريع في المنطقة وتنفيذها وهي ما زالت طي الوعود ومنها المستشفى الحكومي في عرسال، وشبكات الصرف الصحي ووعود أخرى لم تنفذ". 

وأشار إلى أن "الموضوع اليوم يتركز على احتواء الوباء، وعدم انتشاره، ولمسنا في عرسال درجة عالية من الوعي. المطلوب دعم الحكومة والمجتمع الدولي، وواجب المجتمع الدولي تقديم الخدمات. نؤكد على شركائنا الدوليين القيام بواجباتهم، كون العناية بالنازحين لا تقع على البلد المضيف، وهو واجب عالمي حسب شرعة حقوق الإنسان. نؤكد لأهلنا في عرسال واخواننا النازحين أننا نولي الموضوع كل جدية واهتمام وسنخرج من هذه المواجهة من دون اي انتشار، في حال الابتعاد عن الاهمال والتراخي". 

وركّز على "أهمية التوعية من مؤسسات رسمية ودولية وجهات مانحة"، لافتاً الى ان "مسألة التوعية تجنبنا الكثير من العناء". 

وأجاب ردا على سؤال "سجلت 4 حالات كوليرا في عرسال، وانتقل الوباء بين عرسال والشمال لانتقال المنتجات الزراعية وصهاريج المياه، ولبنان بلد شديد الترابط والوعي مطلوب من الجميع". 

وردا على سؤال آخر قال "أصدرت وزارة الصحة تقريرا ووزعناه على وسائل الإعلام، اما في موضوع الفحوص فأحيي فريق الترصد الوبائي الذي يأخذ العينات من المياه المبتذلة واي فحوص ستتابع من الجميع في المناطق كافة، والاماكن المشكوك في أمرها، سنجري فيها فحوصا للمخالطين، وهذا اعتدنا عليه  في مرحلة الكورونا بهدف الاحتواء. الخلل بالصرف الصحي واختلاطه بالمزروعات في عرسال يفاقم الموضوع، وفي بعض الأماكن يتسرب الى الآبار الجوفية، وأحيانا اللجوء إلى المياه الراكدة  المتوقفة. لا نلوم المواطن الذي لا حل أمامه، من هنا تأتي أهمية إصلاح نبع وادي سويد وإنجاز مشاريع المياه المبتذلة. نحن بحاجة إلى الاسراع في هذه المشاريع بهدف وقف الكوليرا التي يمكن أن تنتشر عن طريق المياه". 

وبالنسبة إلى نفقة علاج المصاب، أوضح الأبيض أنه "في ما يتعلق بالمصابين اللبنانيين، علاجهم سيكون على نفقة وزارة الصحة، اما في ما يتعلق بالحالات الاخرى فهي على نفقة المفوضية العليا للاجئين"

"الهرمل الحكومي": إلى ذلك، زار الوزير الأبيض "مستشفى الهرمل الحكومي" حيث كان في استقباله رئيس مجلس ادارة المستشفى سيمون ناصر الدين وعدد من الأطباء والموظفين. ثم جال في المستشفى وتفقد اقسامه واطلع على حاجاته. ووعد بالعمل على تأمين المستلزمات الضروريه لتمكين المستشفى على الاستمرار في تقديم خدماته للجميع.

ثم افتتح الوزير الأبيض والوفد المرافق القسم المستحدث لمرضى الكوليرا. وشكر ناصر الدين الأبيض على "زيارته واهتمامه بالوضع الصحي، لا سيما في هذه المنطقة المحرومة".

"دار الأمل الجامعي": توازياً، جال الأبيض على أقسام مستشفى "دار الأمل الجامعي"، برفقة وفد من منظمة "اليونيسف" و"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" UNHCR، ورئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات هشام فواز وفريق عمل من الوزارة. وكان في استقباله رئيس مجلس إدارة المستشفى ركان علام، مدير المستشفى علي علام، رئيس دائرة الصحة في محافظة بعلبك الهرمل محمود ياغي، مسؤول الرعاية الصحية بلال قطايا وأطباء وفاعليات صحية.

وأشار الوزير إلى أنه "لطالما كان التعاون قائما مع "مستشفى دار الأمل الجامعي" منذ أن كنت في "مستشفى رفيق الحريري"، ووددت دائما أن أزور هذا الصرح. للأسف أتت الزيارة اليوم في ظرف صعب يذكرنا بالجهد الذي عملنا عليه سويا أيام جائحة الكورونا. نواجه وباء جديدا هو الكوليرا، و هدف الزيارة يصب في إطار العمل كي لا نصل الى النتيجة التي وصلنا إليها أيام جائحة كورونا".

وتابع "في الحقيقة من المعروف، أنه في ما يخص الكوليرا الموضوع الأساسي هو الوقاية، ككل الأوبئة الوقاية تساهم في الحد من إنتشار الوباء، فالوقاية أهم من العلاج، والوقاية السليمة توفر علينا الدخول في مرحلة العلاجات. بدأنا الزيارة التي نقوم بها اليوم بتفقد محطة المياه في وادي سويد في منطقة عرسال، ونهايتها ستكون في محطة ضخ المياه في منطقة عنجر، وفي الوقت نفسه نعمل على موضوع المساعدة في الصرف الصحي، وهناك الكثير من الجهود المبذولة للسيطرة على الموضوع عبر توزيع معقمات للمياه وتوزيع الـ ORS وغيرها كي لا نصل لمرحلة الحاجة الى دخول المستشفيات لتلقي العلاج".

وأضاف "جزء من الزيارة التي نقوم بها اليوم ضمن خطة الاستعداد لنكون على أتم الجهوزية كقطاع صحي في حال انتشار الوباء لاستقبال المرضى ولنكون في خدمتهم. وزرت لهذه الغاية "مستشفى الهرمل الحكومي" والآن نحن في "مستشفى دار الأمل". خضت سابقا غمار مواجهة جائحة كورونا، وأعرف تماما بأن جهازنا الإستشفائي على صعيد الوطن وليس فقط في بيروت، فالمستشفيات الحكومية ومنها مستشفى بعلبك الحكومي أظهر حرفية وجهوزية عالية عند مواجهة الكورونا. لذلك عندما بدأنا خطة وزارة الصحة بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة، وجدنا أن الكثير من المستشفيات كانت سباقة و بدأوا بتحضير الأقسام وذلك وعيا منهم ليس فقط تجاه الوطن بل تجاه المجتمعات كذلك".

وتابع "المستشفيات في لبنان عودتنا على حرفية عالية في علاج المرضى والوقاية من الأوبئة. نعرف أن الكوليرا مختلفة عن الكورونا، وبحاجة لطرق وقاية مختلفة قليلاً، لذلك تنشر وزارة الصحة التوعية اللازمة والتدريب للكوادر العاملة مع المرضى كي نستطيع تقديم الخدمة الصحيحة من غير الوصول إلى تعريض الطاقم الطبي أو التمريضي أو حتى المرضى الآخرين لأي خطر لإنتشار العدوى".

ولفت إلى أن "خطة وزارة الصحة تقتضي عدم إشراك كلّ المستشفيات في استقبال مرضى الكوليرا، بل سيتم إختيار مستشفيات حكومية ومستشفيات خاصة معينة كي يتم التعاون معها للسيطرة على الوباء، ونأمل أن تساعد هذه الإجراءات على عدم إنتشار الوباء".

 

واشاد الابيض بـ "دور مستشفى دار الأمل الجامعي تحديدا، لأن هذا الصرح تعرض للكثير من الظلم من ناحية أنه قدم خدمات كبيرة في الماضي للمرضى ولا يزال، وبنفس الوقت مستوى الخدمات يعتبر عاليا، وأنا كجراح عام كان لي تجربة في المستشفى مع زميلي الدكتور بدرا، وأعرف جيدا مستوى الخدمات التي يقدمها المشفى على مستوى قسم الجراحة، والعناية والعلاج للأمراض السرطانية، وغسل الكلى، إلى علاج مرضى الكورونا وغيرها. أنا أعتبر أن هذا المستشفى يستحق كل الدعم من وزارة الصحة، لذلك هذا الموضوع سيلحظ بتوزيع الأسقف المالية الجديدة التي ستعلن عنه وزارة الصحة خلال الأسبوع القادم. نعتبر أن ما نفعله جزء من الإعتراف بالجهد الكبير الذي يقوم به المستشفى الذي نعتبره جزءا من النظام الإستشفائي الأساسي الذي تعتمد عليه وزارة الصحة لتقديم الخدمات الصحية".

وختم مؤكدا "لدينا شركاء دوليين رافقوننا في الأزمات السابقة، ويرافقوننا حاليا لدعم نظام الصحة في لبنان، وهم جزء من خطة الوزارة للاستجابة في موضوع الكوليرا. نحن فريق عمل واحد، وزارة وشركاء دوليين ومستشفيات جامعية خاصة ومستشفيات حكومية".

علام: بدوره، شكر علام الوزير على "هذه الزيارة واللفتة التي ننظر إليها بفخر واعتزاز، ونأمل أن تخص "مستشفى دار الأمل" بزيارة لاحقة تجول فيها على كل الأقسام، وتطلع على عمله وأداء فريقه الطبي وخدماته وتجهيزاته".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o