Sep 30, 2022 5:02 PM
خاص

اللقاء الديمقراطي: ورقة الرئيس الإنقاذي خيارنا في كل الجلسات ولن نحيد عنه

المركزية – على عكس "بياض" الأوراق التي أسقطتها كتل الممانعة في أول جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بدت الأجواء أكثر من ملبدة مع إقفال رئيس المجلس النيابي نبيه بري  محضر الجلسة إثر انسحاب نواب كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" مما أفقد الجلسة نصابها. ومع انقشاع الغيوم تبين أن أيا من المرشحين المطروحة أسماؤهم لرئاسة الجمهورية، وكذلك الأسماء التي هبطت "بالمظلة" على النواب لم ينالوا غالبية الأصوات،  مما يؤكد وجود حال تشتت بين الكتل لا سيما في صفوف المعارضة.  

وفي حين رشحّ الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية  وبعض المستقلين النائب ميشال معوض، خرج التغييريون – وكما العادة- عن سكة التوافق وصوتوا لمرشحهم سليم إده، لأسباب وصفها البعض بأنها "رد اعتبار ومكافأة للدور الذي لعبه خلال ثورة 17 تشرين، وما قدمه من دعم مادي ومعنوي". بالتوازي أشارت مصادر إلى أن تسمية التغييريين ل إده جاءت بناء على طلب فرنسي .

وحدها الأوراق البيضاء نالت اكثرية الأصوات وليس الغالبية بعدما أسقطتها كتل التيار الوطني الحر والطاشناق وحركة أمل وحزب الله والنواب المستقلون الذين يدورون في فلكهم بلوك واحد. 

ما جرى في الجلسة الأولى حمل الكثير من التوصيفات" بروفا، جس نبض، قراءة لموازين القوى، تعطيل حرق أسماء...  إلا أنها في اختصار كشفت عن انعدام حس المسؤولية لدى بعض نواب الكتل التي أوكلها الشعب أمانة "إنقاذ البلد". المهم أن يكون الناخب استدرك خطأه ولو متأخرا . وترجح مصادر معارضة أن لا ينسحب مشهد الجلسة الأولى على  الثانية أقله بالنسبة إلى كتل الممانعة التي يبدو أنها لم تكن مهيأة لدخول جلسة انتخاب رئيس للجمهورية فكان المخرج في الورقة البيضاء. اما بالنسبة إلى كتل المعارضة والمستقلين واللقاء الديمقراطي فالأكيد أن الخيار لن يحيد عن تسمية رئيس إنقاذي لا توافقي.

في أي حال إن دلت وقائع الجلسة الأولى على شيء، فهو أن الجميع سيبني على نتائجها مقتضاه وخياراته قبل الذهاب إلى الجلسة الثانية التي وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إليها "اذا حصل توافق"، واذا لم يحصل  "لكل حادث حديث".!. فهل سيتغير حديث كتل المعارضة التي أعادت فتح الخطوط في ما بينها بعد إقفال بري محضر الجلسة، وهل سيبقى رهان كتلة اللقاء الديمقراطي على السير بإسم المرشح الذي ستتوافق عليه كتل المعارضة، أم يكون الخيار كما تشير بعض المصادر بالذهاب إلى المرشح ناجي البستاني الذي سماه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط  ؟

"موقفنا واضح من أول الطريق " يقول النائب في كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبدالله لـ"المركزية" . " ومنذ البداية فتحنا باب الحوار مع كل الأفرقاء والأحزاب والكتل وقلناها بالمباشر إن لبنان أبعد ما يكون في حسابات الدول الغارقة في همومها. لذلك علينا لبننة الإستحقاق الرئاسي والتفتيش عن مساحات مشتركة تنتج رئيساً إنقاذيا تكون لديه رؤية إنقاذية إقتصادية لنقل البلد إلى بر الأمان وليس رئيس تحدي سياسي أو توافقي".

إلتزام نواب  اللقاء الديمقراطي بهذا الخيار الوطني ترجمه في الجلسة الأولى" فنحن نملك ما يكفي من الجرأة لتبني ما نعلن عنه ونتفق عليه مع الأفرقاء. ونتمنى على الجميع أن يكشفوا أوراقهم، لأن الناس في مقلب آخر بسبب الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي أضف إلى ذلك أن وضع البلد لا يتحمل ترف الإنتظار. من هنا نؤكد أن الإستحقاق الرئاسي أولوية وإن ذهب بعض الأفرقاء إلى اعتبار مسألة  تشكيل حكومة جديدة أولوية. وبالتالي نحن ملزمون في التفتيش عن حد أدنى من القواسم المشتركة". 

بهذه المبادئ والخيارات سيذهب نواب اللقاء الديمقراطي إلى الجلسة الثانية فهل ستكون جلسة بروفا وتعطيل جديدة و"تمايز" لتظهير موازين القوى تحت قبة البرلمان؟ " لست في وارد توقّع ما تضمره الكتل على كل مشاربها من نيات أو خيارات، أو ماذا تريد من هذه الجلسة واين هو سقف تحركها وحدود المناورة. لكن الأكيد أن التذاكي ومحاولات إظهار القوة على بعضنا وتسجيل مواقف ونقاط لا يعني الناس لأنهم في مكان آخر فهم غارقون في جحيم الأزمة الإقتصادية والإجتماعية ولا ينتظرون إلا "الخلاص" من خلال خطة تعافي البلد إقتصاديا وكل هذا لن يتحقق إلا بإنجاز الإستحقاق الرئاسي ووصول رئيس إنقاذي".

الثابت أن اللقاء الديمقراطي لن يحيد عن مبدأ انتخاب رئيس إنقاذي أو إنقاذي توافقي  وبغض النظر عن التسميات .وللوصول إلى نقاط تلاق مع الأفرقاء يلفت عبدالله إلى ضرورة "تنشيط الحوار بعد الجلسة الأولى لإنتاج مداخل إيجابية لانجاز الإستحقاق الدستوري".  ويختم "عندما فتحنا باب الحوار مع كل الأفرقاء كنا واضحين في طرحنا ورؤيتنا، ولم نقفله على أي موضوع، وقلناها بالمباشر لا نريد رئيسا توافقيا يدير الأزمة إنما رئيس إنقاذ يملك رؤية إنقاذية إقتصادية وبعدها لكل حادث حديث".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o