Sep 30, 2022 6:15 AM
صحف

تشتت المعارضة اللبنانية يحرمها من كسب أكثرية الأصوات

لم تنجح كل الجهود والمساعي التي بذلتها قوى المعارضة؛ المتمثلة في حزب «القوات اللبنانية»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«الكتائب»، وقوى «التغيير»، وعدد من النواب المستقلين، في إنجاز تفاهم على اسم موحد يقترعون لصالحه في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي عقدت أمس الخميس، ما يمكنه من الفوز ولو في دورة ثانية بالأكثرية المطلقة في حال أمنت له باقي القوى النصاب المتمثل في حضور 86 نائباً. وانقسمت أصوات المعارضة بين 36 نائباً صوتوا لرئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض، و11 أعطوا أصواتهم لرجل الأعمال سليم اده، نجل الوزير الراحل ميشال اده، و10 كتبوا «لبنان» على ورقة الاقتراع. ولو سبق الجلسة تفاهم على الاسم لنجحت هذه القوى في خوض المعركة الرئاسية موحدة فحاز مرشحها 65 صوتاً مقابل 63 ورقة بيضاء وضعها نواب «الثنائي الشيعي» المتمثل في حركة «أمل» و«حزب الله» إضافة لنواب تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل.

في الشكل؛ يمكن الحديث عن تضعضع قوى المعارضة، مما أدى لانقسام أصواتها مقابل توحد «حزب الله» وحلفائه خلف الورقة البيضاء، وإن كان في الحالتين لم ينجح أي منهما في فرض المرشح الرئاسي الذي يفضله. الخيار الموحد لـ«الثنائي الشيعي» والنواب المقربين منه كما نواب تكتل «لبنان القوي» لا يعني أن هذا الفريق يمتلك هو الآخر رؤية واحدة للتعامل مع هذا الاستحقاق؛ وإلا لكانوا تفاهموا على شخصية واحدة سعوا لإيصالها ولو في دورة ثانية لو بقي النصاب مؤمناً. ولا يزال الانقسام هنا أيضاً سيد الموقف بين «الثنائي الشيعي» الذي يفضل انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وبين باسيل الذي يرفض هذا الخيار أقله في المرحلة الراهنة.

ونفى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ألان عون أن يكون قد حصل تفاهم مسبق مع «حزب الله» وباقي مكونات فريق «8 آذار» على التصويت بورقة بيضاء، لافتاً إلى أن «(التيار الوطني الحر) اتخذ خيار التصويت بورقة بيضاء من دون التنسيق مع أي من القوى الأخرى لغياب التوافق على مرشح حتى الآن»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قسم من القوى لجأت إلى الخيار نفسه، فيما اختارت أخرى التصويت». وشدد عون على أن العبرة من جلسة يوم أمس هي أن «أي ترشيح جدي يتطلب توافقات لا أحد يملكها بمفرده، لا ضمن ما يسمى (الفريق الواحد)، وهذه تسمية برأينا لم تعد دقيقة، ولا ضمن الفريقين».

وإذا كان خيار «الورقة البيضاء» جنب فريق «حزب الله» وحلفائه أي مواجهة داخلية بين مكوناته، فإن قرار قوى المعارضة التصويت كل في اتجاه ترك ندوباً في العلاقة بين مكوناتها. واتهمت النائبة عن قوى «التغيير» بولا يعقوبيان باقي قوى المعارضة بـ«الانقلاب على التفاهم الذي كنا نعمل عليه»، متسائلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هل هناك شخصية سيادية أكثر من صلاح حنين؟ لماذا لا يريدون أن يذهبوا إلى حل معقول مقبول وعاقل؟».

وأضافت يعقوبيان: «انقلبوا على كل التفاهمات، واشترطوا أن نسير بالمرشح الذي تفاهموا عليه والذي لا ينسجم مع مبادرتنا التي تقول بشخصية خارج الاصطفاف السياسي، لقناعتنا بأن شخصية كهذه وحدها قادرة على تأمين العدد الذي يتيح انتخاب رئيس للجمهورية والا تفوز شخصية من (8 آذار). فهل يستطيعون أن يؤمنوا 65 صوتاً لميشال معوض؟».

في المقابل؛ ردت مصادر «القوات اللبنانية» على قوى «التغيير»، مشددة على أن «ما يعنينا في هذه المرحلة أن أكثرية مكونات المعارضة صوتت لمصلحة المرشح الرئاسي ميشال معوض، وانطلاقاً من مبدأ الديمقراطية سيُفتح الباب للتشاور والتواصل مع كل هذه المكونات مجدداً للتأكيد أن الأكثرية تريد هذا التوجه، وبالتالي يجب أن ينضم كل الفرقاء المعارضين كما المستقلين لهذا الخيار السيادي الإصلاحي؛ لأنه يشكل مصلحة من أجل وحدة المعارضة». وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «في نهاية المطاف؛ ميشال معوض هو نجل الرئيس رينيه معوض الذي تم اغتياله للانقلاب على (الطائف)، وبالتالي؛ فإن انتخاب ميشال معوض سيشكل تصحيحاً لهذا الانقلاب الذي بدأ مع اغتيال والده… أضف أنه يمثل الحد السياسي والإصلاحي المطلوب».

وفي هذا السياق رأى عضو تكتل الجمهورية القوية نزيه متى عبر "الانباء الالكترونية" أن التصويت بالورقة البيضاء "يخفي صراعا وتنافرا وعدم اتفاق لدى الفريق الممانع. ولو كان حزب الله وحركة أمل متفقين على مرشح معين لما اعتمدا الورقة البيضاء، وهذا يدل على التنافر والإرباك".

في المقابل اعتبر متى أن "نواب قوات اللبنانية يعرفون ماذا يريدون"، مضيفاً: "نريد رئيس جمهورية سياديا تهمه مصلحة لبنان وسيادته واستقلاله. ولهذا السبب توافقنا على دعم النائب ميشال معوض لنخوض من خلاله معركة انتخاب رئيس الجمهورية وسنظل على اتفاقنا، وعلى أحزاب المعارضة أن تستفيد من هذه التجربة وأن توحد صفوفها في المرات القادمة"، داعيا من جهة ثانية النواب التغييرين الى "قراءة ما جرى جيدا باعتبارهم أصحاب مبادرة"، ورأى أن "ما فعله الرئيس بري باستعجال تحديد موعد لجلسة الانتخاب قبل استكمال مبادرتهم كان بمثابة نسف لها، لأنه كان بإمكانه أن يؤخر موعد الجلسة بعض الوقت"، متوقعا في ضوء ذلك عدم الوصول إلى مكان مع الفريق الممانع.

وعن رأيه بموقف التيار الوطني الحر، أشار النائب متى إلى أن "التيار الوطني الحر كان من الأساس مع خيار الورقة البيضاء لأنه ما زال يعتقد أن ليس هناك مرشحاً جدياً غير باسيل وفرنجية"، وتوقع متى أن "يؤخر الرئيس بري موعد الجلسة الثانية اسبوعا او اسبوعين بهدف التوافق على مرشح من فريقهم"، معتبرا أنهم لو رشحوا فرنجية فلم يكن لينال أكثر من ٣٠ صوتاً بينهم ٣ نواب مسيحيين فقط.

بدورها أكدت النائب سينتيا زرازير "استمرار النواب التغييرين بمبادرتهم"، واعتبرت أن تحديد جلسة الانتخاب كانت مفاجأة بالنسبة لهم. 

زرازير وفي حديث مع "الأنباء" الإلكترونية رأت أن "ما حصل في جلسة الانتخاب كان متوقعا"، وسألت عن "أي توافق يتحدث الرئيس بري؟ وهل انتخاب الرئيس يخضع للمحاصصة؟"، واعتبرت أن المسألة تتطلب وضوحا وشفافية أكثر. 

وعن امكانية الاتفاق مع الفريق السيادي حول مرشح واحد قالت، نحن لدينا مرشحنا، ونأمل ان نتوافق معهم على تأييده. 

عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني رأى أن مسألة انتخاب الرئيس ما زالت ضبابية، كاشفا في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية ان كتلة الاعتدال "صوتت للبنان بانتظار التوافق على اسم مرشح يمتلك القدرة على انتشال البلد من محنته ويعيد تصويب العلاقة مع الدول الخليجية لتمد اليد من جديد لمساعدة لبنان".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o