Sep 20, 2022 4:31 PM
خاص

لقاء "الدار" خطوة اولى في مسار استنهاض السنية السياسية...هذا ما سيؤكد عليه!

نجوى ابي حيدر

المركزية- ليس الانكفاء السياسي السني في لبنان الذي تظهّر بشكل فاقع في اعقاب انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية وتعليق عمل تيار المستقبل في 24 كانون الثاني الماضي، معزولا عن الحالة السنية في شكل عام في المنطقة، بل يرتبط بها عضوياً، ويعكس التراجع الذي بلغته في مختلف الساحات العربية لمصلحة المشروع الايراني وتوسع نفوذه وتحوّله الى لاعب اقليمي ودولي نافذ يحاور القوى العظمى في ملفه النووي ودول الجوار في قضايا تتهددها نتيجة هذا النفوذ وتمدد اذرعه العسكرية في اكثر من اربع او خمس منها، ابرزها اليمن والعراق والبحرين وسوريا ولبنان، والمحادثات الايرانية- السعودية في بغداد ابلغ دليل، اضافة الى استهداف الرموز السنية بموجة اغتيالات كان اشدها وطأة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

في مواجهة الاستهداف ورفضا لاستمرار الانكفاء في أشد الحقبات السياسية دقة وحساسية، جاءت الدعوة الى النواب السنة للاجتماع في دار الفتوى السبت المقبل. اجتماع تقرر عقده نتيجة سبحة لقاءات عقدت منذ فترة بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من الشخصيات السنية، بحيث يشكل الخطوة الاولى في مسار طويل لاستنهاض الحالة السنية. ووفق مصادر مطلعة على اجواء الدار، فإن اهم ما سينتج منه هو مضمون البيان الذي تقول لـ"المركزية" انه سيؤكد التمسك باتفاق الطائف وضرورة استكمال تطبيقه قبل اي بحث في تعديله، اضافة الى التشديد على احترام الدستور والتزام تنفيذ نصوصه، والالتزام بالشرعية العربية والدولية وتطبيق قرارات مجلس الامن لاسيما 1559 و1680 و1701 و2650. وتلفت الى ان البيان سيعكس موقفا وطنيا من دون الدخول في تفاصيل اليوميات اللبنانية الخلافية والملفات الشائكة ،على ان تعقب الاجتماع السني السياسي جمعة يقيمها السفير السعودي وليد البخاري للنواب السنة حول مأدبة في السفارة يشارك فيها السفير المصري ياسر علوي.

واذ تشير الى ان النواب السنّة الدائرين في فلك محور المقاومة سيشاركون في اجتماع دار الفتوى ، خلافا لما يُروَج، تكشف ان الثنائي الشيعي، لاسيما حزب الله حرص على بعث رسالة اطمئنان وتأكيد على حسن الجوار بين السنة والشيعة، ورفض حصول اي توتر بينهما وقطع الطريق على مشاريع الفتنة. وهو لهذه الغاية، وتجنبا لاشكاليات مستقبلية تبدأ سياسية وقد تتحول طائفية، سنية- مسيحية ، شغّل كل محركاته على جبهة تأليف الحكومة وابلغ موقفه ورغبته بالتأليف السريع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على ان يتم لاحقا تسهيل الامورلانتخاب رئيس جمهورية قبل 31 تشرين الاول ورفض اي خطوة او اجتهاد غير دستوري، اذا لم ينتخب. واستنادا الى اتفاق سياسي يقضي بإدخال الرئيس عون تعديلات على الحكومة الميقاتية وتخليه عن مطلب زيادة 6 وزراء. على هذا الاساس، وحينما تبلغ الحزب الجواب ايجابا، ابلغ بدوره دار الفتوى نتيجة مساعيه، الامر الذي تلقفته الدار بترحيب واضح، على ان تلاقيه في بيان اجتماع النوابوالبيان المنتظر.

وترى المصادر في حل اشكالية التأليف وضغط الحزب في هذا الاتجاه رسالة حسن نية الى سنّة لبنان من شأنها ان تسحب فتيل التوتر الذي الهبته حرب البيانات بين بعبدا والسراي وحفلات التساجل التي سبقتها مع الرؤساء المكلفين لا سيما سعد الحريري معطوفة على الاجتهادات التي اعدت لعدم تسليم السلطة الى حكومة الرئيس ميقاتي، ان لم ينتخب رئيس.

ايام قليلة تفصل عن موعد اجتماع دار الفتوى، لا بدّ سيتظّهر في ضوئها المشهد بوضوح ويعكس الاتجاه الذي ستسلكه الامور، على امل انسحاب الاتفاق الحكومي على الاستحقاق الرئاسي لتبدأ آنذاك مسيرة اخراج لبنان من جهنم ازماته، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o