Sep 02, 2022 4:57 PM
تحليل سياسي

جنون الدولار الاسود عود على بدء...35 الف ليرة وصرخات استغاثة
محطات المحروقات تقفل ونقابة الغاز تناشد والاسعار تتطاير
فرنسا تحذر: سنستخدم نفوذنا لوقف الاهمال في لبنان

المركزية- الى هستيريا ارتفاع الدولار، أعيد قسرا اليوم اللبنانيون المتروكون للفقر وسوء الحال، الغارقون في بؤس وقائع يومياتهم من العودة المدرسية والجامعية والاقساط المدولرة الى جنون اسعار الكتب المليونية وعصفورية فواتير المولدات. قفزة واحدة طار الدولار الى ما يفوق الـ35 الف ليرة حاملا  على جناحيه أسعار السلع الغذائية والدوائية والمواد الحارقة من بنزين ومازوت وغاز وقد سارع اصحاب المحطات الى رفع خراطيمها تلافيا للخسارة، فيما هرع المواطنون الى التي لم تقفل منها لسد حاجتهم من البنزين بما بقي في جيوبهم، إن بقي.

فبينما الحكومة الجديدة غائبة والاستحقاق الرئاسي ينتظر دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس الى جلسات للانتخاب، الوضع المعيشي يزداد سوءا. اليوم، حلق سعر صرف الدولار، وتباينت أسعاره في السوق السوداء صباحا ، فبعض المنصات أظهرت سعر 34 ألفاً و350 ليرة لبنانية، في حين ظهرت على منصات أخرى أسعار أعلى مثل 35 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وأخرى 35 ألفاً و600 ليرة، الأمر الذي أدّى إلى خلل في السوق، فتوقف عدد من الصرافين عن بيع الدولار.

المحطات تقفل: هذه التقلبات أثرت على القطاعات الحيوية والاساسية وابرزها المحروقات. فأعلن تجمّع أصحاب محطات المحروقات في بيان، انه "بعد ارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء واصبح الفرق يشكل اكثر من 70 بالمائة من الجعالة التي لا تصل كلها أصلاً ولا تكفي لسد حاجات المحطات، وبعدما كنا نبّهنا في المؤتمر الصحافي بتاريخ 23/8/2022 الى أن الإقفال سيكون قسرياً،  بدأنا نرى غالبية المحطات تغلق أبوابها لوقف النزف الذي بدأ منذ بداية الأزمة في ظل عدم اكتراث من المعنيين".

مجزرة: من جانبه، غرّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس عبر "تويتر": "مجزرة تحصل بحق أصحاب المحطات. نشتري الدولار اليوم 35200 ليرة لتسديد ثمن البنزين ونبيعه 33800 وفقاً لجدول الاسعار. خسارة 21000 ليرة في كل صفيحة بنزين. كفى آذاناً غير صاغية لوجعنا. يجب إيجاد آلية تسعير جديدة لوقف هذا النزيف. يُلزمونا شراء البنزين بالدولار ومن ثم يُلزمونا بيعه بالليرة".

الغاز: الى ذلك، أعلنت نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في بيان أنه "إثر التقلبات الحادّة والمستمرة التي يشهدها سعر صرف الدولار الأميركي بالليرة اللبنانية، تواصل النقيب فريد زينون مع مكتب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبا منه إصدار جدول أسعار جديد للغاز المنزلي، يمكّن موزعي الغاز والمحطات العاملة على كافة الأراضي من متابعة تسليم المادّة في السوق، على أن يأخذ هذا الجدول بالاعتبار التغيرات في سعر الصرف كما وحماية مصالح الموزّعين والمواطنين على حدّ سواء".

تحديد التقديمات: في الاثناء، وبعد تدني قيمة رواتب موظفي القطاع العام بفعل الوضع الإقتصادي المتدهور، طلبت رئاسة مجلس الوزراء إلى كل  الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات والمجالس والصناديق والهيئات والإدارات ذات الموازنات الملحقة تحديد كامل التقديمات والمنافع التي يستفيد منها العاملون لديها وأي نفقة الزامية أخرى مرتبط احتسابها بالحدّ الادنى الرسمي للأجور، على أن تكون المعلومات شاملة وتفصيلية وواضحة وعلى مسؤولية من أعدها، وعلى أن ترفع المعلومات المطلوبة إلى المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء خلال مهلة اقصاها عشرون يوماً".

شيا في السراي: اما في لقاءاته، وفي انتظار عودة الوسيط الاميركي "ترسيميا" اموس هوكشتاين، فاستقبل الرئيس ميقاتي في السراي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، ثم سفير بريطانيا في لبنان هاميش كاول وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

فرنسا تحذر: دبلوماسيا ايضا، حذرت وزيرة اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من هشاشة الوضع اللبناني المنهك ودعت المسؤولين فيه الى اتخاذ القرارات الحاسمة للاصلاح ومن اجل العدالة وطالبتهم بالتوافق في ما بينهم وبين اللبنانيين، مشيرة الى ان فرنسا ستستخدم نفوذها لوقف الاهمال والتعسف! واعتبرت في خطاب لمناسبة ختام اجتماع السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم ان فرنسا تمثل "قوة توازن، وهذا لا يعني اننا نضع انفسنا على نفس المسافة من الجميع لاننا نعرف اين هو مركزنا ونعرف حلفاءنا وشركاءنا ولاننا نبحث عن التوازن، ومنع الذين يبحثون عن زيادة الفوضى وزعزعة العلاقات الدولية". واشارت الى عودة ايران الى خطة العمل الشاملة وقد ذكر الرئيس ماكرون ذلك "ان الكرة اليوم في ملعب طهران"، وتابعت " في نفس الوقت تستمر ايران في بسط نفوذها على حساب امن وسيادة جيرانها، وهي لا تتخلى باي حال عن خطابها المهيمن." واكدت "ان الامن في الشرق الاوسط لا يتوقف على المسألة النووية لذلك يعود الينا تقديم اقتراحات من اجل الامن الاقليمي من جهة ومن اجل المحافظة على الحوار الذي افتتحه مؤتمر بغداد." وفي هذا السياق قالت "ان لبنان منهك، وشدة الازمة الاقتصادية ليس لها مثيل...مسؤوليتنا هي دعم الشعب اللبناني المنهك، واستخدام نفوذنا لوقف الاهمال والتعسف."ولاحظت "ان اسباب الامل موجودة فقد حصلت الانتخابات النيابية وتم توقيع اتفاق فني مع صندوق النقد الدولي." وحذرت "ان انهيار لبنان سيستمر من دون جهد المسؤولين اللبنانيين، لذلك سنكون متيقظين بالكامل حتى يحقق المسؤولون اللبنانيون هذه المطالب للاصلاح والعدالة ويتوافق اللبنانيون في ما بينهم."

الرئاسة والتأليف: رئاسيا، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر الصيفي في الديمان، النائب ابراهيم كنعان وعرض معه الملفات المطروحة. وبعد اللقاء قال كنعان  لا يجوز أن يتم اهمال الاستحقاقات الأساسية والجوهرية في الأوضاع التي نعيشها، تحت أي ظرف. فتأليف الحكومة وتشكيلها فوراً هو واجب وطني ومقدس للرئيس المكلف ولكل القوى السياسية. وهو ليس مسألة ثانوية ولا يجوز التعاطي معه على طريقة "حاولنا وما قدرنا وما في تجاوب". فتأليف الحكومة يجب أن يحصل لأن استقرار لبنان والمساعي التي تبذل دولياً ومحلياً لانقاذ البلاد مالياً واقتصادياً وسياسياً تحتاج الى سلطة شرعية وقائمة تقوم بواجباتها بشكل يومي، وتعالج الملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأمور الناس".  وشدد كنعان على أن "الاستحقاق الرئاسي لا يقبل التأجيل تحت أي عنوان كان، فهو استحقاق دستوري يحتاجه لبنان، ويحتاج لرئيس كامل المواصفات، قادر على الجمع، بتمثيله وادارته للملفات ومعرفته وحيثيته وبيئته، وأن يحدث الفرق، أو أن يساهم على الأقل بموجب دستورنا الحالي بأن يحدث الفرق". 

لا تخذلوا الشعب: في المقابل، وعشية اطلاق النواب التغييريين الـ13 مبادرتهم الرئاسية ظهر غد، غرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على "تويتر"، كاتبا "الى نواب الأمة أي  لبنان الكبير ستختارون؟ وأي رئيس لأي جمهورية وأي دولة؟ رئيس لا يسترد قرار الدولة الاستراتيجي والسلطوي والسيادي سيكون بالمبدأ واجهة مشروع انقاذي، لكنه في الواقع سيكون مطية لاستمرار مشروع حزب الله/ايران بالسيطرة على البلد. انتخبكم الشعب لتخرجوه من جهنم فلا تخذلوه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o