النتائج الأولية للتحقيق في هبة الأدوية السرطانية: هل سرقت؟

المركزية - أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض النتائج الأولية والموثقة بالارقام للتحقيق الذي أجرته الوزارة في شأن الضجة التي أثيرت في وسائل الإعلام عن سرقة أدوية لأمراض سرطانية من مستودعات وزارة الصحة العامة في الكرنتينا. ذلك في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة العامة إستهله بالتأكيد أن "الوزارة تعاملت مع الموضوع بجدية ومسؤولية كبيرتين، أولا لأن موضوع الأدوية السرطانية يحتل أولوية في اهتمامات الوزارة وثانيًا لأنها حريصة على علاقة الثقة مع الجمعيات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية التي تقدم لها الدعم".  

وتابع "انطلاقًا من هذه المسؤولية، لم نتسرع في نفي الموضوع بل شكلت لجنة تحقيق لا تزال تتابع عملها للتأكد من صحة الأخبار التي تناولت أربعة أدوية سرطانية"، مضيفًا "النتائج الأولية التي تم التوصل إليها تتناول تحديدًا دواء Obdivo المقدم هبة من منظمة "Anera" الأميركية". 

ولفت إلى أن "الوزارة تسلمت في الثاني والعشرين من حزيران الماضي 200 علبة من دواء Obdivo عيار مئة ملغ (100mg). إستمر التوزيع من 22 حزيران لغاية 16 آب. وتتبّعت الوزارة العلب كافة لتتحقق من وجهة استخدامها. وتبين الآتي: 

- في شهر حزيران: تم توزيع 79 علبة على 34 مريضًا كانوا حصلوا على موافقات من لجنة الأمراض السرطانية التابعة للوزارة، حيث تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن المريض قد يحتاج إلى أكثر من علبة. ومن بين هؤلاء المرضى أحدهم لديه ضمان اجتماعي، وثلاثة حصلوا على استثناءات بعدما أبرزوا وصفة طبية وتقريرا من طبيب الاختصاص وصورة عن الهوية وتم التأكد بعد تتبّعهم أنهم أخذوا الدواء في المستشفيات التي عولجوا فيها. 

- في شهر تموز: تم توزيع 51 علبة على 14 مريضًا حيث تجدر الإشارة إلى أن الإضراب الذي نفذه حينها موظفو القطاع العام أثر بشكل كبير على سير عمل الوزارة. ومن بين المرضى أربعة لديهم ضمان إجتماعي وسبعة أعطوا استثناءا، حيث اتبعت الوزارة في ظل الإضراب مبدأ عدم حجب الدواء فزادت الإستثناءات وأعطت الدواء لمرضى الضمان للضرورة الإنسانية بشرط التدقيق بالوصفة الطبية والتقرير الطبي والهوية. 

- في شهر آب: تم توزيع 70 علبة على 22 مريضًا حصلوا على موافقات من لجنة الوزارة، إضافة إلى خمسة إستثناءات بعد التدقيق بملفات المرضى وحصولهم على الدواء في المستشفيات". 

وأشار الوزير الأبيض إلى أن "تتبّع المئتي علبة بدأ من مستودعات الوزارة في الكرنتينا وصولا إلى إعطاء الدواء للمريض أظهر أن لا سرقة ولا تبخّر للهبة"، مؤكداً أن "لجنة التحقيق ستواصل عملها في تتبّع الأدوية السرطانية الأخرى التي أثيرت ضجة في شأنها، على أن يتم إعلان النتائج بشفافية فور التوصل إليها". 

مكننة تتبّع الدواء: وأوضح الأبيض أن "الوزارة حصلت على المعلومات لأنها بدأت تطبيق برنامج "أمان" الذي يتيح مكننة ملفات المرضى، فضلا عن برنامج LMS Logistic Management System الذي بدأ تطبيقه في مستودع الدواء في الكرنتينا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والذي يتيح تحديد حركة توزيع الدواء بشكل دقيق حيث لا يمكن إخراج حبة دواء من المستودع من دون تحديد وجهتها". 

وشدد على أن "مكننة حركة الدواء تشكل المشروع الإصلاحي الأهم الذي تعمل عليه الوزارة من أجل التأكد من أن الأموال التي يتم تأمينها للدواء تُصرف في المكان الصحيح ما سيؤدي إلى وضع حد للسرقة والتهريب". 

وجدد التأكيد على أن الوزارة "حريصة على علاقة الثقة مع الجهات الدولية المانحة وتوزيع الأدوية التي يتم تقديمها بطريقة شفافة"، مضيفاً "الضجة التي حصلت أكدت أن مسار الأدوية التي تصل إلى وزارة الصحة مضبوط بشكل كلي، فيما يجب ضبط المساعدات التي تصل إلى جهات أخرى غير الوزارة حيث تقترح الأخيرة تتبّع ومكننة هذه المساعدات، خصوصًا إذا ما كانت أدوية ونشر المعلومات في شأنها على موقع الوزارة". 

التعامل بمسؤولية: ورأى الأبيض أن "الصرخة التي أطلقت حول هذه الأدوية من جمعيات صديقة لمرضى السرطان هي صرخة موجوع ومريض غير قادر على الحصول على دوائه. الوزارة تتعامل مع هذه الجمعيات بجدية قصوى بهدف حل مسألة دواء السرطان في لبنان"، مطالبًا بـ "التعامل مع هذه المسألة التي تتسم بالحساسية بالمسؤولية المطلوبة". 

وردًا على أسئلة في ملف الدواء، أجاب إن "الوزارة بدأت المرحلة التجريبية في ستة مستشفيات لتتبّع تسعة أدوية سرطانية"، مؤكدًا أنه "وبعد التأكد من عدم وجود عوائق تقنية لمسار المكننة المستحدث ستتم زيادة مروحة الأدوية بحيث تصبح غالبية الأدوية السرطانية موضوعة على نظام التتبّع قبل نهاية السنة".