Aug 31, 2022 8:58 AM
دوليات

وصف برجل الإصلاحات وآخر زعيم للاتحاد السوفياتي... وفاة ميخائيل غورباتشوف

توفي ميخائيل غورباتشيف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، عن 91 عاماً مساء أمس الثلاثاء في روسيافي المستشفى حيث كان يتعالج.

وغورباتشيف الذي وصل إلى السلطة في 1985، أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني من أزمات حادّة.

وكان غورباتشيف من أنصار التقارب مع الغرب، وآخر زعيم من حقبة الحرب الباردة لا يزال على قيد الحياة.

وبين 1990 و1991 تولّى غورباتشيف منصب رئيس الاتّحاد السوفياتي قبل أن يضطر في النهاية إلى الاستقالة في 25 كانون الأول (ديسمبر)، في خطوة أدّت لانهيار التكتّل.

وأمضى غورباتشيف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، وكان يدعو بين الفينة والأخرى كلاً من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأميركية-الروسية بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم غزوها أوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي.

وقضى غورباتشوف سنيّ حياته الأخيرة بين المستشفى والمنزل، إذ تردّت صحّته كثيراً كما أنّه فرض على نفسه الحجر الصحّي الوقائي خلال فترة جائحة كوفيد-19.

وكان غورباتشيف موضع تقدير كبير في الغرب الذي كان يسمّيه تحبباً "غوربي".

وفاز الراحل بجائزة نوبل للسلام في 1990 لتفاوضه مع الرئيس الأميركي في حينه رونالد ريغن على اتفاقية تاريخية للحدّ من الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملاً أساسياً في الحفاظ على السلام.

وقبل وفاته لم يعلن الراحل عن موقف علني من الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذا النزاع الذي اتّسم بضراوة غير مسبوقة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية يُنظر إليه في الغرب على أنّه مؤشر لانبعاث للإمبريالية الروسية.

وفي الأسابيع الأخيرة أفادت وسائل الإعلام الروسية عن مشاكل صحية متكررة يعاني منها الزعيم السابق.

وغورباتشيف الذي ولد في جنوب غرب روسيا في 1931، أدخل خلال تولّيه السلطة إصلاحات ديموقراطية مهمّة عُرفت باسم "بيريسترويكا" (إعادة هيكلة) وغلاسنوست (شفافية) وأكسبته شعبية كبرى في الغرب.

لكن بالنسبة للكثير من الروس، فإنّ الراحل هو المسؤول في النهاية عن انهيار الاتّحاد السوفياتي والذي حصل بعد انقلاب فاشل قام به محافظون سوفيات مناهضون لإصلاحات غورباتشيف.

وبالنسبة إلى فلاديمير بوتين الذي وصل إلى الكرملين في 2000 واعتبر انهيار الاتحاد السوفياتي "أكبر كارثة جيوسياسية" في القرن العشرين فإنّ الحلّ لهذه المشكلة يتمثّل بعودة القوة الروسية إلى الساحة الدولية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o