Aug 29, 2022 4:50 PM
خاص

لمصلحة من التجييش الطائفي بين بعبدا والسراي؟ دار الإفتاء وبكركي والقيادات أكبر من "شيطنتها"!

المركزية – في الظاهر هي قصة بحث عن حكومة جديدة لإدارة الفراغ الرئاسي !.فإما حكومة جديدة أو حكومة بمعايير جديدة، وإن اقتضى الأمر تعويم الحكومة الحالية، وإدخال بعض التعديلات عليها. لكن الواضح أنها قصة ماذا يريد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل؟

في آخر لقاء بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بدا واضحا أن الأجواء أكثر من ضبابية والنتيجة عودٌ على بدء. وإلا كيف يفسر اي عاقل صمت ميقاتي بعد خروجه من اللقاء وهو الذي وضع جانبا وفي سلة واحدة الضغوط التي مارسها عليه باسيل وهجومه المتكرر والمتنقل من محفل إلى آخر وآخرها مقر البطريركية في الديمان بحيث حمّل  ميقاتي مسؤولية التعطيل للسيطرة على صلاحيات الرئيس عدا عن اتهامه تارة أخرى بالفساد. وكل ذلك يحصل بمؤازرة ومساندة حليفه حزب الله .

إلا أن السجال بين الرئاستين بدأ يأخذ منحى طائفياً مما يفتح صفحة جديدة في آخر الفصول ويضع حسابات متعددة في المواجهة عشية الإستحقاق الرئاسي.

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يعتبر أن "الصراع السياسي الحقيقي هو بين أن يكون لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً أو أن يكون جزءاً من المحور الإيراني وورقة تستخدمها إيران لتحقيق مصالحها الإقليمية. وهذا هو أساس الصراع في لبنان".

ويضيف: " المؤسف والمحزن أنه بتحالف  العهد والنائب جبران باسيل مع حزب الله إنما يريدان أن يكون لبنان ساحة للمصالح الإيرانية ومنطلقاً لتوجيه الرسائل النارية إلى هذه الدولة أو تلك المتنافرين أو الرافضين للمشروع الإيراني في المنطقة. أيضا من المؤسف، يتابع  عريمط" أن "الرئيس الظل" يستخدم في كل معاركه السياسية لغة التحريض الطائفي وهي لاتقتصر على الرئيس نجيب ميقاتي وحسب. فقد  سبق واستخدمها سابقاً لمواجهة الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ،  وكذلك الوزير السابق سليمان فرنجية، ومن حين إلى آخر مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".

إنطلاقا مما تقدم يؤكد الشيخ عريمط أن "المشكلة الحالية ليست صراعاً طائفيا إنما حرب ضروس لاستمرار الحالة العونية  في ربط مصير لبنان بالمشروع الإيراني في المنطقة .وبلسان المواطن اللبناني "الطيب والمحاصر" بحسب توصيفه يسأل: "لمصلحة من يجيّش باسيل ضد القوات اللبنانية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والرئيس بري بين الحين والآخر؟ وحده حزب الله في منأى عن صراعات باسيل وفريقه السياسي كونه جزءا لا يتجزأ من المشروع الإيراني في المنطقة وعلى المجتمع اللبناني أن يحاسبه ويعاقبه واتهامه بالخيانة العظمى لأنه يسعى إلى الفتن الطائفية والمناطقية وتحديدا الفتنة المسيحية-المسيحية، والفتنة المسيحية – الإسلامية".

احتضان دار الإفتاء لما يمكن أن تكون عليه تداعيات هذه السجالات ليس بجديد ، "فهذه الدار كانت ولا تزال حصناً للعيش الوطني الواحد ودرعا لسيادة لبنان وحريته ووحدة أبنائه " ويضيف الشيخ القاضي عريمط" فليطمئن جبران باسيل وفريقه أن المراجع الدينية في دار الفتوى والبطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الطائفة الدرزية وباقي المراجع الدينية الأخرى لن تكون إلا درعاً للبنان السيد الحر المستقل. ومن يستعرض تاريخ هذه المؤسسات الدينية يتأكد أنها وطنية بامتياز وباسيل وحده خارج القاعدة الوطنية". 

 ألا يُخشى من أن تنتقل  الفتنة من الصالونات السياسية وعلى منابر الإعلام إلى الشارع؟" الشارع اللبناني بمسلميه ومسيحييه محصّن ضد الفتنة الطائفية، يقول عريمط ليختم مؤكدا أن "لدى المسلمين والمسيحيين قيادات أكبر من جبران باسيل وفريقه، وهم الأقدر على وأد كل المشاريع الطائفية التي سعى اليها منذ عودة الرئيس ميشال عون إلى لبنان وإبرام اتفاق مار مخايل مع حزب الله ، ودعا الشخصيات المسيحية المستقلة والفكرية والثقافية التي لها دور كبير في الحفاظ على لبنان ووحدته وعلى العيش الوطني الواحد أن تتصدى لمشروع الفتنة الطائفية والمناطقية وللمشروع الجهنمي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o