Aug 02, 2022 6:16 AM
صحف

"استعراض عوني" في الفياضية: "رفع سيوف" على بري وميقاتي

أشارت "نداء الوطن" الى ان الشمل الرئاسي التأم صباحاً على منصة الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، حيث بدا لافتاً استغلال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المناسبة لتمرير الرسائل السياسية فبادر إلى "رفع السيوف" في وجه كل من رئيس المجلس نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، مقابل تقديم "استعراض عوني" على هامش الاستعراض العسكري، كما وصفته مصادر حكومية، كال من خلاله عون "المديح لنفسه ولعهده وألقى بلائمة الانهيار على كل من سواه في البلد، على اعتبار أنه من يقود دفة الإصلاح بينما باقي اللبنانيين فاسدون يحاربونه ويعيقون جهوده الإصلاحية"، لتكتفي رداً على خطاب الفياضية بالقول: "لعلّ أكثر ما أرعب اللبنانيين أمس كان تلك العبارة التي قالها فخامة الرئيس وأعرب فيها عن الأمل بأن يأتيهم رئيس جديد يواصل مسيرته"!


الى ذلك، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان الاحتفال بعيد الجيش اللبناني أعاد وصل ما انقطع بين رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. في هذا الاحتفال كانت لافتة اشارة عون الى الوضع الحكومي معرباً عن خشيته أن تنتقل عدوى تعطيل تشكيل حكومة جديدة الى الاستحقاق الرئاسي فيبقى لبنان من دون رئيس جمهورية بعد انتهاء ولايته في ٣١ تشرين أول المقبل.

الملف الحكومي غاب كلياً عن لقاء الرؤساء الثلاثة في بعبدا مع الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود اموس هوكشتاين والسفيرة الاميركية دورثي شيا وحضور نائب رئيس المجلس الياس بو صعب والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لصالح ملف ترسيم الحدود البحرية. أجواء التفاؤل التي سادت عقب هذا الاجتماع عبّر عنها هوكشتاين بنفسه، كما أشار اليها أيضا بوصعب، الذي لفت الى الجو الايجابي الذي ساد الاجتماع والى ضيق الفجوة في المواضيع المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل، بحسب ما أبلغهم بذلك هوكشتاين، وخاصة بعد  التأكيد على موقف لبنان الرسمي الذي كان موحّداً حيال التمسك بحقل قانا كاملاً. فكيف تلقفت المراجع الخبيرة في ملف الترسيم الاجواء التفاؤلية التي سادت بعد لقاء الرؤساء الثلاثة مع هوكشتاين في بعبدا.

النائب السابق العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أشار في حديث مع الانباء الالكترونية الى أن ما أعلن عنه بعد لقاء بعبدا لم يأت بأي جديد، وان كل ما أُعلن عنه لا يختلف لا في الشكل ولا في المضمون عن النتائج التي توصّل اليها لبنان في مفاوضات الترسيم التي جرت قبل ١٠ سنوات إيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وقد أشار اليها السنيورة منذ أساببع قليلة وهو نفسه اتفاق الاطار الذي لفت اليه مرارا الرئيس بري قبل أن يصبح الملف في عهدة الرئيس عون.

ووصف المسيّرات التي كان يرسلها حزب الله الى كاريش والفيديو المصوّر الذي تم نشره بالتزامن مع زيارة هوكشتاين الى بيروت لم يكن سوى محاولة لايهام الناس انه لولا حزب الله وتهديداته لما تم التوصل الى هذا الاتفاق.

قاطيشا واستنادا الى خبرته العسكرية، أوضح أن الخط ٢٣ الملاصق لحقل قانا يمرّ في الطرف الجنوبي من الخط الفاصل بين الحدود اللبنانية والمياه الاقليمية لفلسطين المحتلة ولذلك سعى لبنان للاحتفاظ بحقل قانا كاملاً ويبدو ان اسرائيل وافقت على ذلك وان الموضوع أصبح في تفاصيله الاخيرة وما هي التعرّجات التي تريدها اسرائيل من الخط ٢٣ ليست واضحة بعد.

وفي موضوع استعجال عون التوقيع على الترسيم قبل نهاية عهده، قال: "لا أعلم اذا كان الترسيم سيقدَّم هدية للعهد الذي أشرف على نهايته أم للعهد الذي قد يخلفه.

الى ذلك، أكدت أوساط الثنائي أمل وحزب الله بما يشبه الجزم ان ملف الترسيم اصبح بحكم المنجز وأن لقاء الرؤساء الثلاثة مع الوسيط الأميركي اشارة واضحة الى أن ملف الترسيم أصبح في خواتيمه، والا ما هو مبرر  لقاء هوكشتاين مع أركان الدولة مجتمعين بحضور السفيرة الاميركية واللواء ابراهيم.

وعن تهديدات حزب الله بمنع اسرائيل من استخراج الغاز من كاريش والفيديو المصوّر، طالبت أوساط الثنائي باعادة قراءة كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخير جيدا والانتباه لكل كلمة قالها بان لا علاقة لحزب الله في موضوع الترسيم وهو لا يريد ان يحلّ مكان الدولة وهذا يؤكد بشكل قاطع الى موافقة الحزب عن الدور الذي يقوم به بري في هذا الصدد وان بري برأي الأوساط هو القصة كلها بالنسبة لملف الترسم.

مصادر مراقبة تحدثت لجريدة الانباء الالكترونية عن المسح الثنائي الأبعاد والثلاثي الأبعاد وأماكن المواد المكونة للنفط الهيدرو كربونات وهي التي تحدد المناطق التي يتواجد فيها النفط وهو ما تأكدت من وجوده اسرائيل في حقل كاريش الموجود الى جانب حقل قانا، فمن المتوقع وجود الغاز بين الطبقات الجيولوجية بعمق يتراوح بين ٢٠٠٠ و٣٠٠٠ قدم وهذا يتطلب جهدا كبيرا لتجميعه واستخراجه. ويبقى السؤال مَن يضمن ألا تكون اسرائيل قد استولت على قسم من مكامن النفط والغاز وتركت الباقي للبنان، ولا ننسى أننا نبحث في أعماق البحر وليس على سطح المياه، فاللعبة بحسب المصادر، خطيرة رغم الحديث عن قرب التوصل الى الاتفاق المنشود.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o