Aug 01, 2022 8:36 AM
صحف

طرح جديد بشأن ترسيم الحدود.. إما الاتفاق أو الدوس على "ألغام مزروعة"

استقبل «حزب الله» الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين بنشر «فيديو» للإعلام الحربي، يتناول إحداثيات المنصات الإسرائيلية لاستخراج الغاز، تم تصويره يوم أمس الأول، ما اعتبر «رسالة للعدو الإسرائيلي مفادها: انك بالمرمى، واللعب بالوقت غير مفيد»، ويتضمن الشريط لقطات لصاروخ بحري في مقابل البوارج المنتشرة في منطقة التنقيب.

كما أجرى الحزب مناورات «شبه عسكرية» في معظم المناطق المحاذية للحدود الجنوبية، مع احتفالات يجريها في معظم المناطق، بمناسبة ذكرى عاشوراء.

وتجنب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب التعليق على الفيديو، مضمونا وتوقيتا، متحدثا إلى قناة «الجديد» عن أبرز لقاءات هوكشتاين والتي ستشمل الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي.. فضلا عن وزير الطاقة وليد فياض، مؤكدا على آحادية الموقف اللبناني من العودة الى المفاوضات في بلدة الناقورة، معلنا تفاؤله.

ووضع المدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد هذا الفيديو التحذيري في خانة الرد على «المماطلة الأميركية - الإسرائيلية في المفاوضات، ما بعد الجولة الخامسة، ريثما استكملوا مسح المنطقة مع الاستعداد لإنتاج الغاز في سبتمبر، بينما لبنان، لم ينجز حتى المسح للبقع الداخلية في منطقته الاقتصادية، محملا رئيس الجمهورية وفريقه، مسؤولية التخلي عن الخط البحري 29، والامتناع عن تعديل المرسوم الذي يحفظ حق لبنان لدى الأمم المتحدة، وقال انهم نادوا بحقل قانا للبنان قبل أن يتبينوا ما إذا كان فيه نفط أو غاز، مسجلا على كبار المسؤولين اللبنانيين الخوف من ضغط العقوبات الأميركية».

والراهن ان هوكشتاين وصل إلى بيروت آتيا من أثينا وتوجه مباشرة إلى لقاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم برفقة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، ومن بعد التقى وزير الطاقة فياض.

ونقل موقع «الأنباء» الناطق باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ما وصفه «بتفاصيل عرض هوكشتاين المتضمن «قبول اسرائيل التنازل عن حقل قانا كاملا بما فيه التعرجات المتداخلة في المياه الاقليمية بداخل اسرائيل وان اسرائيل وافقت على التخلي عنها مقابل تعويض مالي كبير».

وكشفت المصادر ل"الأنباء" الكويتية  أن «لبنان سيبلغ هوكشتاين انه لا يمكنه الالتزام بدفع تعويضات مادية أيا تكن قيمتها وهو يعتبر نفسه متضررا جدا من الممارسات الاسرائيلية على حدوده الجنوبية واذا كان هناك من تعويضات مادية يصر عليها الجانب الاسرائيلي، فإن على الأمم المتحدة والجانب الأميركي اللذين يرعيان تلك المفاوضات تدبر الأمر بعد التأكد من أنه لا شيء يمنع لبنان من استخراج نفطه وغازه».

هذا، ويفترض أن يلتقي الرؤساء عون وبري وميقاتي على منصة الاحتفال بعيد الجيش اللبناني في الكلية الحربية صباح اليوم، والسؤال المطروح هل سيلتقي الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا بعد الاحتفال وتقليد السيوف للضباط الخريجين ام يكتفون «بدردشة» سريعة، ثم يذهب كل باتجاه؟

اللقاء وإن بدا شكليا، إلا انه يفرج بعضا من الكرب السياسي، الخانق للوضع العام في لبنان، ويفسح المجال للمزيد من التناغم المشترك في مواجهة الطروحات التي يفترض ان يكون عاد بها الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فضلا عن تقييم مختلف المواقف المتصلة بهذا الاستحقاق، وبالتالي تحديد مدى دقة الأجواء التفاؤلية التي استبقت وصول هوكشتاين، وما إذا كانت ترقى إلى حد اعادة احياء مفاوضات الناقورة تحت رعاية الأمم المتحدة، في ضوء الاستقبال المستقز الذي اعده «حزب الله» للوسيط الأميركي وكأنه يريد أن يقول له: الأمر لي.

استوقفت مصادر مطلعة، بحسب ما نقلت عنها صحيفة "الراي" الكويتية، إشارات متضاربة في الداخل اللبناني عبّر عنها تَمَسُّك المسؤولين و"​حزب الله​"، وفق ما أعلن أمينه العام ​السيد حسن نصر الله​ مراراً بحسم سريع لملف ​ترسيم الحدود البحرية​ وقبل أيلول الموعد المفترض لبدء إسرائيل استخراج الغاز من ​كاريش​ والاستفادة من "فرصة ذهبية"، تشكلها حاجة ​أوروبا​ إلى الغاز في الشتاء للضغط لتحصيل كامل الحقوق (في الحقول والتنقيب)، وفي الوقت نفسه بالإصرار على العودة إلى طاولة مفاوضات الناقورة تحت علم ​الأمم المتحدة​، وهو ما سيستوجب أولاً تشكيل وفد مفاوض والتوافق على طبيعته.

واعتبرت المصادر، أن "مثل هذه العودة، ولو لأسابيع، ستكون كفيلة من جهة بتدوير زوايا اتفاق الترسيم ومن جهة أخرى بشراء وقتٍ ريثما تكون انقشعت الرؤية في ملف المفاوضات حول النووي الإيراني، وبدأ "تعطيش" أوروبا إلى الغاز يفعل فعله على جبهة صراع روسيا – الغرب في أوكرانيا، وتاليًا إما تقتضي الظروف لاحقاً الإفراج عن الترسيم "في الوقت والمكان المناسبيْن"، وإما يتم الدوس على ألغام عدة مزروعة فيه أصلاً.

بالتزامن، لفتت اوساط واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، الى انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ «من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل».

وتوقف هوكشتاين عند رسائلطرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود  «حزب الله» الأخيرة عبر عملية المسيّرات او الفيديو المصور، معتبراً «انّ هذه التصرفات تزيد الاسرائيليين تشبثاً بمواقفهم ولا تساعد في دفع الملف إلى الامام».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o