Jul 31, 2022 9:00 AM
صحف

تباينات كبيرة بين عون وميقاتي… هوكشتاين وعيد الجيش يخرقان قطيعة السلطة

لم ينسحب التفاؤل على ملف تشكيل الحكومة، الذي بات يتطلب “معجزة” لحلحلته بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحاول الاضطلاع بدور “توفيقي” لتأمين لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. مع العلم أن الرئيسين عون وميقاتي سيلتقيان غداً الإثنين في لقاء يغلب عليه الطابع البروتوكولي في إطار الاحتفال الرسمي بعيد الجيش.

وكشفت مصادر سياسية مطّلعة ل"القبس" الكويتية بأن برّي لا يريد ان تكون اهداف هذا التواصل حكومية فحسب، بل للبحث في الاستحقاقات كافة “فهو يعرف أن العقبات كثيرة وأن التباينات كبيرة بين الفريق الرئاسي وميقاتي حول الحكومة العتيدة، وهي تبدأ بتوزيع الحقائب والحصص والمداورة، ولا تنتهي بحاكمية مصرف لبنان، إلا أنه يعتبر أن القطيعة لا بد أن تنتهي”.

ويتزامن عيد الجيش غداً الإثنين، الذي سيُقام لمناسبته احتفال عسكري في المدرسة الحربية في الفياضية لتخريج دفعة جديدة من الضباط، مع الجولة التي سيقوم بها الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، والذي سيصل اليوم الى بيروت ويبدأ مهمته بلقاء وزير الطاقة وليد فياض بعد ظهر اليوم الأحد. هذا التزامن يضع أركان الحكم أمام “تنسيق اضطراري”، حسب "النهار" سيوفّر الفرصة الشكلية المتاحة له حضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي الاحتفال العسكري التقليدي بما يفترض أن يستتبعه لقاء ثلاثي بين عون وبري وميقاتي أو ثنائي بين عون وميقاتي مع ترجيح الفرضية الثلاثية. وإذا حصل اللقاء وفق المتوقع، فإنّه سيكسر شكلاً على الاقل القطيعة القائمة بين بعبدا والسرايا منذ ثلاثة أسابيع بما شكّل مؤشّراً إلى استبعاد أي احتمال جدي بعد لتحريك ملف تشكيل الحكومة الجديدة وطي صفحة هذا الاستحقاق واقعياً.

وإذ لم يُعرَف بعد ما اذا كانت “خلوة الرؤساء” المرتقبة قد تعقد في بعبدا أم على هامش الاحتفال العسكري، فإنّ ثمة أوساطاً تعتقد أنّ الدخول العلني لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على خط التمني بعقد لقاء ثلاثي أو ثنائي إنّما يمهّد لاجتماع سيكون مضمونه مزودجاً، إذ يتناول الانسداد الذي اصطدم به الاستحقاق الحكومي وما إذا كان ممكناً بعد إعادة تحريك الجهود لتاليف حكومة رغم محدودية هذا الاحتمال، وسيتناول من جهة أخرى معالم الموقف اللبناني مما سينقله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين عن الجواب الإسرائيلي على الطرح الذي قدمه لبنان إلى هوكشتاين في الزيارة الأخيرة التي قام بها لبيروت قبل أسابيع عدة. وبدا في هذا السياق، وفق الأوساط نفسها، أنّ المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين ولا سيما لدى فريق العهد تشير الى توقعات إيجابية سبق لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن لفت إليها أول من أمس كما تحدّث عنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. ولذا يملي الوضع تنسيقاً كان مقطوعاً بين المسؤولين للتحسب لكل الاحتمالات الجدية التي ترتبها زيارة هوكشتاين.

وفي أي حال بدا واضحاً أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري شاء استباق وصول هوكشتاين، فتحدّث عن ملف الترسيم عشية زيارة الوسيط الأميركي في لقاء مع صحافيين تطرق فيه الى مجموعة استحقاقات داخلية. وفي ملف الترسيم، تمنّى بري “الذهاب الى الناقورة تحت علم الأمم المتحدة أحسن ما نروح الى محل تاني”، مؤكداً أنّ “الأجواء جيدة وغير بعيدة عن اتفاق الإطار وما اتفق عليه الرؤساء الثلاثة، وان الرئيس هو من يفاوض ومن يشكل الوفد. ويُتوقَّع في هذا السياق ان يتم تشكيل وفد عسكري كما ينص هذا الاتفاق، وإلّا يكون هناك أي تمييع أو عروض واقتراحات غير واضحة، ذلك ان الظروف الاقتصادية والأمنية لا تسمح بأي تمييع”. وقال: “لا للتنازل ولا للتطبيع تحت أي ظرف وأياً تكن الضغوط ، رافضاً بذلك الكلام عن تلزيم شركة دولية الترسيم لأن ذلك يكرس التطبيع”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o