Jul 16, 2022 11:01 AM
خاص

حرب الظل بين ايران واسرائيل... لمن الغلبة؟

المركزية – اشتد خلال المرحلة الماضية "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل التي صرح رئيس وزرائها السابق، نفتالي بينيت، أن بلاده باتت تنتهج خطة "رأس الأخطبوط" لمواجهة طهران. وارتفعت وتيرة العمليات التي تنسب لإسرائيل داخل الأراضي الإيرانية مؤخرا وشملت قيادات رفيعة بالحرس الثوري بعد أن كانت تلك الهجمات تقتصر على استهداف البرنامج النووي، في وقت لوحت طهران بالانتقام. فلمن الغلبة؟ 

مصادر سياسية مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان الحروب انواع عدة، وكلها جارية بين ايران واسرائيل الا الحرب العسكرية الميدانية. فبين طهران وتل أبيب حرب نفسية بلغت درجات عالية من التهديد والوعيد عبر وسائل الاعلام، كما ان بينهما حربا الكترونية حيث قام الايرانيون بعمليات تخريبية في اسرائيل طالت مصادر طاقة وبنى تحتية وكذلك اسرائيل التي من جهتها خربت مفاعلات نووية في ايران، وهذه الحرب السيبرانية جارية إلى أقصى الحدود، إضافة الى الحرب الاستخباراتية الخفية، وهذه ايضا جارية بينهما على قدم وساق، حيث أن اسرائيل دخلت الى قلب ايران ونفذت عمليات اغتيال وتفجير وتخريب. 

وتشير المصادر الى ان الحرب العسكرية الميدانية لا يمكن ان تتم، ولا يمكن ان تُشعل اسرائيل حرباً عسكرية على ايران لأن الولايات المتحدة غير موافقة، كما ان المسافة بعيدة ويلزمها مطارات تحط فيها طائراتها في الدول العربية ودخول الاجواء العربية، وليس هناك اي دولة عربية مستعدة للتورط فيها، والاهم ان اميركا لا تقبل. الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لم يقبل ان تدخل اسرائيل وتورط الولايات المتحدة بحرب مع اسرائيل، لأنه في حال تم ضرب البرّ الايراني بسلاح اسرائيلي مباشر بالطائرات او بالصواريخ، فستشتعل المنطقة بأسرها. عندها ستتورّط الولايات المتحدة رغماً عنها وستدفع الثمن، لأن ايران جهّزت آلاف الصواريخ المصوّبة نحو القواعد الاميركية الموجودة في الخليج، وبالتالي ليس هناك اي رئيس اميركي سيقبل ان يعود جنوده الى البلاد بالنعوش.  

ومن ثم، ما الذي سيحلّ بالعراق، تضيف المصادر، في حال اشتعلت الحرب بين ايران واسرائيل وبعدها الولايات المتحدة؟ هل سيقف الحشد الشعبي متفرجا دون ان يتحرك؟ بالطبع لا، والاميركيون يعلمون ذلك جيداً، لذلك اختصروا وجودهم العسكري في العراق وأبرموا نوعا من اتفاق يقوم على مبدأ "لا أحد يتعدى علينا"، ورغم ذلك لا تخلو الساحة العراقية من الرسائل العسكرية بين جماعة الموالين لايران والاميركيين، تقتصر على عمليات قصف محدودة، لذلك فإن الحرب الميدانية بين ايران واسرائيل مستبعدة جدا. 

وبما ان ليس باستطاعتهم القيام بحرب ميدانية، استبدلوها بحروب أخرى كثيرة، كالحرب الاقتصادية مثلاً، حيث ان الولايات المتحدة تفرض كل يوم عقوبات على ايران، إضافة الى الحرب النفسية والسيبرانية والاستخباراتية الخفية التي تكبر يوما بعد يوم. كل حرب من هذه الحروب جارية الا الحرب الميدانية العسكرية لأنها لن تُبقي ولن تذر، وهي مؤذية للمنطقة كلها، تماما كما يحصل بين لبنان واسرائيل. وهنا تؤكد المصادر ان في حال قررت اسرائيل شنّ حرب على لبنان فإنها ستورّط معها الولايات المتحدة. لذلك، أفهمت اميركا اسرائيل أنها لا تريد حرباً لا على ايران ولا على لبنان، ونصحتها بعدم إطلاق الرصاصة الاولى، وبأن اسرائيل يمكنها الدفاع عن نفسها اذا تمّ التعدي عليها. في المقابل، تلفت المصادر الى ان ايران لن تهاجم اسرائيل، لأنها تملك وسائل اخرى وتستعمل اذرعها وحلفاءها لإيذاء اسرائيل عسكريا. 

فالولايات المتحدة منهمكة بأمور أخرى، والرئيس الاميركي يجابه ملفات اهم من طموحات اسرائيل، لديه اولا الحرب الروسية –الاوكرانية التي تقرر مصير اوروبا، وثانياً مواجهة الصين اكانت مالية ام اقتصادية والتي قد تصبح عسكرية بوجود تايوان، خاصة وان الصين أعلنت منذ أيام انها هي من تختار الوقت المناسب للقيام بعملية عسكرية على تايوان التي هي جزء من البر الصيني. فما سيكون موقف بايدن اذا استفاق صباحا ووجد ان الصين غزت تايوان، هل يشعل حربا مع الصين؟ لا وأخيراً وليس آخراً، يواجه الرئيس الاميركي مشاكل داخلية وعليه العمل على إنقاذ بلاده قبل أن تتهاوى وتتدهور أكثر، لذلك، فإن التحديات التي يواجهها أهم من اضطراره للدخول في حرب لإنقاذ اسرائيل اذا هي اشعلتها مع ايران او لبنان، تختم المصادر. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o