Jul 13, 2022 4:29 PM
خاص

بين النفوذين العثماني والفارسي السياديون وبكركي سيعلنونها... لا لتركيا ولا لإيران ونعم مدوية للبنان السيادة

المركزية – بين قمة الرئيس جو بايدن الذي يزور المملكة العربية السعودية بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في 16 تموز الجاري، بعد ان ينهىي زيارته لإسرائيل، والقمة التي ستجمع بين القيصر الروسي فلاديمير بوتين ورؤساء إيران ابرهيم رئيسي وتركيا رجب طيب أردوغان في روسيا في 19 الجاري يبدو أن المنطقة على أهبة رياح التغيير وآثارها ستطال حتما لبنان الغارق في أزماته السياسية والإقتصادية والمالية في انتظار الإستحقاق الأكبر المرتقب في غضون شهرين.

وإذا صحت قراءة أوساط سياسية بأن لا جديد في الأفق اللبناني قبل تبلور صورة خارطة المنطقة الجديدة إلا أن ثمة التباسا لدى الأوساط نفسها من دخول تركيا على المعادلة السياسية في سياق عملية استنهاض الطائفة السنية لاسيما بعد زيارة العاهل السعودي محمد بن سلمان تركيا اخيرا. بالتوازي تستمر إيران في تأدية دورها في الداخل اللبناني لاستنهاض شيعة حزب الله وبسط مشروعها السياسي والديني على مؤسسات الدولة اللبنانية. فهل بدأت ترتسم خارطة تقسيم لبنان بين جبهتي العثماني والفارسي وما هو موقف المملكة العربية السعودية والخليج الذي يتحضر لناتو عربي جديد؟

"لا شك أن منطقة الشرق الأوسط تفور على نار متحركة مع الإستحقاقات الوشيكة خصوصا أن هناك قمتين متزامنتين في كل من جدة وطهران، بينما تحاول تركيا أن تمسك بالعصا من وسطها بين الجبارين روسيا واميركا وفي العلاقة الملتبسة مع إيران والصين". تحت هذا المقدمة يبدأ الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي قراءة المشهد عبر"المركزية" وتداعياته على لبنان ويقول: "هذا المشهد المتصادم بين القمم وأدوار القوى الإقليمية العظمى خصوصا الخمس: تركيا والسعودية ومصر وإيران وإسرائيل يظهر أن مصير لبنان مرتبط بشكل محكم بهذه الموازين الإقليمية والدولية الجديدة. والأكيد أن كل قوة إقليمية كبرى من هذه القوى سيكون لها حضور ودور في التوازن الجديد وسينعكس كله على لبنان بدءاً من الإستحقاق الأقرب أي رئاسة الجمهورية".

ويضيف: "الواضح أن عين تركيا لا تبتعد كثيراً عن لبنان بعد انغماسها المتجدد في الشمال السوري ولملمة بعض حضورها في دول عربية أخرى مثل ليبيا"، ولا يستبعد الزغبي "قيام أنقرة بمحاولة توظيف ورقة الطوائف في لبنان للدخول من خلال الساحة اللبنانية على لعبة التوازن الإقليمي. وهي تنظر إلى الواقع اللبناني من خلال ورقة الطائفة السنية خصوصا بعد التشرذم الذي ضربها في الإنتخابات النيابية الأخيرة. إلا أن هذا الدور التركي في لبنان لا يندرج في استعادة الصراع السابق مع المملكة العربية السعودية إنما في إطار تقارب وتكامل إقليمي بين السعودية وتركيا والخليج عموماً".

طموح أنقرة السوري واللبناني يستند بحسب الزغبي الى "خلفية الإنهماك العميق لموسكو وواشنطن في حرب أوكرانيا وتردداتها. كما تستغل التورط الإيراني في 4 دول عربية وفي النزاع الذي يزداد تعقيداً مع واشنطن وأوروبا في الملف النووي. ووفق الحسابات التركية فإن الساحة اللبنانية ذات قابلية خصوصا من قبل الطائفة السنية لتغلغل نفوذها طالما أن الدول السبع (5 إقليمية والجباران) معنية بالموازين الجديدة وسيتاح لها أن تأخذ حصتها من كعكة النفوذ، من دون أن تتورط في استفزاز إسرائيل من جهة والسعودية من جهة ثانية وإيران من جهة ثالثة على أن تحاول إرضاء إيران بعدم المساس بنفوذها الوازن في لبنان عبر حزب الله".

هذه المشهدية التي ترسم واقع تقاسم نفوذ جديد بين العثماني والفارسي من شأنها إثارة القوى اللبنانية السيادية مع بكركي وهناك قوى سياسية وشعبية وازنة جداً خصوصا لدى المسيحيين ومن الطائفة السنية نفسها ترفض بشكل مطلق هذا التقاطع للنفوذ الإيراني التركي، ويكشف الزغبي "أن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد حركة اتصالات حثيثة واسعة بين هذه القوى السيادية المتنوعة الطوائف والمناطق والأحزاب من المسيحيين إلى السنة والدروزوالفئة المتنورة من الطائفة الشيعية وسيكون لها موقف متقدم من رفض القطبية الثنائية في لبنان بين طهران وأنقرة وستسعى بقوة لاستعادة الموقع العربي التاريخي للبنان خصوصا أن القمة العربية الأميركية الوشيكة ستشكل ظهيراً قوياً لهذا الموقف اللبناني السيادي ولا بد أن يظهر ذلك في الإستحقاق الرئاسي بحيث لم يعد ممكنا إعادة او تكرار تجربة رئيس جمهورية من صلب حزب الله وإيران".

ويضيف: "لاءان جديدتان ستعتمدهما القوى السيادية بناء على المسعى التركي: لا للشمال ولا للشرق أي لا لتركيا ولا لإيران بدل اللاءين القديمتين: لا للشرق ولا للغرب، في مقابل نعم مدوية جدا للبنان معززة بنعم خارجية دولية لانتشال لبنان من الصراعات وتكريس سيادته وفق ما تشاء بكركي والسياديون الأصحاء".

ويختم الزغبي مؤكدا أن الرهان "على ابتعاد الرياض عن الساحة اللبنانية وإخلائها الساحة لتقاسم النفوذين التركي والإيراني هو احتمال غير وارد وتحديدا بعد القمة مع بايدن التي ستزيدها قوة ونفوذا في المنطقة العربية والعالم من خلال ملف النفط. وربما يشهد لبنان في المرحلة الوسيطة القريبة تفعيلا جديداً للحضور السعودي ومن خلاله الخليجي والعربي عموما وتحديداً بعد إعادة تأسيس السلطة على أسس جديدة بانتخاب رئيس من قماشة مختلفة عن الرئيس الحالي".   

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o