Jul 13, 2022 3:20 PM
خاص

شعارات القوات الانتخابية الفضفاضة حبر على ورق احمر ام مسار انطلق؟

المركزية- "نحنا فينا نحرر الدولة"، "نحنا فينا نستعيد السيادة"، "نحنا فينا نحقق العدالة"، "نحنا فينا نطبق اللامركزية"، "نحنا فينا نحمي الهوية"، "نحنا فينا نضوّي البلد"، "نحنا فينا نعيد الثقة"، "نحنا فينا ما نرضخ للسلاح"... شعارات أطلقها حزب القوات  اللبنانية في إطار حملته الانتخابية لاستحقاق 15 ايار الماضي،  تصدرت اللافتات الاعلانية على امتداد الجغرافيا اللبنانية من حيث العدد وتنوع الرسائل، وشكلت "الترند" عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ. الانتخابات حصلت وحصد الحزب 19 مقعدا نيابيا متصدرا الاحزاب المسيحية ولكن...

الشعارات بقيت حبرا على ورق اللافتات الحمراء. فلا الدولة تحررت ولا العدالة تحققت ولا اللامركزية تطبقت ولا استعيدت الثقة ولا السيادة. الهوية بقيت في خطر واكثر مع ازدياد هجرة اللبنانيين، البلد في عتمة شاملة لا يعرف سبيلا الى الضوء، السلاح هو هو،يتحكم بالقرار الاستراتيجي والسياسي، ورغم فقدان قوته السياسية من خلال خسارة حزب الله  اكثريته النيابية لا زال قادرا على التحكم باللعبة السياسية واستحقاقاتها بدليل امساكه بموقعي رئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة، على امل الا ينسحب الامر على رئاسة الجمهورية ايضا وايضا، وسبحة الازمات تتناسل والخناق يشتّد على الشعب الموعود بتغيير لم يأت . فهل خدعت معراب اللبنانيين وباعتهم اوهاما غير قابلة للتحقق، واين مصداقيتها تجاه ناسها وهل استغلتهم لتحقيق نصر انتخابي لن يحصلوا حتى على فتات منه؟

"ليس التغيير عصا سحرية او كبسة زر"، تقول اوساط معراب لـ"المركزية"، وفريق او حزب واحد لا يمكن ان يحقق التغيير في الوطن، فهو نتاج اتحاد قوى سياسية على مبدأ تجتمع حوله لتحقيقهعلى غرار 14 اذار. شعار القوات الاساسي "بدنا وفينا" ينطلق من حث اللبنانيين على منح اصواتهم للفريق السياسي القادر على التأسيس لاحداث التغيير، فريق يملك الانتشار  الشعبي على مساحة لبنان والتنظيم والفكر السياسيين وشبكة علاقات خارجية تمتد من الرياض الى واشنطن ومشروع مزدوج لاقامة دولة في لبنان وحسن ادارتها بعيدا من الفساد. هذا الفريق بكل امكانياته هذه، يشكل رأس حربة في مواجهة مشروع حزب الله العاجز بفعل هذه المواجهة، عن اقامة الجمهورية الاسلامية اللبنانية التي تطمح اليها الجمهورية الاسلامية الايرانية، راعيته، على رغم كل ما يملك من مقومات قوة.

وتضيف: كان المطلوب قبيل الانتخابات تعبئة شعبية الى الحد الاقصى، انطلاقا من ان الناس ان ارادت وصمّمت، استطاعت ان تقلب النتائج، خصوصا ان فريق الممانعة كان على قناعة بأن الامر غير ممكن وان ميزان القوى لن يتغير. من خلال التعبئة، هذه اثبتنا ان ارادة الناس كسرت اكثريتهم وان قانون الانتخاب الذي وجهت اليه كل انواع الاتهامات واعتبر خدمة لحزب الله انما هو قانون تمثيلي، فعل فعله حينما آن الاوان. وتتابع: حققت الحملة اهدافها ايضا من خلال دفع اللبنانيين اليائسين الى المشاركة في عملية الاقتراع وقد لمسوا لمس اليد ان اصواتهم اسهمت فعليا في خسارة فريق الممانعة غالبيته، حتى ان من لم يشاركوا ندموا، لأنهم لو فعلوا لكان التغيير الكبير واقعا لا محال. وتذكّر ان حزب القوات مؤمن بمبادئه الى الحد الاقصى، فناسه حينما تم غزو عين الرمانة وانتهكت حرية المنطقة دافعوا عن حقهم ، وكذلك فعلوا في الجميزة وغيرها من المواقع حيث ما زال فريق الممانعة حتى اللحظة يسعى الى كسر الدولة وهيبتها، وعليه ان يعلم ان وجوده خارج الدولة لن يستمر ووضع يده على لبنان لن يكتب له النجاح. خيارنا الوحيد المواجهة والنضال السلمي ومنع تيئيس اللبنانيين لتهجيرهم، ولا خيار بديلا.

شعارات الحملة الانتخابية ضمن مسار طويل، ستستكمل وتطبق، تؤكد الاوساط. وقد اثبتت الانتخابات ان الخيار المسيحي الذي كان خلال السنوات الماضية تغطية سلاح حزب الله بات اليوم مواجهة الانقلاب على الدستور وحماية الدولة من السلاح غير الشرعي. فالسنّة والدروز والمسيحيون اثبتوا بغالبيتهم الساحقة انهم ضد حزب الله وسلاحه، وواجبهم اليوم ان يتوحدوا في مواجهة الفريق العسكريتاري الامني، حزب الله، من خلال اكمال ما تحقق في انتخابات 15 ايار واستحقاق الرئاسة هو المناسبة الافضل. فإذا تمكنت المعارضة من تأمين 5 اصوات اضافة الى الـ60 صوتا التي أمنتها في انتخابات نيابة رئاسة المجلس، يمكنها آنذاك انتخاب رئيس جمهورية من خارج فلك حزب الله، رئيس تتفق عليه من بين مرشحين او ثلاثة، يتمتع بمواصفات على قدر المرحلة، ومن هناك واستنادا الى التطورات الاقليمية والدولية التاريخية التي تشهدها المنطقة راهنا، يصبح الحديث عن اعادة لبنان الدولة واقعا والحلم بالخروج من الجحيم حقيقة ملموسة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o