Jul 13, 2022 6:39 AM
صحف

مواصفات الراعي لرئيس الجمهورية تحرج عون وتقلق باسيل

تحرج مواصفات البطريرك الماروني بشارة الراعي للرئيس اللبناني الجديد التيار العوني؛ إذ أنها تحرج الرئيس الحالي ميشال عون وتقلق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الطامح إلى خلافة صهره في قصر بعبدا.

وتلفت مصادر لبنانية حسب "العرب اللندنية" إلى أن علاقة الكنيسة بالتيار الوطني الحر فاترة منذ مدة، ما يشي بقطيعة غير معلنة حيث غابت اللقاءات بين الجانبين منذ فترة غير قصيرة، إضافة إلى أن مواقف الراعي من الاستحقاقات الدستورية لا تصب في صالح التيار الوطني الحر بل على العكس من ذلك تزيد إحراجه.

ودعا البطريرك الماروني خلال عظة الأحد قبل الماضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل موعد انتهاء ولاية عون بمدّة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر، وذلك لانتخاب "رئيس واعد ينتشل لبنان من القعر الذي أوصلته إليه الجماعة السّياسية".

وكرّر البطريرك الراعي مواقفه نفسها تقريبا الأحد الماضي، حيث دعا إلى انتخاب رئيس "فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب"، يكون قادرا على "الشروع في وضع البلاد على طريق الإنقاذ الحقيقي والتغيير الإيجابي".

وفسرت أوساط سياسية دعوات الراعي بأنها تصويب على الرئيس ميشال عون ودعوة غير مباشرة إلى عدم انتخاب رئيس جديد ينتمي إلى تياره أي جبران باسيل المرشح الأبرز للمنافسة على المنصب

وشارفت العهدة الرئاسية لعون على النهاية دون إنجازات تذكر، بل شهد لبنان خلالها أسوأ أزمة اقتصادية وضعت البلاد على حافة الإفلاس، بينما يحمّل جزء كبير من اللبنانيين الرئيس عون وتياره الوطني الحر مسؤولية ذلك.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الراعي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعد مبكر، وهو عمليا موعد ينص عليه الدستور اللبناني، إلا أن حديثه عن “رئيس ينتشل لبنان من القعر" استفز قسما كبيرا من الجمهور العوني الذي قرأ في موقفه تحميل الرئيس عون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من انهيار على مختلف الأصعدة.

توازيا،انشغل الوسط السياسي في البحث عن تفسير للمواصفات التي حددها البطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس الجمهورية الجديد والتي تفترض فيه بأن يكون حياديا ويترفع عن الاصطفافات السياسية ويتمتع بالخبرة والكفاءة، وأن يكون موضع ثقة اللبنانيين، وأن لا ينتمي إلى محور معين له امتداداته الخارجية، وسأل عن المرشحين الذين لا تنطبق عليهم هذه المواصفات، وما إذا كان المقصود بهم «الفرسان الثلاثة» أي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزعيمي «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وتيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية كونهم يقفون حالياً على رأس السباق إلى رئاسة الجمهورية.

ومع أن مصادر مقربة من الراعي تمتنع عن الدخول كطرف في الإجابة على سؤال يتعلق بالمرشحين المستفيدين من المواصفات التي حددها والآخرين ممن لا تنطبق عليهم هذه المواصفات، مكتفية بالقول لـ«الشرق الأوسط» بأن ما يهم رأس الكنيسة المارونية إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جمهورية جديد ضمن المهلة الزمنية المحددة في الدستور لانتخابه، وهذا ما يفسر إصرار الراعي على دعوة المجلس النيابي للانعقاد فور سريان مفعول المهلة الدستورية في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، فإن مصادر قيادية في قوى «14 آذار» سابقاً تسأل ما إذا كان جعجع في عداد المرشحين الذين لا تنطبق عليهم المواصفات. وتلفت المصادر القيادية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن جعجع وإن كان يعتبر في عداد المرشحين الطبيعيين لرئاسة الجمهورية وأن ليس هناك من يعيق ترشحه، فإن موازين القوى داخل البرلمان لا تسمح بوصوله، وبالتالي فإن المواصفات لا تنطبق على باسيل وفرنجية وإن كان حليفه اللدود أي زعيم «المردة» يتقدم على باسيل الذي باتت حظوظه الرئاسية شبه معدومة حتى داخل الكتل الحليفة له.

وتؤكد بأن فرنجية وإن كان يتقدم على باسيل الذي يفتقد إلى دعم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فإن القوى الداعمة له لا تستطيع حتى الساعة سوى تأمين تأييده من 61 نائباً فيما يحتاج إلى 65 نائباً في دورات الانتخاب التي تلي الدورة الأولى التي لا تنعقد إلا بمشاركة أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان في الجلسة، على أن تنسحب هذه الأكثرية على انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

وفي المقابل فإن الراعي وإن كان توخى من المواصفات التي رسمها لرئيس الجمهورية الجديد العودة بالعلاقات اللبنانية العربية والدولية إلى بر الأمان وإخراجها من التأزم الذي تسبب به الرئيس ميشال عون بتوفيره الغطاء السياسي لـ«حزب الله»، فهو في المقابل نأى بنفسه عن الدخول بأسماء المرشحين الذي يتمتعون بهذه المواصفات على الأقل في المدى المنظور.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o