Jul 12, 2022 4:46 PM
دوليات

شبهات بارتكاب القوات الخاصة البريطانية جرائم حرب في ‏أفغانستان

قتل عناصر كوماندوس في القوات الجوية الخاصة البريطانية ‏‏(إس إيه إس) 54 أفغانيا على الأقل في ظروف ملتبسة، لكن ‏هرم القيادة العسكرية أخفى احتمال وجود ملابسات، بحسب ‏تحقيق لهيئة "بي بي سي" الثلثاء.‏

وذكر التحقيق الذي استغرق أربع سنوات، أن مواطنين أفغاناً ‏غير مسلحين قُتلوا بشكل متكرر "بدم بارد" على أيدي قوات ‏النخبة البريطانيين خلال مداهمات ليلية في الحرب طويلة ‏الأمد، ووضعت عليهم أسلحة لتبرير الجرائم.‏

وكان ضباط كبار، من بينهم الجنرال مارك كارلتون سميث، ‏الذي كان قائد القوات البريطانية الخاصة آنذاك، على علم ‏بوجود تساؤلات لدى القوات بشأن العمليات لكنّهم لم يبلغوا ‏الشرطة العسكرية بها.‏

وبموجب القانون البريطاني الخاص بالقوات المسلحة، فإن ‏عدم إبلاغ قائد عسكري الشرطة العسكرية معرفته بجرائم ‏حرب محتملة يعد مخالفة جنائية، على ما ذكرت "بي بي ‏سي".‏

ورفض كارلتون سميث الذي تقاعد الشهر الماضي من ‏منصب قيادة الجيش، التعليق على برنامج "بانوراما" الذي ‏تبثه بي بي سي والذي قال إن تحقيقاته استندت على وثائق ‏قضائية ورسائل الكترونية مسربة وتقارير صحافييه الذين ‏توجهوا إلى مواقع العمليات في أفغانستان.‏

وقالت وزارة الدفاع إن "تحقيقات سابقة في سلوك القوات ‏البريطانية في أفغانستان لم تتوصل إلى أدلة تكفي لتوجيه ‏اتهامات".‏

وأكدت في بيان، أن "أي أدلة جديدة لم تُقدم لكن الشرطة ‏العسكرية ستنظر في أي اتهامات إذا ظهرت أدلة جديدة".‏

وأضافت أن "القوات المسلحة البريطانية خدمت بشجاعة ‏ومهنية في أفغانستان وسنحرص دائما على التزامها بأعلى ‏المعايير".‏

عرقلة الشرطة ‏

ويرصد تحقيق بانوراما الذي سيبث بالكامل في وقت لاحق ‏الثلثاء، 54 شخصا قتلوا في ظروف ملتبسة على أيدي وحدة ‏تابعة لقوة "إس إيه إس"، خلال جولة استمرت ستة أشهر في ‏ولاية هلمند من تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 حتى أيار ‏‏(مايو) 2011.‏

وأظهرت تقارير عقب تنفيذ المهمات أن الضباط فوجئوا ‏بالأعداد الكبيرة للخسائر البشرية التي ألحقتها الوحدة، في ‏وقت لم ترد أي تقارير عن إصابات  في صفوف الجنود خلال ‏اشتباكات مسلحة في الظاهر، مع مقاتلي طالبان.‏

وقال ضابط كبير في مقر القوات الخاصة لبانوراما إن "عددا ‏كبيرا من الأشخاص قتلوا في مداهمات ليلية والتفسيرات ‏المقدمة لم تكن منطقية. عند اعتقال شخص ما لا ينبغي أن ‏ينتهي به الأمر ميتا".‏

وأضاف "حصول ذلك مرة تلو الأخرى أثار قلقا في المقر ‏العام. بدا واضحا آنذاك أن شيئا ما ليس على ما يرام".‏

وبرز قلق بشكل خاص إزاء رصد الثقوب التي خلفتها أسلحة ‏القوات الخاصة البريطانية في مجمعات سكانية أفغانية بعد ‏المداهمات، على علو منخفض، ما يشير إلى أن المشتبه بهم ‏كانوا راكعين أو منبطحين أرضا.‏

ونُقلت العديد من التحذيرات إلى هرم القيادة، وفق "بي بي ‏سي". لكن سُمح لفرقة النخبة باستكمال مهمتها ومدّتها ستة ‏أشهر، ونُشرت لمهمة أأخرى في 2012.‏

في 2014 فتحت الشرطة الملكية العسكرية تحقيقا في أكثر ‏من 600 مخالفة تُتهم القوات البريطانية بارتكابها في ‏أفغانستان، ومن بينها عمليات قتل ارتكبها عناصر من النخبة.‏

غير أن محققي الشرطة العسكرية قالوا لهيئة "بي بي سي" إن ‏الجيش البريطاني "عرقل" عملهم وبأن التحقيق انتهى في ‏‏2019.‏

وقال الكولونيل أوليفر لي، الذي كان قائد جنود البحرية ‏الملكية في أفغانستان في 2011، للبرنامج إن الاتهامات ‏‏"مروعة بشكل لا يصدق" وتستحق تحقيقا عامّا شاملا.‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o