Jul 12, 2022 3:41 PM
خاص

قمة بوتين -اردوغان -رئيسي...سوريا واوكرانيا على طاولة البحث!

المركزية - يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي في طهران في 19 تموز الحالي، في إطار قمة عن الملف السوري، تتخللها محادثات ثنائية روسية - تركية في ظل حرب أوكرانيا، وفق ما أعلن الكرملين. فما الذي يمكن توقعه من هذه القمة؟

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "العلاقات التركية الروسية يسودها نوع من الخلاف المباشر وغير المباشر، وبالتالي تعتبر روسيا علاقتها مع تركيا اضطرارية نتيجة الظروف الجغرافية والسياسية التي تحكم الطرفين، الجغرافية كون تركيا لاعبا أساسيا في منطقة آسيا الوسطى إذ ترتبط غالبية سكانها بالقومية التركية، كما أنها تملك حدوداً جغرافية على البحر الاسود وهي الدولة الكبرى المحايدة في موقفها بالنسبة للحرب الروسية الاوكرانية على هذا الحوض، إضافة الى خط غاز "السيل التركي"، وهو عبارة عن أنبوبين الاول من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود، ليغذي تركيا، والثاني لتغذية دول أوروبا. كما ان ما يجمعهما هو تدخلهما الاضطراري في أزمة سوريا".

ويعتبر ان "تركيا حاولت في بداية الامر كبح الجماح الروسي في سوريا، لكنها لاحقا حاولت ان تستفيد من الاخطاء التي وقعت فيها روسيا في علاقتها مع الاميركيين تحديدا وعمدت الى اعتماد استراتيجية جديدة في عملية التحالفات، وتحديدا مع روسيا، بما يوازي المصالح. وقد تكون أكثر مواجهات شهدتاها كانت في إدلب، عندما حاول الروس السيطرة على المدينة فتصدى لهم الجيش التركي وأوقع نحو 37 قتيلا، أعقب ذلك تموضع عسكري كبير من قبل الاتراك لوضع حدود للروس بعد خط الاوتروستراد M4 الممنوع عليهم تخطيه، باعتبار هذه المنطقة استراتيجية لحماية الامن القومي التركي. وتم بعدها تطويع القوى المتأسلمة تركياً، واحتفظ الاتراك بما يسمى جبهة النصرة للمقايضة بينهم وبين الاميركيين والروس، مقابل حزب العمال الكردستاني الوجه السوري، ومن هنا حصل تعايش بينهما. صحيح ان الروس وضعوا خطوطا حمراء لتدخل تركيا في مناطق شرق الفرات من جرابلس حتى عفرين لانهم كانوا يعتبرون ان هذه المناطق سيتم تسليمها لـ"قسد" بالتناوب مع النظام السوري، لكن المصالح التي ربطت روسيا بتركيا هي اكبر من مكانة سوريا"، مشيرا الى ان "العلاقة التي فُرِضت بين البلدين لم تتوّجها اتفاقات استانا 18 حيث حاولت روسيا فقط ادارة سوريا وتمركزها ما بين الاتراك والايرانيين كونها اللاعب الاساسي وبالتالي لم تجلب أستانا لروسيا سوى الفشل وابعاد العرب عن استانا. وبالتالي ترتسم إشكالية حول وجود روسيا في سوريا خاصة مع البدء بانسحابها التدريجي ومحاولة ايران ملء هذا الفراغ الذي تتركه بعدادها وقواتها".

ويرى العزي ان "لقاءات استانا فشلت في ايجاد حل سياسي للمنطقة نظرا لاعتبارات جيوسياسية كثيرة. كانت روسيا تهدف من خلاله المفاوضة مع الولايات المتحدة على باقة كاملة تريد من خلالها تثبيت وتشريع دورها في سوريا وحل امور اخرى، إلا ان الاجتماع الذي حصل بين الرئيس الاميركي جو بايدن وبوتين في سويسرا العام الماضي وتناول الموضوع السوري، لم يتعد جملة وحيدة قالها بايدن، وهي فتح ممرات انسانية وابقاء الملف السوري من غير نقاش وبالتالي لم يعط الاميركيون توجها لروسيا بحله، ولهذا السبب كانت روسيا تتكل على الدعم المتوقع من تركيا، لمكانتها في حلف الناتو".

فهل يتم الاتفاق في طهران حول الملف السوري، وماذا عن الملف الروسي الاوكراني خاصة بعد ان قدّم اردوغان نفسه كوسيط بين روسيا واوكرانيا؟

هنا يؤكد العزي أن القصة مع اوكرانيا وروسيا تختلف. فاوكرانيا وقّعت اتفاقات سابقة مع تركيا واشترت منها طائرات بيرقدار التي تسجل اهدافا دقيقة ضد الجيش الروسي وتعيق حركته بالاضافة الى الموقف الذي اتخذته تركيا بإغلاق مضائق البحر الاسود ومنع وصول اي سفن عسكرية اليه وهذا ما اعاق حركة روسيا في معركتها مع اوكرانيا، إضافة الى عدم توقيع تركيا اتفاقية العبور الجوي للطيران العسكري الذي يحمل مقاتلين من سوريا، التي انتهت في اول ايار، وهذا ما أعاق التوجه الروسي نحو سوريا فتوجهت الحركة عبر ايران والعراق ومن ثم سوريا وهذه مسافات تنطلق من بحر قزوين تركمانستان الى ايران وهي مسافات شاقة ومتعبة وبالتالي غير آمنة نتيجة الصراع في هذه المناطق".

ويؤكد العزي ان "تركيا تحاول لعب دور اقليمي، فقد سعت الى استضافة طاولة حوار بين الرئيسين الاوكراني فولوديمير زيلنسكي وبوتين تكون منصتها تركيا، كما حاول اردوغان القيام بوساطة فعلية بين مدينة ماريوبول وسحب المقاتلين ولكن الروس لم يقبلوا، كما لا لم يقبلوا وساطتها لإخراج الحبوب من البحر الاسود... لكن بما ان تركيا دولة قوية ونافذة في الناتو، فقد وجدت روسيا نفسها مجبرة على التفاوض معها وارسال الرسائل للناتو عبرها، بعد ان أقفلت هذه الدول المنافذ وفرضت عليها عقوبات ثقيلة"، لافتا الى ان "روسيا لا تزال تتعنت في عملية التفاوض مع اوكرانيا، لذلك لا بد من الطرف التركي المحايد ليكون وسيطا بينهما، وخاصة وان لتركيا اقلية من شعب القرم موجود في اوكرانيا وهناك ثلاثة كتائب تقاتل، احداها في منطقة شرق اوكرانيا في شرق كييف وكتيبتان في الدونباس وهي كتائب مرتبطة اصلا بتركيا بثقافتها وتاريخها وليس بمعنى ان تركيا تمولها".

ويختم العزي: "المشكلة ان الازمة السورية الحالية ستدفع بتأجيج الخلاف على مصراعيه لأن تركيا تريد القيام بعملية كبيرة في منطقة "قسد" لضرب "حزب العمال الكردستاني" بالاتفاق مع الاميركيين، بينما الروس يعارضون السير بهذه العملية وكذلك الايرانيون. فهل يصار الى الاتفاق حول هذا الموضوع في القمة المزمع عقدها في طهران الاسبوع المقبل؟ فلننتظر ونر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o