Jun 14, 2022 1:01 PM
خاص

استهداف مطار دمشق مغطّى اميركيا.. هل مرافق لبنان آمنة؟!

المركزية- في تطور لافت ونوعي في شكل العمليات العسكرية التي تنفّذها تل ابيب ضد اهداف في سوريا منذ سنوات، انتقلت اسرائيل الى ضرب مطار دمشق الدولي مباشرة. آخر هذه الغارات كان الجمعة الماضي. وغداة هذا الاستهداف، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صور أقمار صناعية قالت إنها لآثار قصف سابق للمطار. وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الصور تظهر استهداف مطار دمشق بغارة قبل أسبوعين، مؤكدة أن القصف منع طائرات إيرانية تحمل معدات عسكرية من الهبوط على مدرج المطار.

وفي المعلومات، ان القصف الصاروخي الإسرائيلي ألحق ضررا كبيرا بالمدرج الشمالي لمطار دمشق، وهو المدرج الوحيد الذي كان يعمل قبل القصف، كما استهدفت تل أبيب مستودعا للأسلحة قرب المطار تستخدمه مجموعات مسلحة تابعة لإيران لاستقبال الأسلحة القادمة من طهران.

تعليقا على "السلوك الاسرائيلي التصعيدي" هذا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، دانت وزارة الخارجية الإيرانية ما أسمته العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي، مضيفة أن إيران تستنكر الصمت الدولي. من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا تدين بشدة الغارة الإسرائيلية على المطار، وتطالب الجانب الإسرائيلي بوقف هذا العمل غير المسؤول.

وفق المصادر، مسارعة طهران وموسكو الى الاستنكار تشكّل رسالة الى الولايات المتحدة، لا الى تل ابيب فقط. فهما تعرفان جيدا ان التصرّف الاسرائيلي، يعكس موقفا اميركيا تبدَّل من الملف السوري خصوصا، ومن التعاطي مع أزمات المنطقة عموما، خاصة بعد تعثّر مفاوضات فيينا. فواشنطن يبدو أعطت تل ابيب، حليفتَها الاولى في المنطقة، ضوءا اخضر للذهاب أبعد في خططها لمواجهة التهديد الايراني في الاقليم وفي سوريا تحديدا، على مرمى حجر من الحدود "العبرية"، وأتاحت لها تطوير هذه المواجهة وتوسيع نطاقها وبنك أهدافها، على اثر تراجع حظوظ التوصل الى تفاهمات عبر "الدبلوماسية" مع الجمهورية الاسلامية. وتشير المعطيات، بحسب المصادر، الى ان التنسيق الاسرائيلي – الاميركي سيستمر في قابل الايام لفرض امر واقع جديد في كل الدول التي لايران اذرع عسكرية فيها، يكون اكثر ايلاما لها وأشد ضغطا عليها. وهنا، تلفت الى ان استهداف مطار دمشق مثقل بالمعاني ومفاده أن إمداد ايران اذرعها بالسلاح لن يمر من دون محاسبة بعد اليوم، وتحذر المصادر من ان في حال بحثت ايران عن بديل، يكون مطار بيروت او مرفأها مثلا، فإن هذه النقاط لن تكون ابدا في أمان او في منأى عن غارات تل ابيب.. وهذه الرسالة الاسرائيلية – الاميركية، يجب ان يكون فهمها جيدا حزبُ الله وأهلُ الحكم في لبنان ايضا، تفاديا لسيناريوهات مخيفة نحن بغنى عنها، تشبه كثيرا سيناريو 4 آب...

اخيرا، وفي وقت ترجح الا ترد موسكو على واشنطن او تل ابيب في سوريا، وان تحافظ على موقفها الرافض تثبيت ايران ارجلها فيها، لا تستبعد المصادر ان يصبح التسخين او التبريد الاسرائيلي في سوريا، مرتبطا مباشرة، بمسار المفاوضات النووية خصوصا والعلاقات الايرانية – الاميركية عموما.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o