Jun 12, 2022 12:26 PM
خاص

الحرب الأوكرانية:روسيا "مرتاحة" والغرب مأزوم...من يصرخ اولا؟

المركزية – اكثر من مئة يوم مرّت على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، من دون حسمها، فيما يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متمسّكا بأهدافه، لن يتراجع عنها، كذلك لا يمكن التغاضي عن ذيول هذه الحرب على المناطق والقضايا الأخرى، لا سيما الشرق أوسطية. 

وتقول مصادر دبلوماسية مقرّبة من القيادة الروسية أن " أن الأوروبي بات بشكل أساسي في مأزق والأوكراني في وضع الانهيار في وقت لدى الرئيس بوتين، الاقتصاد والوقت، وهما عاملان اساسيان لصالحه. بالنسبة إلى العامل الأوّل تؤكّد المصادر لـ "المركزية" أن السلة الغذائية المطلوبة لحياة الناس الأساسية متوفّرة في روسيا بشكل كامل وتتراجع أسعارها من قمح، خضار، لحوم وحتى محروقات... بينما الوضع معاكس في أوروبا وأوكرانيا وحول العالم، حيث ترتفع الأسعار ويزداد التضخّم في الدول الاوروبية وتفقد المواد في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا الأمر ينطبق حتى على الولايات المتحدّة الأميركية وارتفاع الأسعار هذا، تنتج عنه مشاكل.   

أما بالنسبة إلى الوقت، فالأوروبيون والأوكران على عجلة من أمرهم لإنهاء المعركة نتيجة تداعياتها لا سيما الاقتصادية منها، في حين أن بوتين مرتاح لوقته لأن التفاف المجتمع الروسي حول القيادة كبير وشعبية بوتين ترتفع لأن الروس يعتبرون أن العمل وطني وأن بلادهم مهدّدة من الأوروبيين والناتو نتيجة العقوبات ذات الطابع غير الإنساني. ولا يواجه الرئيس الروسي مشاكل في الداخل بينما بدأت المخاوف في الغرب تتظهر والمظاهرات والاعتراضات، حتى في الاتحاد الأوروبي بدأ التناقض ينمو بينهم إلى أن تبدّل كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن لا بد من التفاهم مع روسيا في نهاية المطاف ولا يمكن إذلالها ولا إهانتها ما يدل على أنهم بدأوا بالاستيعاب بأن لا يمكنهم تحقيق النصر على روسيا، دائماً حسب المصادر. 

عسكرياً، التقدم الروسي مستمرّ وتم تغيير طبيعة المعركة. في البداية كان بوتين حريصا على تفادي الخسائر البشرية في صفوف الجيش الأوكراني وفي البنية التحتية الأوكرانية، إلى أن تم تعديل الخطّة بناءً على هدف أساسي: أقلّ خسائر بشرية في صفوف الجيش الروسي في المقابل يسير بدمار  كامل على أرض محروقة ويحقق تقدّماً على الأرض، وفق ما تراه المصادر، ناقلةً توقعات الجيش الروسي بأن سيأتي وقت ستتمرد فيه القيادة العسكرية الأوكرانية على القيادة السياسية لأنها لا تأخذ في عين الاعتبار الخسائر البشرية التي يتعرّض لها الجيش وتدفعه إلى الأمام ما سيخلق حالة جديدة وستذهب القيادة العسكرية للتفاوض مع الروس بعد الخسائر البشرية الكبيرة جدّاً لأن الأوكران يضخون أعدادا كبيرة من المقاتلين في حين أن الأسلحة لا تغطيها. وتشدد المصادر على أن بوتين لن يتراجع عن الخطّة العسكرية لحين تحقيق أهدافها، سيأخذ الدونباس كاملةً، محافظة خاركوف، إلى جانب إغلاق البحر الأسود على أوكرانيا أي سيأخذ أوديسا.

أما في ما خصّ انعكاسات الحرب على الساحة السورية، فتشدد المصادر على أن كلّ الأخبار التي يتم تناقلها عن انسحاب الجيش الروسي من سوريا غير صحيحة، ولا يزال متواجداً في مواقعه من دون تراجع. هذا الكلام لا أساس له من الصحة وأكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ما من خطط لانسحاب الروس من سوريا وعادت الدوريات المشتركة مع الأتراك إلى الأرض، وتتابع: سيحاول البعض استغلال انشغال روسيا بالحرب إن كان الإيراني أو التركي، لكن موسكو حريصة على عدم نشوب خلاف مع أي منهما، على ألا يكون ذلك على حساب مصالحها إذ لن تترك حينها المجال للسيطرة وأخذ مواقعها ومستحيل ان تتخلى عن سوريا.    

وعلى الخطّ اللبناني، تكشف المصادر أن الروس يتابعون التطورات فيه ويرونها تتجه إلى الأسوأ ويواصلون اتصالاتهم، لكن اهتمامهم مركّز حالياً على جبهاتهم الأساسية: اوكرانيا وسوريا.

أستانة: أما بالنسبة إلى أستانة، فقد أعلن لافروف عن اجتماع سيعقد نهاية حزيران على صعيد  وزاري، لكن توتر العلاقات الأوروبية والأميركية تحديداً مع الروسي سينعكس على مختلف النقاط حول العالم حيث توقفت الحلول وستنتقل المواجهات إليها. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o