Jun 04, 2022 12:36 PM
خاص

اغتيالات إيرانية: تصدّعات تدعو إلى إعادة الحسابات

المركزية – في ظروف غامضة توفّي القيادي بالوحدة 840 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل زاده في كرج الاثنين الماضي. وبينما انتشرت أخبار أنه سقط من فوق سطح منزله، أبلغت عائلته أنه انتحر بسبب مشاكل نفسية، رافقت انفصاله عن زوجته. وأشارت مصادر مطلعةالى أن إسماعيل زاده مقرب من صياد خدائي الذي قتل في هجوم أمام منزله الشهر الماضي. واتهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي "صهاينة" بالوقوف خلف اغتيال العقيد خدائي بالرصاص في طهران، وذلك في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للحرس. السلطات الإيرانية من جهتها، فتحت تحقيقاً لكشف أسباب سقوط زاده من أعلى منزله وموته. إلا أن اللافت أن هذه الحادثة لم تكن يتيمة أو الأولى من نوعها إذ سبقتها حركة اغتيالات كثيرة لشخصيات إيرانية لا سيما منها المنضوية في فيلق القدس أو في المشروع النووي. 

وفي قراءة لهذه المشهدية، يرى العميد الركن خالد حماده عبر "المركزية" أن "الاغتيالات التي تحصل في إيران بين الحين والآخر،  تكثّفت منذ العام 2010، وطالت شخصيات تعمل في المجال النووي وكان أبرزها العالم محسن فخري زاده وهو شخصية وازنة في المشروع النووي الإيراني، إلى جانب اغتيال شخصيات أمنية تنتمي إلى فيلق القدس أبرزها قاسم سليماني والاغتيالات التي تحصل أخيراً وتستهدف ضبّاطاً يعملون في الوحدة 840، كما تقول إسرائيل، المكلّفة بالعمليات الخارجية وهي مجموعة سرية داخل فيلق القدس سبق لها أن استهدفت شخصيات إسرائيلية مدنية وعسكرية في أنحاء عدة من العالم. 
وبالرغم مما أوردته "نيويورك تايمز" بأن إسرائيل ابلغت الولايات المتّحدة الأميركية مسؤوليتها عن حادث اغتيال العقيد صياد خدايي إلا أن أي تصريح رسمي إسرائيلي لم يصدر، واحتمال أن تكون الرواية الصحافية صحيحة قائم، ما يعني أن نقطتي الاستهداف في الداخل الإيراني هما الشخصيات الأمنية إضافةً إلى رموز المشروع النووي التي من المفترض أن تكون تحت حماية أجهزة أمنية إيرانية". 

بناءً على ما تقدّم، يعتبر حمادة أن "كل هذه المعطيات تثبت هشاشة الأجهزة الأمنية الإيرانية وفشلها في حماية من يعمل سواء في المشروع النووي أو ضباط الوحدات الأمنية التابعة لفيلق القدس، واختراقها من قبل عملاء ربما تجنّدهم إسرائيل أو جهات أخرى. كذلك، لا يمكن إسقاط فرضية وجود تصفيات داخلية ضمن هذه الأجهزة الأمنية وهذا عادةً ما يحصل ضمن أجهزة المخابرات عندما تتكشّف خيوط إحدى العمليات فيتم القضاء على من نفّذها". 

ويختم حماده "في كلّ الأحوال، كثافة الاغتيالات هذه ونجاحها في استهداف رموز إيرانية إذا ما اضيفت الى العمليات التي تشنّها إسرائيل على وحدات الحرس الثوري الإيراني في الداخل السوري، وهذا يحصل بشكل شبه أسبوعي، إضافةً إلى تعثّر المفاوضات النووية وازدياد حدّة الاستنفار بين إيران  ودول المنطقة العربية، كذلك إذا أضيف الى كل ما سبق ما يحصل في الداخل الإيراني من احتجاجات شعبية ومن نقمة على الأوضاع المعيشية تستهدف أحياناً مراكز أمنية وعسكرية تابعة للحرس الثوري... فانها تشكل بمجملها عوامل تقدم صورة عن الحالة التي تعيشها إيران، أولاً لجهة استهدافها من أكثر من مصدر نتيجة تورّطها في ملفات عديدة إقليمية ودولية وشروعها الدائم في تنفيذ عمليات أمنية في أمكنة عديدة حول العالم من قبل أجهزتها، إلى جانب هشاشة الوضعين السياسي والاقتصادي الذي يعبر عنه المواطنون  بتحركاتهم الرافضة لسياسات دولتهم. هذا المشهد يجب أن يوحي للمسؤولين الإيرانيين أنهم في مأزق حقيقي وان سياسة تصدير الثورة وإخضاع الدول المحيطة لإيران لنفوذها ونشر سياسة عدم الاستقرار قد أدت  إلى تصدّعات واضحة في الأجهزة الأمنية وفي الوحدات العسكرية وهذا ما تعكسه الاستهدافات التي تطال شخصيات بارزة في البيئة التي تعمل لصالح الحرس الثوري".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o