اقتراع المغتربين... صناديق الامس وصلت وتجهيزات الغد اكتملت
الحريري يستذكر 7 ايار الاسود والبخاري يغرد عن العقاب
كلمة مفصلية لجنبلاط مساء هل يسلم العرش السياسي؟
المركزية- هي محض صدفة ان يسبق 7 ايار الاسود بما يختزن من ذكرى أليمة وعِبر لمن يعتبر من اللبنانيين، مباشرة يوم اقتراع المغتربين في 48 دولة في العالم؟ يوم فرض السلاح سطوته على اللبنانيين الاحرار المؤمنين بقوة الكلمة وفاعلية الحوار لا بالرصاص وصواريخ جماعة فائض القوة. يوم أرهب من كانت تنطبق عليهم صفة المقاومين الشعب، بتلقين درس عنفي لمن قرر مقاومة مشروع السلاح وادواته في لبنان.
عبرة لا بدّ الا ان يعتبر منها لبنانيو التغيير الطامحون الى اعادة بناء لبنان المنهار، المهترئة مؤسساته، والمضمحلّة دولته الى درجة الانحلال بقدرة قادر لبناني وصاحب قرار اقليمي ممانع، فيترجمون في صناديق الاقتراع غدا حلمهم بلبنان جديد يقول بالفم الملآن "لا " للسلاح غير الشرعي ونعم للشرعية والدولة القوية. الرهان كبير على من هجرتهم سلطة الامر الواقع ليسقطوا لوائحهم غدا ويضمون اصواتهم الكفيلة الى جانب اصوات المؤمنين بقدرة التغيير، بنقل لبنان من الموت السريري حيث يقبع الى الانبعاث حيا نحو الآمل وزمن التعافي والازدهار.
وصول الصناديق: عشية جولة الاقتراع الثانية في الامارات و47 دولة في العالم غدا، بدأت صناديق اقتراع المغتربين التي جرت أمس في 10 دول هي مصر والكويت والسعودية وسلطنة عمان وايران وسوريا والاردن وقطر والبحرين والعراق بالوصول الى لبنان تباعا، فسلم الدبلوماسيون الحقائب المتضمنة اصوات الناخبين المغتربين الى مسؤولين في وزارة الداخلية حيث تم تسطير محاضر بها، قبل ان تتسلمها عناصر من قوى الأمن الداخلي التي نقلتها بدورها الى مصرف لبنان.
تحضيرات وتذمر: وتوازيا، اكتملت التحضيرات لانتخابات المغتربين التي ستًستكمل يوم غد في الخارج، واعلنت السفارات اللبنانية استعدادها لليوم الانتخابي الطويل، وجهوزيتها لفتح صناديق الاقتراع، فيما ابدى بعض اللبنانيين في الولايات المتحدة الاميركية تذمرا بشأن الوصول إلى مراكز التي قالوا إنّها بعيدة عن منازلهم ولفتوا إلى ان "حوالى 20 في المئة من اللبنانيين لن يتمكّنوا من الاقتراع.
معايير جديدة: وفي انتظار اقتراع الغد وما قد يفضي اليه من نتائج في ظل تعويل كبير عليها، لجهة احداث التغيير وقلب المعادلات البرلمانية ولو ان الامال ليست كبيرة، في ظل ما تمارسه احزاب السلطة لجهة الضغط على مرشحين للانسحاب بالترهيب والسلاح حيث استلزم الامر، قالت مصادر مراقبة لـ"المركزية" ان المدعوين الى الإنتخاب غدا سيقدمون معايير جديدة لم تختبرها الساحة الانتخابية بعد. فرغم العراقيل الادارية والتقنية التي تحدثت عنها التقارير الواردة من الولايات المتحدة الاميركية واستراليا حول تشتت الناخبين على مستوى توزيع عائلاتهم على صناديق الاقتراع في اكثر من ولاية اميركية ومدينة اوروبية، االا ان ذلك لن يقدم او يؤخر عزمهم على المشاركة في الانتخابات وسط توقعات تحدثت عن نسب عالية من المشاركة تفوق كل التوقعات. وهو أمر يقاس بنسبة المشاركة الشيعية في العديد من الدول ولاسيما في ألمانيا والسويد ودول البلقان كما بعض الدول الإفريقية وبعض الولايات الأمريكية الشمالية حيث نشطت ماكيناتهم الانتخابية ونسبة من قرر الانتخاب في لبنان أقل بقليل من نسبة القاطنين في دول الخليج العربي والدول الاسلامية وهو ما سيقود الى قراءة جديدة ابتداء من إقفال صناديق الاقتراع فيها .
تجديد جوازات السفر: الى ذلك، أعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، "أننا نتعاون مع وزارة الداخلية من اجل انجاح الانتخابات النيابية"، معلنًا "اننا نساعد الناخبين في بلاد الانتشار لتجديد جوازات السفر، ليوم الانتخاب فقط".
حث اميركي: في الغضون، حث رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي، بوب مينيديز، الحكومة اللبنانية على "ضمان إجراء الانتخابات المقبلة في الوقت المحدد، وبطريقة شفافة، وتمثيلية ونزيهة".وقال في بيان صحفي إن الانتخابات النيابية في لبنان "حاسمة"، إذ "سيدلي المواطنون اللبنانيون في الداخل وحول العالم بأصواتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة دفعت كثيرين منهم إلى الفقر، بينما أجبرت آخرين على مغادرة البلاد بحثا عن مستقبل أفضل".وأكد أنه يؤيد جميع "الناخبين اللبنانيين الذين ما زالوا ملتزمين بمستقبل ديمقراطي مزدهر لبلدهم، بمستقبل تسمح فيه سيادة القانون للحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها ومحاسبة المتورطين في الفساد الذي أدى إلى كل هذه الأزمات الاقتصادية والانفجار المميت في ميناء بيروت في 4 أغسطس 2020".
لن ننسى: وعلى رغم الانهماك الانتخابي، بقيت ذكرى 7 ايار حاضرة على الساحة اللبنانية، خصوصا ان الكثير من اللبنانيين لا يزالون حتى اليوم يحصدون تداعياتها. وللغاية نشر رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري على صفحته على فيسبوك صورة وعلق: 7 ايار... يوم اسود لن ننسى.
البخاري والعقاب: وبعد ساعات قليلة، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على حسابه عبر "تويتر": "أكبرُ عِقابٍ يُسَلَّطُ على النصِّ هو أن لا يُصدِّقُ القارِئُ ما جاء فيه!".
كلمة مفصلية لجنبلاط: من جهة ثانية، تترقب الاوساط السياسية والشعبية اطلالة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الثامنة والثلث مساء اليوم، حيث سيلقي خطاباً مركزياً خلال مهرجان للحزب "الاشتراكي" في مؤسسة "العرفان التوحيدية" في الشوف. واكدت مصادر "الاشتراكي" لـ"المركزية" ان إطلالة جنبلاط ستكون مميزة وتتضمن كلاماً نوعياً، يرتبط بالعديد من الاستحقاقات وليس فقط بالانتخابات النيابية. واشارت إلى أن الكلمة ستكون مفصلية، وتتضمّن مواقف هامة جدا، حيث سيضع جنبلاط توجهاً أساسياً في ما يتعلق بالمرحلة السياسية المقبلة. وترددت معلومات أن خطاب جنبلاط سيكون بمثابة اعلانٍ عن خطوة متقدمة بمسار تولي نجله تيمور زمام الأمور في المرحلة المقبلة.
تراجع "صادم": وليس بعيدا من الاوضاع اللبنانية السيئة عامة، سجل لبنان تراجعا صادما في "التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2022"، إذ حلّ في المرتبة 130 بين 180 دولة. وكان في المرتبة المرتبة 107 العام الماضي، بحسب التقرير الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" تحت عنوان "عصر الاستقطاب الجديد". ويعتبر التراجع 23 مرتبة كبيرا بالنسبة لبلد عُرف بحرية الرأي والتعبير على مدى سنوات طويلة.
دولياً، نصب إيمانويل ماكرون اليوم مجددا رئيسا لفرنسا لولاية ثانية من 5 سنوات في قصر الإليزيه بعد فوزه على المرشحة اليمينية مارين لوبان. ودعا الرئيس الفرنسي في كلمة مقتضبة إلى "التحرك دونما هوادة" لتكون فرنسا "أكثر استقلالا". وتعهّد بمواصلة العمل لجعل فرنسا وأوروبا أكثر قوة". وقال ماكرون: "نسعى لتقوية قدرات الجيش الفرنسي خلال المرحلة المقبلة".
***