Rebirth Beirut: مبادرات لإعادة الحياة إلى قلب الوطن

المركزية – بعد أن دمّر تفجير 4 آب نبض اقتصاد البلد وعاصمته السياحية بيروت، وحوّلها إلى مدينة أشباح في حين كانت تعجّ بالحياة، أخذت الجمعيات غير الحكومية على عاتقها مهّمة مساعدة المدينة ومن بينها جمعية Rebirth Beirut. إلا أن ما يميزّ هذه الجمعيّة هو أن رؤيتها وعملها يرتكزان على إعادة إحياء المدينة وتحريك دورتها الاقتصادية، من دون أن تقتصر مهمّتها فقط على تقديم المساعدات المادية المباشرة للمواطنين، بل تمتّد إلى العمل الإنمائي والتأهيلي. بالتالي، يقوم مبدأها على "ولادة جديدة للعاصمة بيروت" من رحم المعاناة عبر إعادة النور إليها والإحساس بالأمان والأمل لإنعاش الاقتصاد فيها.   

تاسست Rebirth Beirut  عام 2020 "بعد إنفجار المرفأ وبدأت نشاطاتها بمساعدات غذائية، لكنّ هدفها تركّز على إطلاق مبادرات تعيد الأمل والحياة إلى المدينة"، وفق ما يوضح مؤسسها ورئيسها غابي فرنيني لـ "المركزية".  

وفي لمحة سريعة عن نشاطات ومشاريع الجميعة منذ تأسيسها، يذكّر بأن "أولى المبادرات كانت حفلة موسيقية ميلادية على درج مار نقولا، حيث أعيد فتح المطاعم هناك وعادت الحركة الاقتصادية إليه. بعدها، نظّمت الجمعية نشاطاً رياضياً للأطفال الذين تأثّروا بالانفجار وتم تعليم 70 طفلا مجاناً على مدى شهرين في الصيف الماضي. وفي الرابع من آب أقيم معرض للمصورين الصحافيين على فترة ثلاثة ايام إحياءً لذكرى الانفجار".  

بعدها، يشرح فرنيني أن "الجميعة فكّرت بمبادرة تعيد الأمل والضوء إلى العاصمة، من هنا انبثقت فكرة مشروع لإعادة تشغيل الإشارات المرورية في بيروت على الطاقة الشمسية، وأطلق عليه عنوان "مع كل إشارة فسحة أمل" فأعيد تأهيل خمس إشارات عند تقاطعات ساحة ساسين، برج الغزال صوفيل، ساحة التباريس ومار نقولا. والعمل جار لإضاءة سبع إشارات جديدة. هذا بدعم من القطاع الخاص، وكلّ داعم يكتب اسمه على الإشارة تقديراً له".  

وأطلقت Rebirth أيضاً حملة ثانية هي "زفت جورة" تحت شعار "حتى تصير طريقنا أحلى طريق". ويلفت مؤسسها أنها "شملت في مرحلتها الأولى ألف جورة في بعض شوارع بيروت، على أن يتوسع العمل تدريجا لرفع هذا العدد".  

أما موعد إطلاق المبادرة الثالثة فيصادف غداً من الرابعة بعد الظهر حتّى الثامنة مساءً في مقر الجميعة في الجميزة، ويهدف إلى إطلاق معرض فني تحت عنوان: Rebirth Art Exhibition بالتعاون مع Carré d'Artistes  يستمر لغاية 14 أيار. الغاية، حسب فرنيني، "تحويل مقرّ الجمعية إلى مركز ثقافي يكون ملتقى لجميع الفنانين. ويضم المعرض العديد من أنواع الفن ولوحات ورسومات لـ 4 فنانين لبنانيين، إلى جانب أعمال فنية لمجموعة كبيرة من الفنانين العالميين. بعدها، تستعدّ الجميعة في 22 الجاري لإطلاق مبادرة "ضوّي شارعك" لإضاءة شوارع العاصمة. والمشاريع المقبلة ستكون بدعم من القطاع الخاص والمجتمع المحلّي".  

ويختم "عمل الجميعة يتوسع شيئا فشيئا. لا يليق ببيروت إلا الفرح والجمال. بيروت العاصمة والعاصمة مريضة وكئيبة وحزينة. هي قلب الوطن ومن دون إعادة إحياء هذا العضو لا يمكن للجسد كلّه أن يحيا".