Apr 29, 2022 3:27 PM
خاص

روسيا واسرائيل علاقات مد وجزر تقف عند حدود المصالح

المركزية- على وقع الاستهدافات الاسرائيلية المتتالية لسوريا والتي ادى آخرها الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش السوري ووسط ترقب لموعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى تل ابيب بعدما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أنهقبل دعوته لزيارة بلاده على أن تتم في الأشهر المقبلة، تمر العلاقات الروسية – الاسرائيلية في حال من المدّ والجزر، بفعل ما افرزته الحرب الروسية على اوكرانيا والمواقف الاسرائيلية المتناقضة منها، ما يجعل التساؤلات حول مصير العلاقة مشروعة، فهل يبقى التوتر محدودا ومحصورا في اطاره، خصوصا ان الحسابات الروسية في شأن العلاقة مع اسرائيل تأخذ اعتبارات كثيرة لدى صانع القرار السياسي في موسكو، في ظل وجود أكثر من مليون روسي في "إسرائيل"، ونتيجة المراهنة على دور إسرائيلي ضاغط في الولايات المتحدة، يمكن استثماره لمصلحة روسيا، وتفادياً لإثارة غضبالإسرائيليين الذين يمتلكون الإعلام والمال ومفاتيح العلاقات مع دول الغرب، ام تتدهور العلاقات وتذهب موسكو نحو ترجمة انتقاد احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وممارساتها في القدس، في المحافل الدولية تبدلا في موقفها ومساندة الفلسطينيين؟ وتبعا لذلك، كيف يعالج رئيس حكومة اسرائيل نفتالي بينيت الازمة التيخلفتها مواقف وزير الخارجية يائير لابيد ضد غزو روسيا لاوكرانيا في الامم المتحدة بالاصطفاف الى جانب واشنطن الغاضبة من بينيت لمحاولته الوقوف على الحياد من حرب اوكرانيا؟

تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان حسابات العلاقة الروسية-الإسرائيلية التي انعكست سلباً على سوريا، من خلال أتاحةالفرص غير المحددة للجيش الإسرائيلي من أجل ضرب مواقع الجيش السوري وحلفائه، ما أفقد سوريا قدرة الردع مقابل التماديالإسرائيلي، اوسع واعمق من ان تنتهي عند الحدود الاوكرانية، وهي جزء من كل في لوحة واسعة من المصالح المشتركة، لا سيما في ظل المفاوضات النووية في فيينا التي لم تحرر ايران من العقوبات بعد، بما يبقيها مكبّلة وعاجزة عن ردع نفوذ اسرائيل المتمدد  في المنطقة والمتوسع بيكاره مع موجة التطبيع مع الدول العربية.

اعتمدت تل ابيب في مسألة الغزو الروسي لاوكرانيا سياسة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار"، فتجنب بينيت، بحسب المصادر،الاصطفاف مع اي من طرفي الصراع بالمحافظة على علاقاته مع اوكرانيا حيث الجالية الاسرائيلية كبيرة هناك، ومع روسيا التي تسيطرعلى سوريا حيث تنشط اسرائيل عبرغارات تستهدف مواقع للحرس الثوري الايراني وحزب الله، فامتنعت عن الانضمام الى حملة العقوبات ضد روسيا التي شنتها دول غربية في خطوة غيرمسبوقة في الامم المتحدة ورفضت منع بيع السلاح الى اوكرانيا، ما اثار غضب واشنطن خصوصا بعدما رفضت اتخاذ موقف ضد ادانة الغزو الروسي لاوكرانيا، فيما ايدت اسرائيل تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الانسان، فاستدعت الخارجية الروسية سفيراسرائيل (الكسندر بن تسفي) مرتين، واصدرت بيانا انتقدت فيه احتلال اسرائيل لاراض فلسطينية ردا على انتقاد اسرائيل "العملية العسكرية الخاصة" في اوكرانيا التي اعتبرتها روسيا محاولة لصرف انتباه المجتمع الدولي عن النزاع الفلسطيني -الاسرائيلي وهو اقدم  صراع في العالم.

مجمل هذه التطورات خلفت ندوبا في العلاقات بين موسكو وتل ابيبادت الى مضاعفة النشاط الروسي في مجال دعم القضية الفلسطينية، وتوجيه انتقادات شديدة اللهجة لاسرائيل على خلفية ما يجري في القدس. غير ان المصادر الدبلوماسية تستبعد ان تؤثرهذه المواقف على علاقات البلدين في المدى البعيد او تحدثتغييرا في المواقف الاسرائيليىة من القضية الفلسطينية او الروسية من اسرائيل، خصوصا ان مسؤولين اسرائيليين سارعوا الى خفض منسوب التوتر وابقائه تحت السيطرة، خشية ان تبدل روسيا  استراتيجية غض الطرف عن الضربات الاسرائيلية لسوريا واستهداف مواقع الاذرع العسكرية لايران لمنعها من توسيع نفوذها في المنطقة. 

في مطلق الاحوال، تختم المصادر ان سياسة الباب الخلفي بينالدولتين ستستمر في سوريا، فيبقى الاتفاق بينهما قائما بمعنى عدم تعرض الدفاعات الجوية الروسية للطيران الإسرائيلي، كما لا يمكن عزل الملف الأوكراني عن الملف السوري، وبالتالي فإنإسرائيل لم تتخذ الموقف شبه المحايد في الملف الأوكراني إلا بسبب مسألة سوريا وهي لن تذهب ابعد من ذلك ، والغرب يدرك هذا الأمر،لذلك لا يمارس ضغطا كبيرا عليها للانحياز أكثر تجاه الموقف الأوكراني".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o