Apr 28, 2022 4:37 PM
خاص

الصوت العقابي يرسم خارطة طريق مرشحي المجتمع المدني في "عكار التغيير"...حظوظ مرتفعة بالخرق؟

المركزية – على قاب 25 يوما من موعد الإنتخابات النيابية بدأ مرشحو المجتمع المدني والمستقلون على اللوائح المدعومة من أحزاب السلطة والمعارضة يكثفون حراكهم في اتجاه الناخب الذي قرر أن يعاقب من خذلوه إما بورقة في صناديق الإقتراع أو بالمقاطعة. وفي فلك هذه المشهدية تدور عجلة الإنتخابات في دائرة الشمال الأولى -عكار التي يتنافس فيها مرشحو المجتمع المدني ضمن ثلاث لوائح إثنتان غير مكتملتين هما "نحو المواطنة" و"عكار تنتفض" والثالثة مكتملة تحت شعار"عكار التغيير". أما لوائح السلطة فتتوزع على 6 لوائح أبرزها لائحة "عكار اولاً" المدعومة من التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي، ولائحة عكار المدعومة من حزب القوات وطلال المرعبي، ولائحة "الاعتدال الوطني" المدعومة من نواب المستقبل السابقين. 

30908 ناخبا عكاريا إذا سيصوتون لمرشحين توزعوا على 9 لوائح  لتمثيلهم بسبعة مقاعد في المجلس النيابي على الشكل التالي: 3 سنة، ماروني واحد، 2 روم أرثوذكس، وعلوي واحد. وللمرة الأولى في تاريخ الإنتخابات النيابية يخترق المجتمع المدني بوابة الترشيحات بخطوات واثقة، وتظهر الإحصاءات أن بوصلة الإقتراع موجهة من قبل غالبية التغييريين وأصحاب الصوت العقابي نحو لائحة "عكّار التغيير" المكتملة بهدف إحداث خرق وحصد مقاعد نيابية. ومما يزيد من نسبة حظوظها حصولها على مباركة روحية اسلامية عبّر عنها مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، الذي تبنّى التغيير نتيجة "عدم الرضى بالواقع"، واظهر دعماً لقوى التغيير بقوله لأركان اللائحة: "لا يوجد لائحة كلائحتكم تغييرية بالكامل فالوجوه الموجودة هنا كلها مميزة وجديدة". فهل يكون للصوت العقابي الموجه نحو لوائح المجتمع المدني أثره في صناديق اقتراع  دائرة الشمال الأولى التي يشكل فيها الصوت السني نسبة 64 في المئة على رغم انقسام جمهور هذه الطائفة بين مقاطع ومعارض التزاما بقرار مقاطعة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الإنتخابات النيابية اقتراعا وترشيحا، وبين منتفض على الواقع الذي أفرزه إهمال وتقاعس النواب الذين أولاهم الناخب السني والمسيحي ثقته في انتخابات 2018؟ وهل ينعكس تشتت اللوائح على نتائج الفرز؟ 

المرشح عن أحد المقاعد السنية على لائحة "عكار التغيير"  محمد بدرا أوضح لـ"المركزية" "أن الحيثية الجغرافية فرضت عملية اختيار المرشحين على اللائحة وحالت دون جمع الراغبين من المجتمع المدني ضمن لائحة واحدة، مما أدى إلى انسحاب البعض و"ركوب" البعض الآخر قاطرة لوائح تابعة للأحزاب والمنظومة".  وإذ لفت إلى أن تعددية لوائح المجتمع المدني ستساهم في تشتيت الأصوات، اعتبر أن المسؤولية تقع على المرشح الذي لم يلتزم بالمعايير المطلوبة للترشح على لوائح المجتمع المدني، وكذلك من حاول إخفاء حقيقة انتمائه إلى حزب السلاح تحت قناع التغيير والمجتمع المدني. 

مضمون تصريح مفتي عكار الشيخ زيد زكريا واندفاعه نحو دعم مرشحي التغيير، ودعوته الى المشاركة بالإقتراع، كسر رغبة سعد الحريري بعدم ارتفاع نسبة الاقتراع، وخلق حالا من القلق لدى القوى السياسية التي تتبنّى لوائح اخرى. كما  شكل دعوة واضحة للناخبين لإختيار مرشحي قوى التغيير، وبالتالي نكسة للقوى السياسية والشخصيات التقليدية التي ترغب بجذب الناخبين في عكار الى لوائحها. فهل لمس مرشحو لائحة "عكار التغيير" تبدلا في المزاج الشعبي لدى الناخب العكاري عموما والسني تحديدا؟ 

تظهر الإحصاءات التي أجرتها لائحة عكار للتغيير أن الجو التغييري يطغى على مزاج العكاري الذي لمس حجم تخاذل نوابه على مدى أربعة أعوام على مستوى الإنماء وتقديم مشاريع قوانين. وقد بلغت 42 في المئة "وعلى هذه النسبة يتم التركيز اليوم لانتخاب مرشحي لائحة "عكار التغيير".  وبلغت نسبة مؤيدي تيار المستقبل 24 في المئة والتغييرين 17 في المئة و5 في المئة رفضوا التصويت لأي مرشح. 

ويؤكد بدرا "أن الواقع المأسوي المعيشي والإقتصادي والإجتماعي في عكار سيترجم في صناديق الإقتراع في انتخابات 15 أيار على رغم محاولات حيتان المال والسلطة إغداق المال والرشاوى على الناخب بدءا بدفع المبالغ المالية وصولا إلى تركيب الطاقة الشمسية وفلش  الزفت من هنا وتوزيع كميات من البذور للزراعة من هناك... كل هذه الرشاوى ستؤثر حتما على الأصوات التي كنا نعول عليها لكننا على قناعة بأن ثمة صوتا عقابيا وهو وسيكون الحكم في صناديق الإقتراع" . 

وجود مرشحين على لائحة عكار التغيير كانوا ينتمون فكرياً وسياسياً الى خط 14 آذار يرفع من نسبة تقدمها وإمكانية إحداث خرق عدا أنها  تحرز تقدماً كبيراً لدى الجمهور السني الموالي لتيار المستقبل لأن هناك مرشحين على اللائحة يعتبرون تغييريين سياديين بعكس لوائح الاحزاب ولوائح المستقلين الاخرى، ويؤكد بدرا أن التعاطف التي تلقاه هذه اللائحة من الجمهور التغييري الصرف وهو الجمهور الشاب الذي يعترض على الاحزاب ومن جمهور تيار المستقبل يضعها في خانة اللوائح الجدية القادرة على التنافس ونيل الحاصل على رغم الامكانات المادية الضئيلة. ويختم "آن الأوان أن نحترم عقل الناخب العكاري وتفكيره بعدما استغلت احزاب السلطة عاطفته وأغدقت عليه المال الانتخابي لوصول مرشحيها إلى المجلس فكانت النتيجة إهمالا وتقاعسا وفقرا مدقعا". 

مرشحو لائحة عكار التغيير

عن المقعد السني: محمد بدرا (حائز على دكتوراه في البرمجة والإتصالات)، بري الأسعد (طبيب جراحة) وخالد علوش (مهندس). 

عن المقعد الأرثوذكسي: لوريس الراعي (دكتوراه في علم الإجتماع). 

عن المقعد الماروني: إدكار ضاهر (صاحب شركة إعلانات). 

عن المقعد العلوي: جنان حمدان (صيدلي). 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o