Apr 26, 2022 2:55 PM
خاص

صاروخ الفجر اللقيط من انتخابات لبنان الى مفاوضات بغداد وفيينا

المركزية- ليل الاحد الاثنين الماضي، اطلق صاروخ لقيط من جنوب لبنان في اتجاه اسرائيل، ردت الدولة العبرية على الاثر بقصف مدفعي استهدف بحوالى 50 قذيفة مناطق طيرحرفا، وادي حامول، علما الشعب، وخراج بلدة زبقين من دون وقوع إصابات أو حدوث أضرار في الجانبين. كما تم إطلاق حوالى 40 قنبلة مضيئة من قبل الاسرائيليين فوق بلدات طيرحرفا، الناقورة، شيحين وبدياس، في حين عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على صاروخين نوع غراد عيار 122 ملم موضوعين على مزاحف ألمنيوم مجهزين للإطلاق، تم تعطيلهما من قبل الوحدات المختصة، بحسب ما افادت قيادة الجيش.

عند هذا الحد انتهى التصعيد وكما في كل حادثة مماثلة تدخلت اليونيفل لضبط النفس وتواصلت مع الجانبين للجم الاعمال الاستفزازية، وفتحت تحقيقا لتحديد الملابسات. تحقيق لم تعلن يوما نتائجه تماما كما سائر التحقيقات التي تناولت قضايا الاعتداء على جنود اليونيفل في بلدات جنوبية عدة، لم يصل اي منها الى الحقيقة او الى اعلانها الى الرأي العام اللبناني.
لكن اللافت في "حادثة الفجر" انها تزامنت مع تصعيد آخر خطير في الشارع اللبناني تنقل بين طرابلس التي فُجعت بحادثة غرق الزورق الذي كان يُهرب اشخاصا لبنانيين وسوريين بطريقة غير شرعية حيث عمّت موجة من الغضب والحزن بين ابناء المدينة نتيجة تسريب معلومات تبين انها غير صحيحة عن تسبب الجيش اللبناني بالحادثة وتاليا تحريض الطرابلسيين ضد المؤسسة العسكرية في خطوة غير بريئة، واشكالات واطلاق نار في عائشة بكار في بيروت تردد انها مذهبية، فهل ان تزامن الحوادث تلك كلها في ليلة واحدة هو محض صدفة ام ثمة من خطط لها؟ واذا كان حادث الزورق بريئا رغم فظاعته، وحادثة عائشة بكار مجرد امتداد للاحتقان فمصلحة من اطلاق الصاروخ من الجنوب في هذا التوقيت بالذات ومن هي الجهة المجهولة المعلومة التي تقف خلفه وتسعى الى توتير الاوضاع ووصلها من الشمال الى بيروت فالجنوب، علما ان مسلسل اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان توقف منذ آب 2021  حين أعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك، أن عناصر حزب الله أطلقوا 19 قذيفة من منطقة شمال شبعا في اتجاه إسرائيل، ورد الجيش الإسرائيلي حينها بشن غارات على جنوب لبنان.”

ومع ان الجانب الاسرائيلي اعلن في اعقاب اطلاق الصاروخ امس ان "التقديرات حول من يقف خلفها هي الفصائل الفلسطينية في لبنان بسبب الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى أو التوتر في غزة والضفة، كما أن هناك احتمالا أن يكون فرع حماس في لبنان"، متوعدا باسستخدام القوة الضرورية للرد على الهجمات الصاروخية التي أطلقت عليها من لبنان، ومحمّلاً الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على أراضيها، بيد ان  مصادر سياسية في المعارضة تسأل عبر "المركزية" عن حقيقة هذه الجهة التي لا تعلن مرة واحدة هويتها وما اذا كانت حقيقة فلسطينية ام لبنانية، ومدى قدراتها وحرية تحركها لاطلاق صواريخ تعرض امن لبنان برمته للخطر، من منطقة امنية فيها كل الاجهزة من اليونيفل الى الجيش الى حزب الله الذي تؤكد المصادر انه يحصي انفاس ابناء المنطقة هناك فكيف يعقل الا يعرف هوية مطلقي الصواريخ تكراراً، وهل ان "راجح" الصواريخ هو اداة يستخدمها الحزب حينما تستدعي حاجاته المحلية او الاقليمية او حتى الدولية، وهي تتنقل بين بغداد حيث تعقد اجتماعات تفاوضية بين مسؤولين سعوديين وايرانيين، وفيينا التي تترنح مفاوضاتها على شفير مطالبة ايران برفع الحرس الثوري عن اللائحة السوداء، وغزة والقدس حيث مسرح الاشتباكات بين الاسرائيليين والفلسطينيين اثر التعديات الاسرائيلية الصارخة على المصلين، واخيرا بيروت التي تستعد للاستحقاق الانتخابي النيابي الذي لا تريده المنظومة الحاكمة على الارجح، وهي تستشعر الخطر المحدق بها من بيئاتها،لا سيما  التيار الوطني الحر الذي تؤكد استطلاعات الرأي  ضمور جمهوره وخسارته عددا كبيرا من نوابه او حزب الله الذي تواجه ماكينته في مناطق الثقل الشيعي حالة اعتراضية  شعبية تتمثل بعدم استقبال مرشحيه وانزال صورهم ورفض الحصص الغذائية والمساعدات الانتخابية التي يقدمها  للبيئة الحاضنة رغم الوعود بالاهتمام بالمشاريع الحيوية لهذه المناطق الاكثر حرمانا منذ عقود.

ان الحزب، تختم المصادر لم يصدر اي موقف في شأن الصاروخ الذي هز امن الحدود الجنوبية. هل لكونه يقف خلف من اطلقه للاهداف الآنفة الذكر وقد ارسل على متنه رسائله الى من يعنيهم الامر بان جبهة الجنوب جاهزة لتحريكها في اي لحظة ان لم تستجب الاطراف المفاوضة في بغداد وفيينا لمطالب طهران؟ تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o