Apr 17, 2022 11:41 AM
خاص

تخوين وتهديد واعتداءات: النظام الديمقراطي في خطر!

المركزية- صحيح ان الثنائي الشيعي يستعد لقطف ٢٧ مقعدا من جديد في مجلس النواب، اي انه يتهيأ للفوز بالحصة الشيعية كاملة في الانتخابات المقبلة، "الا اذا"... لكن هذا الواقع غير السليم الناتج عن "فائض القوة ووهج السلاح"، يبدو غير كاف لحزب الله وحركة امل، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

فمن حيث السلوك على الارض والخطابات على المنابر واللهجة في البيانات، يتبين بوضوح ان الحزبين يرفضان حتى "فكرة" وجود رأي آخر في الطائفة. ففيما تمكنت بعض الشخصيات المستقلة بشق النفس، من تشكيل لائحة "معارِضة" في الجنوب، حيث يُخوّن كل من لا يسلّم بحصرية تمثيل الحزب والحركة، للشيعة، أزعجت هذه اللائحة الثنائي الذي لم "يهضم" وجودها... فأمس، قطع عناصر حزبيون الطريق المؤدي إلى مطعم "الوادي" في الصرفند ومنعوا المرشحين على لائحة "معاً للتغيير" المدعومة من "الحزب الشيوعي" والمستقلين و"حراك صور" من الوصول إلى المطعم حيث كان مقرراً إعلان البرنامج الانتخابي للائحة.

كما تم اطلاق النار باتجاه المشاركين في حفل اطلاق اللائحة وسط توتر شهدته المنطقة. وأفاد اكثر من مصدر وشاهد عيان ان مناصري "حركة أمل" وضعوا الحواجز على مدخل الصالة التي كانت ستستقبل اطلاق البرنامج الانتخابي للائحة، علما ان الحركة عادت ونفت هذه المعطيات.

هذا في الجنوب. اما في البقاع، فتهديداتٌ للشيخ عباس الجوهري المرشح على لائحة في بعلبك الهرمل، تضم في عدادها مرشح القوات اللبنانية النائب انطوان حبشي، وتخوينٌ للمرشحة ديما ابو دية التي تخوض الاستحقاق على لائحة القوات في زحلة.

في موازاة هذه الممارسات القمعية، وفق المصادر، يطل مسؤولو الحزب في شكل شبه يومي على اللبنانيين موزعين عليهم شهادات بالوطنية. في الساعات الماضية، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "انهم يصبون حمى هجماتهم علينا تحت شعار لا لسلاح المقاومة"، مشددا على أن “المقاومة هي ضرورة وطنية وحاجة ماسة، والذي يطالب بنزع سلاح المقاومة يغرد في مكان آخر، أقله أنه لا يمت إلى الوطنية بصلة”.

اذا، وفق رعد، القبول بالسلاح غير الشرعي يشكّل وحده معيار "الوطنية" ومَن يعترض على السلاح المُرسل من ايران لفريق لبناني واحد، ليس وطنيا...

كل هذه المعطيات تؤكد ان ثمة في لبنان، مَن يرفض الديموقراطية من اساسها، ولا يعترف بها.. فليست اللعبة الانتخابية فقط ما يزعجه، بل حرية التعبير والرأي والمعتقد ايضا. فهل سيصوت اللبنانيون في ايار لهذا الفريق الذي يدل أداؤه بوضوح انه آت للانقضاض على النظام الديموقراطي وأبسط قواعده، والذي تميز لبنان به منذ نشأته؟ ام سيصوتون لمَن يحافظون على لبنان ونموذجه وهويته التاريخية؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o