Apr 12, 2022 2:56 PM
خاص

منطقة شيعية ترفض استقبال نائب الحزب..."زوروني كل 4 سنين مرة"
تململ جراء ترشيح النواب انفسهم ونصرالله يسعى لجمع بري- باسيل

المركزية- ابعد من اطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المسائية وقبلها مأدبة الافطار الباسيلية- الفرنجية التصالحية، ثمة واقع ميداني مستجد في البيئة الشيعية لا يمكن تجاهله او محاولة القفز فوقه، لعله السبب الرئيسي في حملة التجييش والتعبئة الشعبية التي ينتهجها الحزب اكثر من اي يوم مضى في حملاته الانتخابية في مؤشر الى ان النتائج لم تعد في الجيب كما في انتخابات 2018 وما قبلها.

وإن كان الرهان على فوز الحزب صائبا عموما، وهو سيوصل نوابه الى البرلمان من دون شك، غير انه لا يعني ان التململ المتوسعة رقعته داخل هذه البيئة لن يترجم في صناديق الاقتراع او انكفاء عن التصويت خارجها، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، موضحة ان من يراقب حركة الحزب من امانته العامة الى نوابه يدرك عمق الحال هذه، وهو الذي ذهب الى تحريك غريزة شعبه وناسه بتصوير خصومه وتحديدا المنادين بالمشروع السيادي بأنهم اعداء الوطن والطائفة، ما اضطر هؤلاء الى الرد بالتأكيد على تمسكهم بالعيش المشترك وبالطائفة الشيعية كركن اساسي فيها، بعيدا من المشروع الايراني، في حين تولى نصرالله شخصيا مصالحة حلفاء الحزب لا سيما باسيل وفرنجية لتدعيم محوره  خدمة لمشروعه الاستراتيجي، على ان يجمع ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب باسيل الى مأدبة افطار، اذا نجحت اتصالاته في هذا الاتجاه، بحسب المصادر، خصوصا ان باسيل يرفض اعادة انتخاب بري رئيسا لمجلس النواب، بحيث يؤمن بذلك رص الصف الممانع والامساك بالغالبية النيابية التي تمكّنه من الاستمرار بإحكام القبضة على المؤسسات الدستورية والاستحقاق الرئاسي في تشرين الثاني المقبل.

ومرد التململ في بيئة الحزب التي تتفجر في اكثر من منطقة خلافات واشكالات متنقلة، وقد تظهرت ابان ثورة 17 تشرين وما بعدها، فرد الحزب عليها بتهم التخوين "غب الطلب" لكل من يرفض الخضوع لاملاءاته، ليس فقط الاعتراض على تمدد الحزب الى خارج لبنان وقتاله في الساحات العربية حيث يستخدم شباب لبنان وقودا ويسقطون على مذابح المصالح الاقليمية ، كما في السنوات الماضية بل يتشعب الى اكثر من ملف بدءا من الواقع الاجتماعي المزري الذي اوصل ابناء البيئة الشيعية، كما سائر اللبنانيين االى الحضيض، وباتوا يقبعون في ظل الفقر والجوع ينتظرون مساعدة من هنا او صفيحة مازوت من هناك، ويصطفون في طوابير الذل  للحصول على ربطة خبز، حتى كفروا، وبات بعضهم يرفض الاعاشات التي توزع من الحزب في الموسم الانتخابي.

وتكشف المصادر هنا عن ان عددا كبيرا من سكان منطقة الرويسات- جديدة المتن حيث يوجد ما يقارب 15 الف ناخب شيعي رفض استقبال احد مرشحي حزب الله في بعلبك الذي لم تطأ قدماه المنطقة طوال فترة نيابته،آخذين عليه عدم الالتفات الى احوالهم على مدى 4 سنوات فيما يزورهم اليوم للتصويت لمصلحته. وتفيد ان المرشح المشار اليه وامام رفض الاهالي لم يزر المنطقة، في حين تبين ان ماكينة  حزب الله وضعت باصات عدة  بتصرف السكان لنقلهم الى بعلبك للاقتراع يوم الانتخاب، كما ستضع باصات لكل المناطق الشيعية في بيروت لنقل المقترعين الى اماكن قيدهم.

وتنقل المصادر عن اوساط شيعية  انزعاجها وشريحة واسعة من ابناء الطائفة جراء قرار الحزب الابقاء على النواب انفسهم كمرشحين للانتخابات  النيابية المقبلة من دون تغيير يذكر، على رغم حملات الانتقاد لادائهم غير المجدي واتهامهم بعدم الاهتمام بشؤون ومشاريع المناطق التي يمثلون لاسيما في بعلبك- الهرمل التي تعاني من حرمان لا مثيل له. وترى الاوساط في خطوة الحزب تحديا وعدم اهتمام بأصوات الناس واحتجاجاتهم المتكررة مطالبة بالحد الادنى من الانماء، وعدم تنفيذ اي من الوعود التي قطعوها في برامجهم الانتخابية على مدى عقود. وتشير الى ان ترشيح النواب انفسهم خلف ردات فعل في البيئة الحاضنة للحزب وانزعاجا شعبيا يحاول تلافيه من خلال التعويض في الفترة الانتخابية هذه برفع مستوى المساعدات الاجتماعية، بعدما بات تأمين القوت اليومي اقصى امنيات اللبنانيين...

فهل يقع ابناء بيئة المقاومة الحقيقية في فخ صندوق الاعاشة مقابل الصوت الانتخابي ويجددون لمن اوصلهم الى جهنم ام ينتفضون للخروج من حيث هم نحو وطن يستحقون العيش فيه بكرامة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o