Apr 07, 2022 3:28 PM
خاص

اليمن نقطة البداية...هل تنطلق التسوية في المنطقة منها؟

المركزية - أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا يعفي علي محسن الأحمر من منصب نائب الرئيس، كما قرر تشكيل مجلس قيادة رئاسيا ينقل كافة صلاحياته وصلاحيات نائب الرئيس له وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وقال بيان رئاسي إن مجلس القيادة الرئاسي الجديد في اليمن سيتولى إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا وتيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها طوال المرحلة الانتقالية.  

وبحسب البيان سيتم إنشاء هيئة التشاور والمصالحة لدعم ومساندة مجلس القيادة والتي ستتكون من خمسين عضوا. كما أعلن عن تشكيل فريق قانوني لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة والفريق القانوني والفريق الاقتصادي.  

وفي وقت لاحق، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الخميس، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس. وعبر بن سلمان عن دعم المملكة للمجلس وتطلعه الى أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب الى السلام والتنمية، كما أعرب عن أمله في أن تكون المرحلة القادمة مختلفة.  فهل تبدأ التسوية في المنطقة انطلاقاً من اليمن؟   

يبدي مسؤول سعودي ارتياحه الى مجريات الامور في المنطقة لاسيما على صعيد انهاء حرب اليمن، كاشفاً ان قطر دخلت على خط "حزب الله" وحصلت منه على ضمانات بأن يمتنع عن مهاجمة وانتقاد السعودية، كما ان فرنسا دخلت على الخط أيضاَ، مشيراً إلى أن الحلّ لحرب اليمن بات قريباً، على خلفية التواصل الايراني -السعودي، خاصة وأن ايران ترحّب وتشجّع وتدعو مسؤولاً سعودياً لزيارتها تحضيرا للقمة، حيث من المتوقع عقد اجتماع سعودي -ايراني في بغداد. ويشدد على أن حل حرب اليمن يشكّل المدخل لتطبيع العلاقات الايرانية -الخليجية. وتوازياً، يعرب المسؤول السعودي عن ارتياحه للزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى الامارات واجتماعه مع ولي العهد محمد بن زايد، متوقعاً عودة سوريا الى الحضن العربي، وهي تتحضر لهذه الخطوة من خلال الانفتاح على الاشقاء العرب. ويتردد في اروقة عربية عن تواصل حصل اخيرا بين السعودية وسوريا عبر مسؤولين امنيين تحضيرا لخطوة سياسية قد تتبلور قريبا. إلى ذلك، يضع المسؤول السعودي التصعيد الحوثي واستهداف منشآت ارامكو عشية قمة المصالحة في السعودية والاجتماع الخامس في بغداد بين مسؤولين سعوديين وايرانيين هذا الاسبوع، في سياق الضغط لمزيد من المطالب في وقت يتم البحث عن إنهاء الحرب والبدء بالمصالحة بين الاطراف.  

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر يقول لـ"المركزية": "صحيح أن الجانبين اليمني والسعودي يعقدان اجتماعات ثنائية إلا أنني لا أرى حتى الساعة أي اختراق او تقدم في المفاوضات، لأن الجانبين يتحدثان تارة عن مجلس رئاسي وهذا ما تمّ رفضه من قبل الطرفين، وطوراً عن الشرعية وتطبيق القرار 2216 الاممي، الذي صدر عام 2015 ويحظر توريد الأسلحة للحوثيين ويؤكد دعم المجلس للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي عفا عليه الزمن، ولا أعتقد ان احدا سيقبل بالعودة الى المربع الاول".  

ويشير إلى أن "هناك جوا من التفاؤل ومجرد الاجتماع امر ايجابي وجيد جدا. المطلوب اليوم عودة كل منهما إلى قواعده وايقاف العمليات العسكرية وقيام الطرفين بجوجلة الأفكار التي تمّ بحثها ومقاربة الامور بواقعية بانتظار عقد اجتماع أكثر جدية وأكثر عملية. قضية اليمن لا يمكن حلها عسكريا والسبب أن الحوثيين لا يستطيعون السيطرة على اليمن وحكمها بمفردهم، كما لا يمكن العودة الى المربع الأول وإعادة تعويم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الشرعية، لن يقبل أحد بها، حان الوقت ان تنتهي صلاحيتها. لقد قرروا الاجتماع اوائل الصيف المقبل مرة أخرى، دون تحديد موعد محدد له بعد موعد الاجتماع، وبرأيي ستكون هناك معطيات جديدة، شرط أن يحترم الطرفان وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ورفع السعودية حصارها عن اليمن بشكل تام، عندها لن يبقى لدى الحوثيين عذر لقصف السعودية او الحدود الجنوبية، وكل ذلك طبعا بمراقبة دولية".  

ماذا عن التقارب الايراني –السعودي؟ يجيب جابر: "تجمدت المحادثات بينهما لكنها لم تتوقف، ولم يتم فض الاجتماع على عدم اللقاء. المباحثات مستمرة بشكل بطيء والاجواء ايجابية. كما لا يمكن فصل المباحثات الايرانية السعودية عن الاتفاق النووي، وفي حال تم التوقيع في فيينا، فستنفرج في المنطقة ككل، من اليمن وصولاً الى سوريا، لأن الولايات المتحدة لن تلتزم عندها فقط بالاتفاق النووي بل ستحسن علاقتها مع ايران وخاصة في قطاع النفط، وستكون طهران من مصدري النفط إلى أميركا وستشكّل هذه الخطوة "خرقا" في العلاقات الاميركية الايرانية. وفي حال تمت ستنعكس ايجابا على حرب اليمن".   

أين الدول العربية من كل ذلك؟ يقول: "ستسعى الدول العربية، في حال حصل الاتفاق النووي، إلى تحسين علاقاتها وان تستلحق نفسها لتنضم إلى هذه المجموعة، وأتحدث هنا عن دول الخليج ومصر، ومن المعروف أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي براغماتيكي جدا وعملي، تهمّه مصلحة مصر ودورها العربي وتعزيز موقفها خاصة اقتصاديا. وهنا نتحدث عن تفاهم دولي سينعكس على التفاهم الاقليمي. وأكثر المنزعجين من هذا التطور ستكون اسرائيل، التي لها نفوذ في الولايات المتحدة اكثر من الدول العربية. وموقف اسرائيل السياسي صعب في الوقت الحاضر لأنها فقدت حليفا اساسيا هو روسيا، في الحرب الاوكرانية -الروسية، وانعدمت الثقة بين موسكو وتل أبيب بسبب الموقف الذي اتخذته اسرائيل إلى جانب اوكرانيا. لذلك، صحيح ان اسرائيل منزعجة وتحضّر لعملية عسكرية كما تقول ضد ايران، الا ان ذلك يبقى كلاما بكلام، لأن ما يهم إسرائيل في نهاية المطاف هو تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة واستعادتها كما كانت اكثر من ممتازة وترميم علاقاتها مع روسيا".   

ويختم جابر: "العلاقات السعودية -السورية أيضاً تسير قدما الى التحسن ولا نستغرب اذا رأينا الرئيس السوري بشار الاسد يزور السعودية قريبا، بعد زيارته الامارات منذ أسابيع. كل هذه الأجواء جيدة وستنعكس ايجاباً علينا في المنطقة".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o