Apr 05, 2022 1:23 PM
خاص

المفاوضات معلّقة مؤقتا.. وانتعاش "النووي" مسألة وقت و"تخريجة"!

المركزية- شد الحبال على أشده بين الولايات المتحدة وايران من جهة وفي قلب واشنطن من جهة ثانية، في ما يخص الاتفاق النووي وبنود إحيائه. فحتى الساعة، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، يسوّق المسؤولون الايرانيون لفكرة ان تصاعد الدخان الابيض من "فيينا" بات وشيكا، على اعتبار ان الادارة الاميركية ستوافق على رفع الحرس الثوري الايراني عن قائمة الارهاب، فيما التريّث سيد الموقف في بلاد "العم سام"، لان لا رضى، لا جمهوريا ولا ديموقراطيا بعد، على هذا القرار الذي يمكن ان يتّخذه الرئيس جو بايدن.

في الساعات الماضية، ظهرت هذه المناخات "المتناقضة" بمعالم واضحة. فقد قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان امس "إننا قريبون من الاتفاق في فيينا، وقد نقلنا مقترحاتنا حول القضايا المتبقية في المفاوضات للجانب الأميركي عبر مفاوض الاتحاد الأوروبي والكرة الآن في ملعب أميركا". وقد اطلق موقفه الايجابي هذا خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جرى خلاله البحث في مختلف القضايا من ضمنها مفاوضات فيينا. ووصف غوتيريش المفاوضات المنجزة في فيينا بأنها تحظى بالأهمية، معرباً عن أمله بالوصول إلى اتفاق على وجه السرعة.

لكن في مقابل الاجواء "الحاسمة" التي تشيعها طهران، قال مسؤول أميركي إن المفاوضات متوقفة الآن بين الولايات المتحدة وإيران، لأن "لا شيء في هذه المرحلة مقبول من الطرفين". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤول قوله إن "طلب طهران من الولايات المتحدة رفع تصنيف (الحرس الثوري) الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية، ورفض واشنطن حتى الآن القيام بذلك، أديا إلى توقف المفاوضات". وتابع مشيرا الى ان القرار يعود إلى الرئيس بايدن، لكن "الرئيس لم يتخذ قراراً بعد. من الناحية السياسية، نعلم أنها خطوة صعبة للغاية"... الى ذلك، أعلنت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ عدم موافقتها على رفع العقوبات المفروضة على إيران، إثر انضمام عدد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين، محذرين من أن رفعها سيعطي إيران موارد مالية مجانية، لتجديد سياساتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ما يهدد أمن القوات الأميركية المنتشرة فيها.

هذه المعطيات تؤكد اذا، وفق المصادر، ان المفاوضات دخلت مرحلة مراوحة جديدة. وبعد ان كان الخلاف قائما بين ايران ومحاوريها حول ماذا يحصل اوّلا: هل يتم رفع العقوبات وتعود طهران لتلتزم مقتضيات الاتفاق النووي (وهو ما تريده الجمهورية الاسلامية) أم تعود ايران الى التقيّد وبعدها يبدأ مسار رفع العقوبات الاميركية عنها (وهو ما تريده واشنطن)، انتقل هذا الكباش اليوم الى حلبة "هل يتم رفع "الحرس" عن القوائم السوداء لينعتش الاتفاق، أم لا يُرفع"؟!

بحسب المصادر، هذه الوضعية قد تستمر اسابيع الا انها لن تطول اكثر، والاكيد ان الكلّ يستعجل التوصل الى تفاهم، وما يدور اليوم هو انضاج "الصيغة – الصفقة" التي ستتيح ولادته من دون ان يظهر اي من الجانبين بصورة المُنهزم. على اي حال، ولتأكيد ذلك، لا بدّ من التذكير باعلان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان منذ ايام   أنّ "هناك مستندا جاهزا تتم مناقشته بشأن الملف النووي الإيراني"، مضيفاً "نحن أمام نص يناسب الجميع"... المسألة اذا باتت مسألة "تخريجة" ومسألة وقت لا اكثر "الا اذا"، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o