Mar 28, 2022 12:21 PM
خاص

الحزب يناقض نفسه: الانتخابات تارة لحماية السلاح وتارة للانقاذ الاقتصادي - المالي

المركزية- يحمل خطاب حزب الله الانتخابي تناقضات في المضمون بدأت تخرج تدريجيا الى الضوء. فبينما تؤكد مواقف مسؤوليه من اعلى الهرم الى اسفله، ان المعركة في 15 ايار، سياسية، وان هدفها الاكبر صونُ سلاح الحزب ومنع حلفاء المحور الاميركي – الاسرائيلي في لبنان من نزعه، سُجّل في كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة، ما يثير علامات استفهام وتعجّب. اذ حاول إظهار ان المعركة "انمائية – معيشية". فأين الموقف الحقيقي الفعلي لحزب الله؟ هل يخوض الانتخابات تحت شعار الخروج من الازمة المالية ام تحت شعار حفظ سلاح الحزب، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية".

نصرالله شدد  على ضرورة أن "نعمل على وصول كل نوابنا، وألا يخسر أحد منهم، وأن نعمل على الحصول على الأغلبية"، واصفاً الانتخابات النيابية بأنها "أهم معركة سياسية في لبنان". وأشار خلال لقائه الجمعة الماكينات الانتخابية التابعة للحزب، إلى أن "اللوائح التي سنعلن عنها لا تتّسع لكلّ الأصدقاء"، مستدركاً بأنه "يجب ألا نخسر أصدقاءنا في الحملة الانتخابية، لا نفسياً ولا معنوياً ولا أخلاقياً"، مبيّناً أنه "يجب أن ننتبه للوائح الأصدقاء، مع عدم المجاملة بالانتخاب، نصوّت للوائحنا ولا نخون، وعدم استعداء واتهام وتشكيك بلوائح الأصدقاء". الا ان اللافت تمثّل في توقّفه عند أهمية "دعم حلفائنا كي تبقى الأغلبية (بيدنا)"، عازياً ذلك إلى "أنهم مش ناويين عالخير"، مستشهداً بـ"أنهم اليوم يخوضون المعركة في جبيل بعنوان تغيير هوية المنطقة، هل مشكلة المنطقة هي مرشح الحزب؟ أم المازوت والوضع المعيشي".

على قيادات الحزب ان تجيب بنفسها عن هذا السؤال، تضيف المصادر، وعليها هي، بحسم هذا التناقض. فهل هي تريد من الانتخابات الابقاء على الاكثرية النيابية بما يؤمّن غطاءً متجددا لسلاح الحزب - وقد قال المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان امس ان لا وجود للبنان من دونه، شأنه شأن اكثر من مسؤول في حزب الله في الساعات الماضية - ام انها تريد الانتخابات كمدخل الى التغيير، للخروج من المستنقع الاقتصادي المالي الذي تتخبط فيه البلاد؟ ام ان الاولويات تتبدّل حسب المنطقة ومقتضيات المعركة، فتكون تارة استراتيجيّة وطورا متعلّقة بهموم المواطن اليومية، وفق ما يناسب مصالح حزب الله الانتخابية؟

في الخندق المقابل، لا ضبابية او التباس في الموقف. الفريقُ المعارض يقول بوضوح انه يريد الحصول على الاكثرية ليتمكّن من تحرير اللعبة السياسية في البلاد من هيمنة حزب الله وسلاحه وحساباته الاستراتيجية، التي من أجلها، تحالّف مع الفاسدين وغطى صفقاتهم وممارساتهم، ليؤمّنوا هم في المقابل المظلّة لفائض قوّته وترسانته الممتدة من الاراضي اللبنانية الى الميادين العربية، في معادلةٍ قاتلة أوصلت البلادَ الى العزلة الدولية والانهيار الاقتصادي المالي الشامل، في آن.

اما حزب الله، فموقفه الانتخابي غير واضح. والجدير قوله انه اذا كان صادقا في خياره اخراج اللبنانيين من مأزقهم، لما جدّد تحالفه مع الفاسدين الذين لم ينكر نصرالله بنفسه منذ اسبوعين، وجودَهم في صفوف حلفائه... وهذا يعني، تضيف المصادر، ان الانتخابات من منظار حزب الله، وسيلة لتكريس فائض قوة حزب الله ومنع مساءلته هو او جدوى سلاحه ودوره، لا اكثر ولا اقل...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o